استحق ذهاب قيادة الحزب الاشتراكي اليمني الى مقر اقامة قيادة السلطة اليمنية في مدينة الرياض السعودية، استحق ذلك الاهتمام الاعلامي الذي واكب الزيارة ولحقها، لولا ان جزءاً من ذلك الاهتمام ذهب في اتجاه القدح والردح بدون مبرر. كانت زيارة وفد الحزب بناءاً على دعوة من الرئيس، لكن الحملة الاعلامية ضد الحزب صورت الحدث وكأنه إنقلاب في سياسة الحزب المعلنة. بشكل جلي اظهر الاهتمام الاعلامي بتحركات قيادة الاشتراكي مكانة الحزب في الساحة السياسية، الا انها ابرزت في الوقت ذاته حاجة الحزب الى امتلاك وسائل اعلام جماهيري قادرة على توصيل سياساته ومواقفه الى انصاره وخصومه السياسيين، أقصد ان يكون للحزب قناة اذاعية وتلفازية في ظل هذا الحصار الاعلامي الذي يعاني منه الحزب بعد ايقاف صحيفة الثوري الورقية، وحجب صحيفة "الاشتراكي نت" الالكترونية. عادة، لا ينزلق اعلام الاشتراكي الى مستوى إسفاف المكابرين والمتكسبين من حملة الهجوم عليه. واذا كان من المتوقع ان يجابه الحزب بردود أفعال انتقامية من اولئك المتضررين من سياساته ومواقفه الوطنية المتوازنة، فقد بدا أن التشويش على هذه المواقف طال حتى وسائل الاعلام التي من المتوقع ان تكون محايدة ان لم تكن مناصرة. فعلى سبيل المثال، احتاج أربعة متحدثون اشتراكيون كانوا على قناة بلقيس الفضائية مساء لقاء الرئيس هادي، احتاجوا الى ثلاثة ارباع زمن البرنامج لنفي صحة اتهامات جزافية ضد الحزب، رغم انه كان بإمكان معدي البرنامج إعفاء الضيوف من المشقة لو انهم عادوا الى بيانات الحزب وتصريحات قادته المعلنة منذ ما قبل انقلاب تحالف صالح/ الحوثي على السلطة. ما الجديد، اذاً، الذي يستحق عناء التوضيح؟. ذهب وفد الاشتراكي الى الرئيس هادي حاملاً هم ايقاف الحرب واستعادة الدولة والعملية السياسية، وهذا موقف عمره بعمر الحرب، غير ان بعض المعلقين وصفوا لقاء الرئيس بانه التحاق اشتراكي متأخر بقطار الشرعية!!. لا يملك الاشتراكي عصا سحرية تجبر اياً كان العودة الى بيانه الصادر في 7 فبراير 2015م الذي رفض فيه انقلاب تحالف صالح والحوثي على شرعية السلطة ومؤسسة التوافق الوطني التي يمثلها هادي وحكومته، ومن يومها لم يند عن الاشتراكي أي سلوك يخالف موقفه المعلن. فبأي مسوغ يمكن لأي متابع الاعتقاد بأن الاشتراكي كان في صف الانقلابيين؟. ليس للاشتراكي "ميليشيات" علاقته مفتوحة مع كل الاطراف والقوى السياسية اليمنية، وليس من المستغرب ان يستجيب لدعوة الرئيس هادي ويتشاور معه في القضايا الوطنية. واذا كان المزايدون يعتبرون اكتساب "الشرعية" يتأتى من التماثل مع الرئيس هادي في العيش الاضطراري "مؤقتاً" خارج اليمن، فإن من سوء حظ المزايدين أن الكثير من قادة الاشتراكي هم فعلاً رهن الاقامة الاضطرارية في الخارج، ولا يتوانى الانقلابيون عن تكرار الاعلانات عن ادراج العديد من قيادي الحزب في قوائم ما يسمونه المتهمون ب "الخيانة" ما يعني التصريح بإهدار حيواتهم. يمارس الاشتراكي السياسة بقلب مفتوح ومن البداهة ان تكون له علاقاته مع كافة الجهات والاطراف السياسية، واذا التقى مع أي جهة يمنية او غير يمنية، فلن يتردد في اعلان ذلك للرأي العام. كان الحزب احتج على الانفراد بتعيين نائب للرئيس، ورئيس للوزراء، ومع ذلك ذهب ليلتقي بالمسؤولين الاثنين في الرياض فاثبت بذلك ان ليس له موقف من الاشخاص بل من السياسات. في لقاء الرئيس جدد الحزب دعمه للمقاومة، والتأكيد على مواقفه السابقة بشأن المرجعيات الناظمة للمرحلة الانتقالية: مخرجات الحوار، القرارات الاممية، والمبادرة الخليجية. وحده الاشتراكي، تقريباً، الذي تطرق في لقاء مع الرئيس الى "الحل العادل للقضية الجنوبية وفق مخرجات الحوار" وبما ينسجم مع مخرجات "الكونفرنس الحزبي المنعقد في صنعاء في ديسمبر 2014م" في اشارة واضحة من الحزب الى حل الاقليمين لا الاقاليم الستة. ومع ذلك نقول ان كل هذه الموضوعات ليس فيها أي جديد في مواقف الحزب المعلنة، هو فقط لا يزايد بها كما يفعل البعض. فمثلاً هو لا يعلن اعداد الضحايا من منتسبيه في جبهات المقاومة، لأنه لا يفرق بين شهيد وشهيد وعندما يطالب بمعالجة الجرحى فانه لا يخص الجرحى من منتسبيه على حساب الاخرين. عندما ادان الحزب العدوان الداخلي والخارجي على اليمن كان قد اكد ان العدوان الداخلي هو الذي استدعى التدخل الخارجي. توقفت الضربات الجوية للتحالف العربي بينما لم تتوقف ضربات تحالف الحرب والانقلاب التي توزع القتل اليومي على كل الجبهات. حصار السكان في مدينة تعز جريمة حرب مستمرة، قصف الاحياء السكنية في تعز ومارب وقرى البيضاء جرائم حرب مستمرة. مجرمو الحرب يتباهون بجرائمهم ويربطون ايقافها بايقاف الهجمات ضد ارهابيي "القاعدة" في حضرموت وابين وشبوه!! وعندما يحيي الحزب الاشتراكي دور التحالف العربي في "التصدّي للآلة العسكرية لقوى الانقلاب من خلال عاصفة الحزم والامل والتي حدت من افتئات قوى السلاح والغلبة لتحالف الانقلاب" فان الحزب يقرر فقط واقع الحال المستمر منذ أكثر من سنة. الافتئات = الاستبداد لا يبالي الانقلابيون بالمآسي التي يخلفها افتئات القوة والسلاح على المدنيين المدنيين طوال شهور الحرب ويتبجحون باعلان مواصلتها حتى يوم القيامة وتقديم ازيد من مليون قتيل. لا يبالي الانقلابيون بالشروخ والاخاديد العميقة التي احدثوها في النسيج الاجتماعي، ولا بتقسيم النسيج الوطني. لا يبالي الانقلابيون بفشل مشاورات الكويت باعتبارها الفرصة الاخيرة لاحلال السلام. فكل ما يهمهم، بحسب ما تصرخ به زخات الرصاص والقذائف في وجه أغلبية اليمنيين: اما ان احكمك لأنهبك، او أقتلك. قناة الاشتراكي نت_ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة @aleshterakiNet