فرحة عارمة تجتاح جميع أفراد ألوية العمالقة    الحوثيون يتلقون صفعة قوية من موني جرام: اعتراف دولي جديد بشرعية عدن!    رسائل الرئيس الزبيدي وقرارات البنك المركزي    أبرز النقاط في المؤتمر الصحفي لمحافظ البنك المركزي عدن    خبير اقتصادي: ردة فعل مركزي صنعاء تجاه بنوك عدن استعراض زائف    حزام طوق العاصمة يضبط كمية كبيرة من الأدوية المخدرة المحظورة    مع اقتراب عيد الأضحى..حيوانات مفترسة تهاجم قطيع أغنام في محافظة إب وتفترس العشرات    هل تُسقِط السعودية قرار مركزي عدن أم هي الحرب قادمة؟    "الحوثيون يبيعون صحة الشعب اليمني... من يوقف هذه الجريمة؟!"    "من يملك السويفت كود يملك السيطرة": صحفي يمني يُفسر مفتاح الصراع المالي في اليمن    تحت انظار بن سلمان..الهلال يُتوج بطل كأس خادم الحرمين بعد انتصار دراماتيكي على النصر في ركلات الترجيح!    الهلال بطلا لكأس خادم الحرمين الشريفين    تسجيل ثاني حالة وفاة إثر موجة الحر التي تعيشها عدن بالتزامن مع انقطاع الكهرباء    براندت: لا احد يفتقد لجود بيلينغهام    الحديدة.. وفاة عشرة أشخاص وإصابة آخرين بحادث تصادم مروع    تعز تشهد مراسم العزاء للشهيد السناوي وشهادات تروي بطولته ورفاقه    مصادر دولية تفجر مفاجأة مدوية: مقتل عشرات الخبراء الإيرانيين في ضربة مباغتة باليمن    المبادرة الوطنية الفلسطينية ترحب باعتراف سلوفينيا بفلسطين مميز    شاب عشريني يغرق في ساحل الخوخة جنوبي الحديدة    الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين: 18 ألف أسرة نازحة في مأرب مهددة بالطرد من مساكنها مميز    خراب    عاجل: البنك المركزي الحوثي بصنعاء يعلن حظر التعامل مع هذه البنوك ردا على قرارات مركزي عدن    صحة غزة: ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 36 ألفا و284 منذ 7 أكتوبر    الحوثي يتسلح بصواريخ لها اعين تبحث عن هدفها لمسافة 2000 كيلومتر تصل البحر المتوسط    السعودية تضع شرطًا صارمًا على الحجاج تنفيذه وتوثيقه قبل موسم الحج    لكمات وشجار عنيف داخل طيران اليمنية.. وإنزال عدد من الركاب قبيل انطلاق الرحلة    بسبب خلافات على حسابات مالية.. اختطاف مواطن على يد خصمه وتحرك عاجل للأجهزة الأمنية    حكم بالحبس على لاعب الأهلي المصري حسين الشحات    النائب العليمي يؤكد على دعم إجراءات البنك المركزي لمواجهة الصلف الحوثي وإنقاذ الاقتصاد    قتلى في غارات امريكية على صنعاء والحديدة    الإخوان في اليمن يسابقون جهود السلام لاستكمال تأسيس دُويلتهم في مأرب    هدي النبي صلى الله عليه وسلم في حجه وعمراته    جماهير اولمبياكوس تشعل الأجواء في أثينا بعد الفوز بلقب دوري المؤتمر    مليشيا الحوثي تنهب منزل مواطن في صعدة وتُطلق النار عشوائيًا    قيادي في تنظيم داعش يبشر بقيام مكون جنوبي جديد ضد المجلس الانتقالي    بسبب قرارات بنك عدن ويضعان السيناريو القادم    تقرير حقوقي يرصد نحو 6500 انتهاك حوثي في محافظة إب خلال العام 2023    لجنة من وزارة الشباب والرياضة تزور نادي الصمود ب "الحبيلين"    تكريم فريق مؤسسة مواهب بطل العرب في الروبوت بالأردن    الامتحانات.. وبوابة العبور    رسميا.. فليك مدربا جديدا لبرشلونة خلفا للمقال تشافي    شاهد .. الضباع تهاجم منزل مواطن وسط اليمن وتفترس أكثر 30 رأسًا من الغنم (فيديو)    الوجه الأسود للعولمة    مخططات عمرانية جديدة في مدينة اب منها وحدة الجوار    هل يجوز صيام العشر من ذي الحجة قبل القضاء؟    حكاية 3 فتيات يختطفهن الموت من أحضان سد في بني مطر    تحذير عاجل من مستشفيات صنعاء: انتشار داء خطير يهدد حياة المواطنين!    الطوفان يسطر مواقف الشرف    وزارة الأوقاف تدشن النظام الرقمي لبيانات الحجاج (يلملم)    لا غرابة.. فمن افترى على رؤيا الرسول سيفتري على من هو دونه!!    اعرف تاريخك ايها اليمني!    تحذير هام من مستشفيات صنعاء للمواطنين من انتشار داء خطير    رسالة غامضة تكشف ماذا فعل الله مع الشيخ الزنداني بعد وفاته    جزءٌ من الوحدة، وجزءٌ من الإنفصال    المطرقة فيزيائياً.. وأداتياً مميز    الفنان محمد محسن عطروش يعض اليد السلطانية الفضلية التي أكرمته وعلمته في القاهرة    ثالث حادثة خلال أيام.. وفاة مواطن جراء خطأ طبي في محافظة إب    شاب يبدع في تقديم شاهي البخاري الحضرمي في سيئون    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جدل السياسة والسلطة والحرب والتاريخ مميز

الإهداء: إلى الشهيد البطل عبدالرقيب عبدالوهاب، أبرز رموز الدفاع عن صنعاء (السبعين يوم وكسر الحصار)
3- السياسة، والحرب، والسلطة.
كثيرا ما يخوننا التفكير السياسي ، حين نقرا وضعنا الراهن ، بدون عدة فكرية تراكمية، وبكيفية لا تاريخية ، وبدون ذاكرة لما كان، ولما هو كائناً ومستمراً في صورة حضور تاريخي يتجلى احيانا وكأنه كل القوى، والقوة، في الحاضر، ولا احد غيره يتسيد الواقع، وما اكثر ما نسئ التقدير ، والتحليل ، والتشخيص ، في كثير من الاحيان، حين نذهب الى تقديم قراءات ومعالجات، مبتسرة، ومتعجلة خاطئة، لمشاكل الواقع الراهن، في صورة كتابات، تبسيطية، تلفيقية، تلامس الظواهر الشكلية، الخارجية، هروباً من الغوص في الاعماق للامساك بالجوهر النفيس للأشياء، والحقائق، والقضايا، كما هي، وخاصة حين يتصور البعض ان ما يجري وما يحصل اليوم ، وما نراه من حرب مستعرة لم تتوقف الا لتبدأ ، -من الامامة، الى تاريخ الحروب على ثورة سبتمبر، الى الحرب الراهنة- انها حرب منبتة الصلة. بجذر التاريخ السياسي القريب لنا، ناهيك عن التاريخ البعيد( تاريخ السلطة في عقل الامامة، وورثة الامامة الجدد) ولذلك تنعدم صلتنا/صلتهم الحية بالواقع، ليس في حالة تجاهل لما كان ، بل وحالة انكار عجيبة للواقع، وللتاريخ، التاريخ الذي نستدعيه، ونستخدمه حسب الطلب، ولما يزال حاضراً، وفاعلاً، ومؤثراً في الراهن، وبقوة ،وهو ما يسحب نفسه على كل ما يجري اليوم ، وهنا يفتضح امر وعينا الزائفً بالواقع، وقصورنا عن فهمه كما هو في سياقه الموضوعي، التاريخي، والكارثة ان وعينا، وادراكنا - البعض منا على الاقل- لكل ذلك غالباً ما يأتي متأخراً، بعد فوات الاوان، ووقوع الفأس في الرأس، لأننا لم نتعلم من التاريخ حقائقه كما هي، وليس كما نتوهم، ، ولذلك يحكم علينا مكر التاريخ بتكرار ما كان ، تكرار لعبة تضيعنا للزمن ، واهدارنا للوقت ، الذي غالبا ما يقطعنا، ويفتضح تهافت رؤانا .
لم تأت، ولم تخرج هذه الحرب في ابعادها المختلفة، سوى باعتبارها حصيلة، وارث لجدل تاريخ ، السياسة، والسلطة، والتغلب ، بالحرب، (تاريخ الحرب من اجل السلطة من الامامة، الى الحوثين، وصالح) وهو ما يفسر ويشرح عودة خطاب اهم رموز ثقافة الحرب - على الاقل في صورة- الاحتماء، والاستنجاد، والتوسل، بخطاب ما قبل التاريخ الوطني اليمني المعاصر( المذهبية ، السلالية ، القبلية ، الجهوية) وهو خطاب ومفاهيم وافكار سياسية تحاول بعث واعادة انتاج الرموز الايديولوجية، والثقافية، لخطاب، ومفاهيم، ما قبل ثورة 26 سبتمبر 1962، وثورة 14 اكتوبر 1963، وثوره الشباب والشعب فبراير 2011، وهو - في اضعف تقدير- مالم يستوعبه البعض او يتجاهله، ويقفز عليه لأسباب غير مفهومه ، في خطابهم او تحليلهم السياسي الذاتي القاصر عن ادراك جدل السياسة ، والسلطة ، والايديولوجية ، والحرب، في صورة خطاب، ابرز رموز قوى المجتمع القديم ، الجديد،(الحوثي/ صالح) الحاملين للمشروع المقابل والمضاد، لمشروع الشرعية، على جوانب الوهن، والضعف في قلب هذا المشروع السياسي التاريخي، لصعوبة وتعقيدات عملية الانتقال السياسية الجارية، وهو ما سبق الالماح اليه، لماما في فقرات سابقة، ولكنه يبقى اليوم، خيارنا واملنا، وملاذنا الوحيد بتجاوز عقبات الراهن، والعبور للمستقبل باقل تكلفه ، وبأقصر وقت ممكن، او العودة القهقرى الى ما كان، وهو ما يحلم به البعض واهماً.
اننا امام عملية انتقال (تحول تاريخي استثنائي) صعب ومعقد ، حد الاستحالة، كما يبدو احيانا، ولكنه تحول الضرورة التاريخية، الذي يجب ان يحصل ويتم ، وعلينا ان نعمل في سبيل ان يحصل . ندرك ونفهم من قراءتنا للتاريخ وللواقع السياسي والاجتماعي، ان بعض البعض - وانا اقصد هذا التبعيض- من رموز النظام القديم ، موزعة بين المشروعين ، او الاتجاهين ، وندرك اكثر ان ذلك من سمات، وخصائص التحول التاريخي ( الانتقالي) في مجتمعات مثل مجتمعاتنا ، يشتبك، ويتداخل، ويتزامل، فيها القديم، بالجديد ، ليس ايديولوجياً، وفكريا،ً وسياسياً، بل واقتصادياً وانتاجياً، حيث تتعايش ، وتتزامل ،اشكال اقتصاد، وانتاج وعلاقات ملكية متناقضة ، ولذلك ياتي ويكون ذلك التوزع والاشتباك، والتداخل، امراً وشيئاً طبيعياً ، في واقع صراع سياسي ، اجتماعي ، طبقي، معقد، وفي بنية تكوينية تاريخية، متخلفة ، تتداخل فيها البنى ، والتركيبات الاجتماعية ، والطبقية، والسياسية المختلفة ، مجتمع يعيش حالة فرز وتحول ، وانتقالات دائمة، يتداخل ويتشابك فيها شيئاً من القديم، والكثير من الجديد الثوري الصاعد ، وان هناك من يحاول من القديم السياسي والاجتماعي( المندحر) الالتحاق بركب المشروع السياسي الصاعد لا سباب ذاتيه عديدة، وموضوعية خاصة، بطبيعة المرحلة الانتقالية ، حين يرى بعضهم رجحان كفة الصراع لصالح المشروع الثوري الصاعد ،وهو ما شاهدناه منذ لحظة انطلاق ثورة الشباب، والشعب فبراير2011م الى ما يجري اليوم، وهو امر طبيعي على الشرعية ،التعامل معه بمسؤولية، في ادراك عميق لمضمون وطبيعة مثل هذه التحولات السياسية، التي غالبا ما تكون مشمولة بالانتهازية، والوصولية، ومعطوفة على المصالح الصغيرة ،ا لتي تتحكم بها، وتحددها قوانين لعبة الصراع السياسي، في مجتمع متخلف، شريطة ان لا تجد الشرعية نفسها وقد تحولت، الى بنية مخترقة ، ومحتواه ، او مستوعبة ، ومستغرقة، في المركز القيادي، برموز، واسماء، قلبها معك (مشروعك) اسما، وشكلاً ، وسيفها في اللحظة الحاسمة، عليك، او مع المشروع الآخر، ومثل هذه التحولات السياسية، تجري وتحصل في قلب الصراع السياسي ، والاجتماعي، في المنعطفات السياسية التاريخية الاستثنائية، الكبرى، في الكثير من المجتمعات المشابهة لنا، وما يجري ويتم في قلب الصراع والحرب الجارية من حالة فرز، ومن استقطابات حادة، ومن انتقالات، من هذا الطرف، والمكان الى الآخر، يجب التنبه لها، ودراستها، وقراءتها بعناية، وهي قطعا امور، وقضايا، واشكالات، تنطوي على الكثير من مصاعب، وشروط، ذلكم التحول، المعقد، ،والذي لا يحتكم للمفاهيم النظرية المجردة ، كما لا يمكن قياسه، وحسابه بالمسطرة الايدلوجية، ولا فهمه واستيعابه في الاطر النظرية العامه الجاهزة.
ان متابعتنا لتفاصيل الأشياء في ظواهرها الشكلية، هو ما قد يجعلنا نسئ الفهم، والتقدير ، والتحليل ، وبالنتيجة الوصول للتشخيص، والمعالجات الخاطئه ، ومن هنا علينا الغوص في اعماق مضمون الحرب الجارية، اجتماعيا، وسياسياً وايدلوجياً، علينا ادراك ما يحصل بعمق، في جوهر اللحظة الاستثنائيه التاريخية، ، للامساك بالفرصة السياسية التاريخية، للاصلاح، والتغيير، في سياق ادراك ما يحصل من، تفاعلات، وتململات، ومن اعتمالات، ومن تحولات في قلب المشروعين: مشروع الانقلاب المليشياوي (المذهبي، السلالي ، العائلي) في محاولته اعادة اقتسام الوطن ضمن المعادلات القديمة ( عودة للماضي السلطوي في طابعه التاريخي) في مضمون وشكل، ثورة مضادة شاملة، على كل ما كان ، وفي مقابله مشروع سياسي تاريخي قام وتأسس على خلفية ثورة شعبية ضد حكم ونظام على صالح، كما قام على حالة نادرة من شرعية التوافق ، ومن شرعية دستورية ( انتخابية) وعلى قبول عربي ، وتوافق دولي في حينه ، وعلى تعقيدات مركبات هذا المشروع ، ،وبنيته التكوينيه المعقدة، على انه يبقى المشروع والخيار الاكثر صوابية، وطنياً ، وقومياً، وتاريخياً، المشروع الاجدر، والاكثر تمثيلاً ، وتعبيراً عن ارادة معظم الشعب ، وهو المشروع الوحيد القائم اليوم ، الذي يحمل في ثناياه ،وفي طياته، بذرة، ومقومات مشروع للاصلاح ، والتغيير، على كل ما يعتوره من زلات ، وهنات ، ومن حالات ارتباك ، وجوانب ضعف، شأنه شأن اي مشروع سياسي، ان وجد، ويتحرك في قلب صراع سياسي تاريخي ، فلن نشهد في مثل واقعنا ثورة، ولا عملية تغيير مصفى خالص، من شوائب المجتمع ، والنظام القديم /الجديد، الذي تتحرك فيه عملية الاصلاح، والتغيير، اي انتا لن نصل الى تخليق ثورة ناجزة، كاملة الاركان ، كما في عقل مروجي ، اصطلاح ، الاطراف المتحاربة ، او كما في الادبيات الفلسفية، و الثورية الكلاسيكية، وكليهما تصوران، او قراءتان، تجانبان الصواب، في حال اسقاطهما على واقعنا، كما نرى، انه الحراك ، والتحول ، والتغير الذي يحمل شروط البنية الذاتية، والسياسية ،والواقعية القائمة ، فلا يشطح بنا الخيال السياسي الثوري الرومانسي ، في صعوده، او هبوطه، بعيداً عن الواقع، حتى لا نطلق العنان لتفكيرنا الرغبوي ، الأرادوي، او عواطفنا الخاصة، المكبوتة، لتتحكم بنا كيف تشاء، ، بصورة مجردة، مفصولة عن حقائق، ووقائع ما هو قائم موضوعيا في صورة تجليات ، جدل السياسة ، والسلطة ، والحرب ، والتاريخ ،التي تعلن عن نفسها بجلاء، لا لبس فيه. وهنا علينا ان نحدد بوضوح وجهتنا ، وخيارنا دون محاولة مسك العصا من المنتصف ، فمن يتصور انه بمسكه العصا من المنتصف، سيبقى محايداً ، ومستقلاً وطرفاً ثالثاً ، يتحرك فوق مستوى الصراع، وفوق مستوى الواقع، ،والتاريخ، فهو متوهم، ومتشرنق حول ذاته ، ومغترب عن الواقع المحيط به ، وعن نفسه ، في صورة تفكير ذاتوي مجرد ، خاص به سيقوده لان يكون - اراد او لم يرد- واحدة، من ادوات الإعاقة، والكبح، في قلب الصراع الجاري، في تصوره الذهني، او توهمه الذاتي من انه يمكن ان يشكل كتلة ثالثة بديلة، او ، انه طرفاً ثالثاً، مستقلاً، ومحايداً، لأنه بذلك الموقف المراوغ، والمداور ، والمناور، سيبقى عرضة للتقييم السلبي من الكثيرين، وبعيداً عن القراءة النقدية للواقع، وسيبقى عامل كبح واعاقه، وتشويش لحركة السير للأمام ، بدعوى وقوفه في المنتصف، -الوسط الثالث- وضد الحرب بين الطرفين ، او المشروعين ومع شعار (السلام ) الفارغ من المعنى ، او خطاب ايقاف الحرب، بدون، رؤية ، ففي المراحل السياسية التاريخية، الاستثنائية، ( الفارقة) لا خيار امامك كما يقول شكسبير ، سوى ان ( تكون اولا تكون ) فلا منطقة وسطى ، او رمادية، بين الخيارين او المشروعين ( الشرعية/ والانقلاب المليشياوي )
كان واجباً عليك كمكون سياسي- احزاب- ان تدرك ذلك، وتدرك اكثر دورك، اين موقعك ؟ اين تقف، بين الخيارين، او المشروعين، مع الشرعية، مع تصويب نشاطها، ونقد اعوجاجها ، حين يستدعي الامر ذلك ، او مع الانقلاب، لان تصورك انك تقف فوقهما ، او ان الحرب لا تعنيك ولا تهمك، فذلك قمة الهروب من المسؤولية، وهو الهراء بعينه، لان مجرد قولك ان الحرب لا تعنيك، وانك لست طرفاً فيها، فان ذلك معناه ان الانقلاب لا يعنيك ، وبالنتيجة يكون موقفك الملتبس، والمراوغ، من الشرعية، وهو ما يخدم عملياً ، سلطة الامر الواقع بالانقلاب، وهنا يكمن جوهر الخطأ السياسي، الذي يفسر غياب الرؤية الواضحة، في الموقف من المشروعين، والخيارين، ولذلك تذهب بعض الكتابات ، للمساواة، بين المشروعين، الشرعية، والانقلاب ، وهنا تكون انت كمكون من اضعف نفسه، واضعف موقف الشرعية، من عدم نقدها من داخلها، بتصويب مسارها، ورفدها بقوة اضافية، ثورية، نقدية، اما حين تنسحب من المشهد، وتتصور نفسك، فوق الصراع، وفوق كل مجريات ما يجري، ضد الشرعية، وضد الانقلاب، فانه الوهم، بعينه .
المشروعان المتصارعان في جوهرهما واساسهما ، منتجان محليان، ولكنهما كذلك ليسا منتجاً واحداً ، متماثلاً بنفس المستوى والمعنى ، هما مشروعان يتحركان، ويعملان ، في شروط عملية تحول داخلية معقدة ومركبة ، وفي واقع شروط عولمة دولية سياسية، واقتصادية ، تحددها وتتحكم بها حسابات توازنات القوة ، والحرب ، والمصالح الدولية، في واقع عالمي ، لم يستقر بعد على حال ، واقع دولي يعيش حالة سيولة وسيرورة ، وفقاً لتوازنات القوة، وحركة تحولات المصالح فيما بينهما( أمريكا و اروبا / وروسيا والصين وحلفائهما، من القوى الصاعدة ) نظام دولي يتحول بصعوبة، في صورة حروب اقتصادية ، وبحروب عسكرية، منتشرة، وممتدة في كل العالم ، ومنها منطقتنا العربية (سوريا، العراق، لبنان، اليمن، ليبيا ) تحول من نظام القطب الواحد ، الى نظام عالمي متعدد الاقطاب ، وخياراتنا السياسية المحلية محكومة وطنياً بحركة تحولات هذا الصراع الدولي- بهذا القدر او ذاك- واتجاهات المصالح فيه ، واليمن تعيش في قلب هذه العلاقة الصراعية الوطنية، والاقليمية، والدولية، منذ المبادرة الخليجية، واليتها التنفيذية، الى مخرجات الحوار الوطني الشامل، حتى القرارت الدولية تحت البند السابع .
ان اهم منتجات العولمة ، ليس فحسب توحيد السوق الاقتصادية، في صورة اعادة التكيف الاقتصادي الهيكلي ، وغيرها من الشروط الاقتصادية، على قاعدة الرأسمالية، بل وهو الاسوأ، والاخطر توحيد المركز الرأسمالي وتقوية دعائمه واركانه، وفي المقابل ، تفتيت، وتفكيك، الاطراف-دولنا، وشعوبنا- على ان الجانب الايجابي في العولمة ، هو انتاج ، اقتصاد المعرفة، ومن جانب آخر ،هو تجسير وتعميق صلة الوصل بين المكان ، والزمان(ثورة المعلومات) وجعل الجغرافية ، والتاريخ مشتبكان ومتحدان في الزمان، و المكان، الى درجة قصوى، ومن هنا تراجع مفهوم وواقع السيادة الداخلية للاوطان (الدول) لصالح سيادة ، (اممية) تحت ذرائع عديده (التدخل الانساني) و(مكا فحة الارهاب) لمصلحة سيادة كونية عابرة للقارات -سلطة دولية، اممية عليا- ومن هنا حضور الخارج في داخلنا بقوة، وكلما كان داخلنا رخواً، وهشاً، وضعيفاً، ومنقسما على نفسهً-كحالنا في اليمن- كان الخارج فينا، آمراً، ومتحكماً، وما يحصل في اليمن اليوم، من سياسة، ومن حرب، على خلفية الانقلاب على الشرعية، يخضع لميزان العلاقة المختلة، بين الداخل، والخارج، ولصالح الخارج، ولذلك نقول ان المشروعان، خرجا، من تحت جلد تاريخنا، ومن ديارنا اليمنية، بصرف النظر، عن توظيف، واستخدام بعض الخارج لبعضنا،(وكلاء له) ضمن مشاريعه القومية، التوسعية، في تصدير ثورته الخاصة، كما يعلنها، وينص عليها، دستوره، ويكرسها نظام حكمه-الملالي/والولي الفقيه - وهو ما يدخل في نطاق مشروع حلمه، او وهمه ، بالهيمنة على منطقتنا، بدءاً من العراق، الموضوعة تحت الوصاية، والحماية، من بعد الاحتلال الامريكي للعراق،2003م، الى لبنان، الى سوريا، الى اليمن، وذلك فارق نوعي اول بين المشروعين ، والفارق الثاني، ماثل وكامن في البعد الايديولوجي-الثيوقراطي/المذهبي، الديني -وفي مضمون وطبيعة علاقته بالمستقبل، احدهما يقودنا لكهف الولاية، المزعومة لحكم البطنيين، او الحفاظ على ما تبقى من نظام، الجملكية، والمشروع الآخر على تعقيدات التحولات في داخله، الا انه موضوعياً، وتاريخياً، وفي تكوينه البنيوي العام، يجسد، ويتمثل حركة الصعود للمستقبل، - خروج من الكهف- على صعوبة مشوار الاتجاه والحركة صوب المستقبل، ومصاعب الولادة، باعتبارها ولادة تاريخية، تحمل كل مشقات، ومصاعب، وتحديات هذا التحول، وبهذا المعنى هما مشروعان، مختلفان، متناقضان :
هناك من يرى في الانقلاب المليشياوي، في ارتباطاته، القومية الخارجية(ايران
خياره وموقفه، وهذا حقه، و شأنه وهو لذلك يرى فيه طرفاً في الحرب، معادلاً، ومساوياً، ومكافئاً، للطرف الآخر-الشرعية-وهذا حقه و تقديره الخاص، لما يجري، وهناك من يرى في الشرعية، والعملية السياسية، التي جرى الانقلاب عليها بالتغلب، والعصبية التاريخية، والشوكة، والحرب، خياره، وهذا حقه، على ان لايدعي البعض،- او اياً منهما- انه يقف في منزلة، الوسط الحق، والوسط الثالث، وكأنه يقف فوق مستوى الصراع، والحرب، وفوق الواقع، والتاريخ.
اننا حقاً نمر بمرحلة، ولحظة، استثنائية(فارقة)لا مكان، فيه للمنطقة الرمادية، او الوسط الفائز، مرحلة استثنائية، يصعب معها وفيها، المراوغة، والمناورة ، والمداورة، بوهم ادعاء، خيار الوقوف فوق مستوى الصراع، والحرب، والتاريخ ، لأننا بذلك نسيئ التقدير في قراءة، وفهم، وتحليل، ما يجري، وما يحصل، وبالنتيجة يصعب علينا التشخيص الواقعي للداء، لتقديم الدواء المناسب، للحالة، ولذلك تأتي استنتاجاتنا، وتحليلاتنا، فارغة من اي معنى ، سياسي، ومن اي تحليل واقعي، نقدي، ينطوي، على قيمة، معرفية، او وطنية تاريخية، حول ما يجري، من سياسة، ومن صراع، ومن حرب .

اليوم الصراع يفضح نفسه، ويكشف عن خلفياته، ومن يمثل كل مشروع، ومن يقف في الداخل، والخارج وراء كل مشروع من المشروعين .
والسؤال المركزي الذي يحاول البعض الصمت عنه، او تجاهله، والقفز عليه، من يقف وراء مشروع الانقلاب، والميليشيا ؟! ومن يمثلون ايديولوجياً، وسياسياً، واجتماعياً، ووطنياً، وقومياً ؟! ما هي طبيعة صلتهم، وعلاقتهم بالمشروع القومي/الامبراطوري، الايراني، في تصدير الثورة المذهبية، في طابعها القومي الخارجي؟! في اي سياق ومعنى نفهم ونضع تصريحات القيادات الايرانية، حول اليمن، ودعمهم للانقلابيين، بالمال، والسلاح؟!، وكيف نقرأ اعتبار، بعض القيادات الايرانية، المدينة صنعاء، هي العاصمة الرابعة، الملحقة، بالمشروع القومي الايراني؟!
ثم اليس رأس النظام القديم بكليته، وحاشيته، هو من يقف ، في رأس قلب مشروع الانقلاب، والذي ما يزال يتحكم بمفاصل الدولة العميقة، ويديرها كيف يشاء، بالتحالف مع الحوثي؟!
اليس علي صالح، هو من ثار عليه الشعب، وعلى نظامه، وقدم الشعب ، على مذبح حريته، الآلآف من الشهداء، والجرحى، والنازحين، والمشردين، وماتزال قائمة ضحاياه مفتوحة؟!
ثم اليس، الحوثي/صالح، هما من فجرا الحرب، بالانقلاب، على العملية السياسية ، وعلى كل التوافقات، التي كانت قائمة، وحاصلة؟!
فلماذا يقفز البعض على كل ذلك، ليصلوا بقدرة قادر، للمساواة، بين، الشرعية، والانقلاب، او بين الطرفين، حسب تعبيرهم الأثير على نفوسهم، حول الاطراف المتحاربة، والمتصارعة .
ومن هنا انحيازنا، السياسي ، والتاريخي، والوطني، مع مشروع الشرعية، نقولها ، ونعلنها بكل وضوح، على كل جوانب، الخلل، و القصور في، شكل ادارتها للصراع، باعتبارها ، الحامل السياسي، والاجتماعي، والوطني، لمشروع الاصلاح، والتغيير، مع المكونات السياسية الوطنية الديمقراطية، مشروع لم يأت من فراغ القول المجرد، بل من قلب ذلك المجتمع، في تعارضات، وتناقضات، تحولاته الداخلية، وانحيازاته، لصالح، فكرة، وقضية، الاصلاح والتغيير، هو بحق مشروع يحاول البحث لنفسه عن مكان، في قاطرة العبور للمستقبل على مصاعب، وتعقيدات، التحولات الجارية، في قلب هذا المشروع، المضاد ، جذرياً، وتاريخياً، للانقلاب -الثورة المضادة- وما يواجهه من تحديات داخلية، ومن الخارج الاقليمي(،ايران) ومن بعض تدخلات اللاعبين الكبار، حيث لعبة الكبار، ومصالحهم، حاضرة، في عمق مجريات الحرب الدائرة، ولذلك نرى ونقدر اننا امام مشروعين :
مشروع الميليشيا الانقلابية (الثورة المضادة)، ومشروع الشرعية، على تنوع، وتعدد القوى الاجتماعية، والسياسية، الحاملة، لهذا المشروع، وعلى عدم ، تبلور و وضوح، مفردات، وتفاصيل ، هذا المشروع في اتجاهاته العامة .
ولكنه اليوم يبقى خيارنا الوحيد. ولابديل سوى دعمه، ومساندته، ومؤازرته، كمكونات سياسية والوقوف في صفه، من موقع، وموقف ثوري نقدي، في مواجهة تحالف الانقلاب، والحرب.
ونقطة على السطر.
قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية
للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة
https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.