من جديد ظهر علي صالح خلال الايام القليلة الماضية بخطاب تحريضي يدعو فيه لاستمرار الحرب واعادة اوارها نحو المحافظات الجنوبية. ودعا صالح في كلمة القاها خلال اجتماع لممثلي حزبه وحلفاءه في المجلس السياسي والحكومة المشكلة من قبل تحالف صنعاء, الخميس الماضي , لمواجهة ما وصفة " بالانفصال " الذي يقوده الرئيس هادي في المحافظات الجنوبية والشرقية, في مؤشر يؤكد على استمرار الرجل بخوض حربه الانتقامية ضد اليمنيين. وبالرغم من مرور ما يقارب عامين على الحرب التي زجت بآلاف اليمنيين في اتونها, وشردت وقتلت آلاف اخرين, وادخلت البلاد في نفق مظلم, لا يزال مشعليها ينادون بخطاباتهم للتحريض والكراهية والعنف. تحدث صالح عن حرب صيف 94م ضد الجنوب وشركاء الوحدة ممثلين "بالحزب الاشتراكي اليمني" متناسيا أن الحزب وقيادة قدموا تنازلات كبيرة حفاظا على المشروع الوطني الذي يحملوه وحقنا لدماء اليمنيين. وها هو اليوم يعيد الكرة للمرة الثالثة منذ ما يقارب من ثلاثة عقود بالتحريض ضد شركاء الامس اعداء اليوم , بحرب اشعلها عقب انقلابه على التوافق السياسي ومخرجات الحوار الوطني. الامر المثير للسخرية, ونورد هنا فقرة من خطابه وهو يقول إن " الحرب الذي شنوها في 2015 في 26 مارس باسم عاصفة الحزم هي حرب الانفصال مثلما شنوها في حرب 94 لا احد يكذب على الاخر".. وكأنه لا يعلم ان تدخل التحالف العربي بقيادة السعودية جاء بعد تمادي حلفاء الحرب الانقلابيين" بقصفهم لقصر المعاشيق بعدن ومحاولة اغتيال الرئيس هادي قبيل ايام قليلة من عاصفة الحزم. ما يحاول ان يصل اليه صالح, تأجيج الصراع وعدم استقرار المناطق المحررة من سيطرة مليشياته والحوثي وخاصة المناطق الجنوبية، بالمقابل فرض سلطات الامر الواقع موازية للسلطات الشرعية، من خلال تشكيل اشبه ما يكون بمجلس رئاسي ومؤخرا حكومة اسموها حكومة الانقاذ الوطني وكلها اجراءات احادية فاقدة للشرعية محليا وقبول المجتمع الدولي. وبخصوص ما يجمع صالح مع حليفة الحوثي يبدو ان هنالك انشقاقات واختلافات بين الطرفين, خاضعة للحسابات الخاصة بكل طرف وهذا ما برز أكثر من مره وتطور في احايين كثيرة الى مواجهة ميدانية على ارض الواقع. وتأكيدا على ما تقدم ذكرت صحيفة البيان الاماراتية الجمعة الماضية ان توترات خفيه بالكاد تظهر بين الطرفين وهي في الواقع ليست خلافات سياسية بقدر ما تعبر عن تصادم مغرورين لا يقبل أحدهما الاخر. وعن ما يمتلك صالح من قوه ميدانية اشار إلى ان من يقاتل في نجران وجيزان بما كان يتم السخرية منه في 2011 من جيش عائلي, متعمدا الظهور متماسكا كقوة على الارض وقادرا على الاستمرار في حربه العبثية. يتشدق صالح في اغلب خطاباته بالسلام, لكنه في الوقت ذاته, لا يزال متمسكا بخيارات العنف والمضي قدما بحربه العبثية, التي دمرت البلاد. صالح اظهر في حطابه الاخير توددا لدول الخليج وكانه يريد ان يقول انه ما زال ذلك الحليف المهم والحامي لمصالح كل القوى الاقليمية والدولية في اليمن، كما حاول الكشف عن تواصلات بينه والادارة الامريكية، وهذا يؤكد ما ذهب اليه مراقبون من ان هناك سيناريوهات تعد على مستوى الاقليم للتضحية بهادي مقابل ان يعمل صالح على دحض جماعة الحوثي، من خلال وسائل شتى، تبدأ بالغضب الشعبي مستغلا ما تمارسه جماعة الحوثي من فساد وتدمير لمقدرات الدولة حتى يسهل فيما بعد اجتثاث هذه الجماعة بالمقابل يعتقد صالح انه سيجد لنفسه مخرجا من ازمته التي يعيشها بسبب انقلابه على شرعية التوافق السياسي بتحالفه مع الحوثي. ويبدو ان خارطة الطريق التي تدعمها الرباعية الدولية المكونة من خارجية دول السعودية وامريكا وبريطانيا والامارات فتحت امام صالح افقا جديدا يناور من خلاله بأساليبه الماكرة والمتنصلة لأي التزام وبدا مبتهجا بهذه الخارطة التي انحرفت كثيرا عن قرارات مجلس الامن وحاولت الانتقاص من شرعية التوافق الوطني ممثلة بالرئيس هادي. الموضوع الابرز في خطاب صالح هو كيف حاول ان يبدوا ذلك الدافع عن وحدة اليمن وهو في حقيقة الامر من اسس وجذر لنزعات الانفصال ومارسها شمالا وجنوبا، والانكى من ذلك انه بظهوره هذا يكرس خيارات مفتوحة من العنف والاقتتال وتمزيق ما تبقى من النسيج الوطني والمجتمعي. قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet