يزداد انتشار وباء الكوليرا القاتل في أوساط المواطنين في العاصمة صنعاء، في وقت منعت وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة مليشيا صالح والحوثي الانقلابية مستشفى الجمهوري من استقبال الحالات المصابة بالوباء. بالتزامن اعلنت المليشيا الانقلابية حالة طوارئ صحية في العاصمة، وسط توجيه الاتهامات لها من الحكومة الشرعية وعددا من المنظمات الدولية بالاستيلاء على الاغاثة الطبية والمساعدات الانسانية وبيعها في السوق السوداء لتمويل حروبها. مصدر طبي في مستشفى الجمهوري كشف ل"سبتمبر نت" اليوم الاثنين15مايو/أيار2017، ان حالة جديدة مصابة بوباء الكوليرا توفت صباح اليوم، ليرتفع بذلك عدد الوفيات11حالة وفاة في مستشفى الجمهوري وحده من أصل 300حالة استقبلها منذ بداء تفشي المرض في ال28من شهر أبريل الماضي. ووفقاً للمصدر الذي رفض الكشف عن أسمه، فإن أدارة المستشفى نقلت اليوم نحو150حالة الى مركز علي عبد المغني الطبي، فيما تبقت ما يقارب44حالة مصابة في مركز الطوارئ بالمستشفى، غير ان قرابة ال95حالة كانت خرجت من المستشفى في وقت سابق بعد ان تماثلت للشفاء. المصدر اكد ان هناك عشرات الحالات أخرى أصيبت بالوباء موزعة على10مستشفيات ومراكز صحية في العاصمة، توفت منها خلال الأيام الماضية نحو5حالات، توزعت ثلاث حالات توفيت في مستشفى أزال، وحالتين توزعت على كلا من مستشفيي السبعين، والقهالي. وفي الوقت الذي ذكرت فيه ان الحالات المشتبهة بالإصابة ارتفعت الى 10 آلاف شخصا خلال أسبوعين تسري حالة من الرعب والقلق في اوساط المواطنين في ظل انهيار كامل للنظام الصحي وسيطرة المليشيا على المساعدات الطبية. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ذكرت امس الأحد، أن انتشار الكوليرا في اليمن أدى إلى وفاة115شخصاً، علاوة على إصابة أكثر من8500شخص في14محافظة يمنية، مقارنة ب2300حالة سجلت إصابتها في10محافظات خلال الأسبوع الماضي. وحول تفاقم الوضع الصحي في صنعاء قالت مصادر طبية أخرى ل"سبتمبر نت" ان سببه عدم قدرة المستشفيات على مواجهة هذه الكارثة لأسباب عديدة، أبرزها سيطرة المليشيا الانقلابية على هذه المستشفيات وفرضها الأولوية للجرحى من مقاتليها، فين حين تستولي على الأدوية والإغاثة الطبية المقدمة وبيعها في السوق السوداء من اجل تمويل حربها العبثية التي تقودها منذ اجتياحها العاصمة صنعاء وسيطرتها على مؤسسات الدولة الحكومية والعسكرية في ال21من سبتمبر/أيلول2014. وأرسلت منظمة الصحة العالمية، قبل يومين، مجموعة45من الأسِرّة والأثاث الطبي وأدوية علاج حالات الكوليرا الى مستشفيات العاصمة صنعاء وحدها، فضلاً عن8800قنينة من السوائل الوريدية لمركز علاج حالات الإسهال في المراكز المخصصة لمواجهة الحالات الطارئة. المصادر الطبية ذاتها ذكرت، أن عدد المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض المرض تجاوز القدرة الاستيعابية للمستشفيات في العاصمة، موضحين ان توجيه وزارة الصحة العامة والسكان التي تديرها المليشيات الانقلابية بمنع استقبال الحالات المصابة سيفاقم الاوضع. وبررت المليشيا قرار ايقاف استقبال المصابين بالكوليرا في المستشفى الجمهوري كونه هام لاستقبال الجرحى من مقاتليها وجرحى الحوادث. واستخفافا بمعاناة المواطنين وبدلا من البحث عن بدائل لمواجهة الوباء نفذت المليشيا الانقلابية، في صنعاء حملة وزعت خلالها منشورات وكتابات على جدران الشوارع تحمل اتهامات للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بنشر مرض الكوليرا في البلاد قبل زيارته العاصمة السعودية الرياض شهر مايو الحالي. المليشيا الانقلابية كتبت على جداريات المنازل وشوارع العاصمة "مرض الكوليرا، هدية أمريكية من ترامب قبل زيارته مملكة آل سعود"، غير ان مواطنون في العاصمة سخروا من حملة المليشيا ، واصفين ل"سبتمبر نت" هذه الحملة التي تقوم بها المليشيا بالحماقة. وبحسب تقديرات المنظمة الصحة العالمية فان7,6مليون يمني يعيشون في مناطق معرضة لخطر انتقال الكوليرا في اليمن، متوقعة ارتفاع عدد حالات المصابين إلى76الف حالة إضافية في15محافظة إذا لم تتوافر استجابة عاجلة لمواجهة الوباء، الذي يصيب الانسان نتيجة الإسهال الحاد والقي، اضافة الى تناول الأطعمة أو المياه الملوثة. وساعدت الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد في تفشي المرض بشكل كبير، خصوصاً في ظل تكدس القمامة في شوارع عدد من المدن الخاضعة لسيطرة المليشيا، وهطول الأمطار الغزيرة والانهيار الكبير في أنظمة المياه والصرف الصحي. وبدأت الموجة الجديدة للكوليرا بالانتشار في اليمن منذ أسبوعين تقريباً بعد انحسار الموجة الأولى في مارس الماضي التي حصدت أرواح نحو 103شخصا وفقا لبيانات منظمة الصحة العالمية، من أصل ما يقارب27000حالة إصابة سجلت حينها.
.قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet