جددت جمهورية ايران مبادرتها لحل الازمة اليمنية عبر مفاوضات تشرف عليها الاممالمتحدة. وطلبت الجمهورية الاسلامية من المنظمة الدولية دعوة الاطراف المتحاربة على وجه السرعة للتشاور حول حل سلمي من أربع نقاط. وتضمنت رسالة وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى الأمين العام للأمم المتحدة، انطونيو غوتيريش هذا الاسبوع، تمسك إيران بمبادرة سابقة للحل في اليمن، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار، وتسهيل وصول المساعدات تمهيدا لمشاورات سلام بين القوى اليمنية، وتشكيل حكومة وحدة تشمل جميع الأطراف. وتتهم الحكومة الشرعية وقوات التحالف دول التحالف العربي الداعم للشرعية في اليمنإيران بالتدخل في شؤون البلاد التي تشهد حربا منذ ثلاث سنوات علاوة على اتهامها بتهريب الأسلحة الباليستية تحديدا لمليشيا الحوثي التي تستهدف بها المدن السعودية. وتأتي هذه الدعوة الإيرانية بالتزامن مع تحذيرات منظمات اممية ودولية تدق ناقوس الخطر من نفاد مخزون اليمن من الوقود والغذاء، والامدادات الطبية، في ظل استمرار الحصار الشامل الذي يفرضه التحالف بقيادة السعودية على مطار صنعاء الدولي، والموانئ الخاضعة للحوثيين للأسبوع الثالث على التوالي. وقال نائب المتحدث باسم الأممالمتحدة فرحان حق، ان توقف استيراد المواد الاساسية يدفع ما لا يقل عن 7 ملايين شخص، أي ثلث عدد السكان، إلى المجاعة. واشار الى ان أسعار الوقود والغذاء، آخذة في الارتفاع، معربا عن قلق اممي بالغ لعدم قدرة العاملين في المجال الإنساني على الوصول إلى صنعاء التي تعد منفذا لأكبر عدد من سكان اليمن المحتاجين للمساعدة. اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حذرت في الاثناء من التبعات الكارثية لتفاقم أزمة المياه النظيفة جراء الحصار الذي فرضه التحالف على موانئ البحر الاحمر منذ السادس من تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، في اعقاب الهجوم البالستي باتجاه العاصمة السعودية الرياض. وأعلن الصليب الأحمر، أن مدينتي صنعاء والبيضاء انضمتا إلى قائمة المدن اليمنية التي تفتقر إلى المياه النظيفة، بسبب شحة الوقود. وحسب المنظمة الدولية فأن قرابة مليونين ونصف المليون يمني لا تصلهم حاليا المياه النظيفة في مدن مزدحمة، "ما يجعلهم عرضة لخطر تفش جديد للأمراض المنقولة عبر المياه الملوثة". وكان الصليب الأحمر قال، يوم الجمعة الماضي، إن ثلاث مدن في اليمن هي صعدة، وتعز، والحديدة، لا تصلها المياه النظيفة بسبب شحة الوقود اللازمة لمحطات الضخ والصرف الصحي. وشدد العاملون في المجال الإنساني على ضرورة فتح مينائي الحديدة والصليف ومطار صنعاء على الفور لتجنب حدوث كارثة إنسانية في اليمن. وحتى مع الرفع الجزئي للحصار على اليمن، يقدر برنامج الأغذية العالمي أن 3.2 مليون شخص إضافي، سينظمون الى 7 ملايين يمنى على شفا المجاعة بالفعل. وتقول منظمة الصحة العالمية "إذا ما ترك الأمر دون علاج، فإن 150 ألف طفل يعانون من سوء التغذية قد يموتون خلال الأشهر المقبلة". ويعاني سكان 20 محافظة يمنية من أصل 22 محافظة من انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى "الطوارئ"، وفقا لمقياس مكون من خمس نقاط، تصنف المرحلة الثالثة فيه بأنها أزمة، بينما تصنف الرابعة بحالة طوارئ، اي قبل نقطة واحدة فقط من حالة المجاعة أو الكارثة التي بدا اليمن على حافتها. وتسببت الحرب المتصاعدة في البلاد منذ ثلاث سنوات بواحدة من "اكبر الازمات الانسانية" في العالم حسب توصيف الاممالمتحدة، مع ارتفاع اعداد السكان الذين يعانون من "ضائقة غذائية"، الى نحو 20 مليونا، بينهم حوالى 7 ملايين شخص لا يعلمون من اين سيحصلون على وجبتهم التالية. ومطلع الاسبوع، قالت الاممالمتحدة انها لا تستبعد ان تكون اجزاء من البلاد قد سقطت فعليا في مجاعة، بعد نحو اسبوعين من الحظر الشامل الذي فرضته قوات التحالف بقيادة السعودية على المنافذ اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين. واعتبرت الاممالمتحدة إعاقة التحالف للإمدادات الحرجة، "تدبير قد يرتقي إلى عقاب جماعي لملايين اليمنيين".