كشف رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، ان هناك تغييرات ستتم خلال الوقت المناسب، بحيث تتضمن إصلاحات حقيقية ضمن الحكومة، وبعض المؤسسات والمرافق التي تعاني من ضعف في الخدمة أو الإدارة أو تشوبها بعض شبهات الفساد، وقال في مقابلة متلفزة مع برنامج "اليمن في أسبوع" على قناة أبوظبي الفضائية يوم أمس: "نعمل الآن على عمل الرقابة الداخلية والتقارير التي تأتي من إدارة المالية في كل الوزارات كيف تصل إلى المالية، ليكون عندنا تقارير أولية لذلك. موضوع تحسين أو تطوير الأداء الحكومي أحد أهم المهام الرئيسة". وأكد رئيس الوزراء ان تركيز الحكومة في المرحلة الحالية ينصب على الجانب الاقتصادي والخدمي، موضحاً ان "المواطن لا يريد الاستماع للسياسة ووضعه مضطرب، ولا يستطيع أن يجد قوت يومه"، لافتا إلى ان المواطن إذا لم يجد فارقا في وضعه لن يستمع إلى خطاب من السياسة الداخلية. وقال ان "موضوع السياسة الاقتصادية والنقدية أعاد الثقة نوعا ما، النظام البنكي كان على وشك الانهيار وأتكلم عن قطاع البنوك التجارية، الآن دور البنك المركزي وأدواتنا تحسنت هذا يعكس بصورة سريعة أثرا سريعا على المواطن". ولفت إلى حدوث انخفاضات في أسعار المواد الغذائية الأساسية بعد تحسن أسعار الصرف، مؤكداً ان الحكومة بدأت تتحكم بموضوع طباعة العملة بشكل كبير، وتمويل الموازنة من مصادر غير تضخمية. وفي رده على سؤال حول المجلس الانتقالي الجنوبي، ووضعه في أجندة أعماله، قال الدكتور معين عبدالملك " يحق لكل مكون أو طرف أن يعبر عن رأيه بطريقة سلمية وكل المكونات متاح لها التعبير عن آرائها، كحكومة هي حكومة لكل اليمنيين شمالا وجنوبا ولذلك المساحة موجودة للجميع، أهم شيء هو البعد عن أي تحركات مسلحة لأن ذلك يقوض الدولة". وأكد ان تقويض الدولة هو الإشكالية الكبرى التي نعاني منها، فالحكومة هي الإطار الشرعي وأعتقد أن المجتمع الدولي الآن يتحدث بشكل واضح عن الحكومة، شرعية فخامة الرئيس هي شرعية لا خلاف عليها وهي العصا الوحيدة التي بقت للحفاظ على الدولة وعلى مشروع الدولة. وأضاف: " يمكن أن نقول إن الرئيس كان هو المقاتل الأخير الذي ظل واقفا في صنعاء عندما انهارت كل المؤسسات البرلمان والحكومة، ولو كان قدم تنازلات لكانت هذه الميلشيات أخذت شرعية التنكيل باليمنيين ولدخل اليمن في نفق مظلم صعب الخروج منه، لدينا موقف استثنائي سيذكره التاريخ لفخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ولدينا قيادة استثنائية في المملكة العربية السعودية والإمارات تدخلت في لحظة للحفاظ على اليمن ووحدته واستقراره وأمنه، اليمن درع من دروع الجزيرة العربية والوطن العربي وأساس للسلم، هذا التدخل هو الذي ساعد للحفاظ على اليمن من منزلقات خطيرة". وتابع رئيس الوزراء: "إيران ظلت لعقدين لم تأت إلى اليمن من باب التعامل مع الدولة والحكومة بل ظلت لعقدين تبني مؤسسات وميليشيات وكانت قاب قوسين أو أدنى من السيطرة على اليمن بشكل كامل، الآن استعادة الدولة في اليمن هي على المحك، لكن لا يوجد خيار إلا الانتصار ونحن قطعنا شوطا كبيرا، الدماء التي امتزجت من الأشقاء في التحالف في عدن ومأرب والساحل الغربي أسست لوضع استعادة الدولة، نحن نتكلم الآن عن تفعيل كل مؤسسات الدولة على البنك المركزي ومن حسم المعركة على الانقلابيين هذا هو الحل الوحيد حتى تبقى اليمن دولة قوية أن أي اختراق لأن أي اختراق لليمن هو هدم لمؤسساته واختراق لأمن الجزيرة والأمن القومي العربي". وجدد ترحيب الحكومة اليمنية بجهود المبعوث الأممي إلى اليمن، بما في ذلك جولة المشاورات القادمة في السويد، لافتا في الوقت ذاته الى عدم وجود أي بوادر حقيقية من الحوثيين على الأرض للسلام فيما يتعلق بإدخال وتلغيم كل مدينة الحديدة. وقال "يبدو أنه غير واضح بالنسبة للمبعوث الدولي حجم التدمير الذي يطال هذه القرى والمدن في كل مرحلة أو هدنة تتخذ، تفجير المدارس، تلغيم، إحراق مخزن لمواد كهربائية تحمل النور لكل اليمنيين، لا يهمهم أن تصل الكهرباء إلى كل قرية، لا يهمهم أن يتعلم أبناء اليمن، كل ما يهمهم أن تبقى اليمن غارقة في عصور الظلام مجددا، مع ذلك كما ذكرت نحن مع اتفاق سلام وفقا للمرجعيات مع أطر لا تخرج أو تحيد عن ذلك". وشدد رئيس الوزراء، على ضرورة التفكير بمدينة عدن بطريقة استثنائية وأن يكون هناك حوار مع أبنائها ونخبها لتطوير المدينة بشكل مختلف، ثروتها كبيرة كموقع ومنشئات، فيها مصافي فيها ميناء فنحتاج التفكير فيها بطريقة مختلفة وهذا مما سيكون، مؤكدا ان الخطط لذلك موجودة وتحتاج الآن إرادة للتنفيذ والإدارة وهذا ممكن. وقال:" عدن ليست جزيرة معزولة عن اليمن، استقرار اليمن هو جزء من مصالح المنطقة ومصالحنا أيضا مع دول الجوار، استقرار اليمن كدولة، على قاعدة المصالح المشتركة بيننا وبين أشقائنا هو الأساس، لدينا بعض القوى التي جمعت بعض القوى خلال مرحلة الفوضى هي مرحلة هشة، ما بني على فترة الفوضى هي قوى هشة وستنهار، المهم هو بنية الدولة، يجب أن يكون هناك نوع من الاحتواء للجميع، مرحلة جديدة فيها نوع من التهدئة وترتيب الوضع، وترتيب المصالح المشتركة مع الأشقاء سيتم بيمن آمن ومستقر فيه نفوذ للدولة وفيه قوانين تضمن الاستثمار وفيه قوانين أخرى تنظيم كل شيء هذا الذي لن يتم إلا باستيراد كل أدوات الدولة واستعادتها من جديد".