اعلنت المملكة الأردنية الهاشمية اليوم السبت انها وافقت على استضافة جولة جديدة من المفاوضات اليمنية، الأسبوع المقبل. ونقلت وكالة الانباء الأردنية (بترا) عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفيان القضاة القول: "إن الأردن وافق على طلب جديد مقدم من مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لعقد اجتماع في عمان الأسبوع المقبل، لمتابعة مناقشة بنود اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين". وأوضح في بيان صحفي إن موافقة المملكة على عقد الاجتماع في عمان "تأتي في إطار دعمها لجهود إنهاء الأزمة اليمنية، ولجهود المبعوث الخاص للتوصل إلى حل سياسي لها وفق المرجعيات المعتمدة". وكان ممثلو الحكومة اليمنية والمسلحين الانقلابيين قد عقدوا منتصف الشهر الماضي جولة أولى من المباحثات منذ اتفاق السويد في عمان، مقر مكتب بعثة الأممالمتحدة الخاصة باليمن، لبحث تطبيق اتفاق تبادل الأسرى. ويُدرك الطرفان الأهمية السياسية والإنسانية للتنفيذ الكامل لاتفاق استوكهولم، وقد شدد المبعوث الخاص على التزام الأممالمتحدة بمواصلة العمل مع الأطراف للتغلب على أي تحديات في هذا الصدد. وبموجب هذا الاتفاق، دخل وقف لإطلاق النار حيز التنفيذ في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر في مدينة الحديدة غربي البلاد، على أن يلتزم المقاتلون الانسحاب من المنطقة التي ستدخلها بعثة مراقبة تابعة للامم المتحدة الى جانب الاتفاق على تبادل الأسرى الذي يتعلق بنحو 15 ألف شخص من الطرفين. وأفرج التحالف العسكري بقيادة السعوديّة في اليمن في 31 كانون الثاني/يناير عن سبعة أسرى من المتمرّدين الحوثيّين نُقلوا من الرياض إلى صنعاء عبر الصليب الأحمر، غداة إفراج الحوثيّين عن جندي سعودي. وكان المبعوث الاممي إلى اليمن مارتن غريفيث قد اكد في ختام زيارة شملت الرياضوصنعاءوالحديدة، على أهمية تحقيق تقدم ملموس فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق استوكهولم، في ظل المضي نحو عقد الجولة المقبلة من المشاورات وفق بيان صادر عن مكتبه الإعلامي الخميس. وقال في بيان صادر عن مكتبه مساء امس انه التقى في صنعاء بزعيم حركة أنصار الله عبد الملك الحوثي، بالإضافة إلى عدد من قيادات الانقلابيين وممثلين عن حزب المؤتمر الشعبي العام. وناقش المبعوث الخاص استئناف المشاورات السياسية، مؤكدا على أهمية تحقيق تقدم ملموس فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق استكهولم بينما نمضي نحو عقد الجولة المقبلة من المشاورات. والتقى المبعوث الخاص في الحديدة بالجنرال باتريك كاميرت ومسؤولين محليين وشدد على أهمية التنفيذ السريع لاتفاقية الحديدة ولا سيما إعادة الانتشار السريع وفقاً لخطة تضعها لجنة تنسيق إعادة الانتشار. ودعا جريفيث جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتخفيف التوتر في الحديدة وأيضا في شتى أنحاء اليمن. وحَصَلَ غريفيث على تأكيدات من الرئيس هادي والتحالف الذي تقوده السعودية، خلال زيارته إلى الرياض، حول التزامهم المستمر باحترام اتفاقية استوكهولم والتنفيذ الكامل لها. وأعرب المبعوث الاممي عن تقديره لإبداء الأطراف المرونة اللازمة وحسن النية فيما يتعلق بالجداول الزمنية لتنفيذ الاتفاق، والتعامل مع التحديات الفنية التي يتعين حلها على أرض الواقع. واستضافت العاصمة الأردنية عمّان، منتصف شهر يناير الاجتماع الفني المشترك بين الأممالمتحدة والصليب الأحمر، وممثلي الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، بشأن الأمور العالقة بخصوص قوائم الأسرى وتبادل المعتقلين بين الطرفين. واتفق وفد الحوثيين مع وفد الحكومة على تشكيل لجنة مشتركة باسم "لجنة المفقودين" لتحديد أعداد الأسرى والمفقودين، وطرح معلومات محددة تتضمن أسماءهم، خاصة أن هناك ملاحظات من الطرفين على القوائم التي تم تبادلها أثناء المشاورات في السويد، ومنها تكرار الأسماء وعدم وضوح ودقة أسماء أخرى. وينبثق عن هذه اللجنة ثلاث لجان، الأولى للأسرى وأخرى حول الجثث، وثالثة لتقصي الحقائق، وتنظم أعمال اللجنة ضمن إطار زمني محدد. وينصّ اتفاق السويد لتبادل الأسرى والمعتقلين لدى الجانبين، والذي وقع عليه الطرفان في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، على "إطلاق سراح جميع الأسرى والمعتقلين والمفقودين والمحتجزين تعسفياً والمخفيين قسرياً والموضوعين تحت الإقامة الجبرية على ذمة الأحداث لدى جميع الأطراف من دون أي استثناءات أو شروط، وذلك بهدف حل القضية بشكل كامل ونهائي". كما ينصّ على أن يسلّم كل طرف، بما ذلك التحالف السعودي -الإماراتي، جميع الأسرى "سواء كانوا يمنيين أو من دول التحالف".