وصف المبعوث الاممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، العمليات العسكرية الأخيرة في اليمن التي أودت بحياة عشرات المدنيين بأنها "حدث مفجع"، وذلك بعد يومين من ضربات جوية لمقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية دعماً للشرعية. ودعا غريفيث في بيان صحفي، جميع الأطراف إلى اغتنام الفرصة القائمة والالتزام بها. وقال: "أنا أحثّ الجميع على اتخاذ خطوات ملموسة وسريعة للحدّ من العنف، واحترام القانون الإنساني الدولي وخلق بيئة مؤاتية من شأنها أن تسمح لليمن باستئناف العملية السياسية دون تأخير". وأضاف: "يجب إعطاء الأولوية للقضايا الإنسانية الطارئة التي من شأنها تخفيف معاناة ملايين اليمنيين العاجزين عن تأمين القوت اليومي والسلع الأساسية والسفر والعلاج الطبي". وعبر عن ثقته في أن المجتمع الدولي سيدعم أي خطوات يتمّ اتخاذها للحد من التوترات وتحسين حياة الرجال والنساء والأطفال اليمنيين. وشدد على ضرورة "أن يخرج اليمن من هذه الحلقة المفرغة من العنف الآن وأن يبقى بمنأى عن التوترات الأخيرة في المنطقة التي يمكن أن تقوّض احتمالات السلام". وجدد غريفيث التأكيد على أن حلّ الحرب في اليمن هو تسوية سياسية تقوم على الشراكات وعلاقات الجوار وبناء مؤسسات الدولة وفقاً للمرجعيات الثلاث. ومساء الثلاثاء أعلنت الأممالمتحدة مقتل 22 مدنياً في غارتين جويتين منفصلتين اليومين الماضيين في اليمن. وأوضح بيان صادر عن مكتب المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية في اليمن أن الحادث الأول وقع في 23 سبتمبر في السواد بمحافظة عمران عندما أصابت الغارات مسجداً، مشيراً إلى مقتل سبعة مدنيين من بينهم نساء وأطفال من العائلة نفسها. وأفاد البيان بمقتل 15 مدنياً وإصابة 15 آخرين عندما ضربت غارات جوية يوم الثلاثاء منزلاً في منطقة الفاخر بمحافظة الضالع. وتقود السعودية تحالفاً عسكرياً عربياً منذ 26 مارس 2015 ينفذ ضربات جوية وبرية وبحرية دعماً للحكومة اليمنية "الشرعية" المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين الانقلابية المدعومة من إيران والتي تسيطر على العاصمة صنعاء وأغلب المناطق شمالي البلاد ذات الكثافة السكانية منذ أواخر العام 2014. لكن بعض الضربات الجوية، أخطأت أهدافها وتسببت في مقتل مئات المدنيين، وهو ما دفع المنظمات الأممية والدولية لتوجيه اتهامات للتحالف بارتكاب جرائم حرب. واسفرت الحرب الدائرة في البلاد للسنة الخامسة عن مقتل أكثر من 11 ألف مدني، وجرح عشرات الآلاف، وتشريد الملايين داخل البلاد وخارجها. وحسب احصائيات الأممالمتحدة أجبرت الحرب نحو 4.3 مليون شخص على النزوح من ديارهم خلال السنوات الأربع الماضية، ولا يزال أكثر من 3.3 مليون شخص في عداد النازحين ويكافحون من أجل البقاء. وتصف الأممالمتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن ب "الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 24 مليون يمني، أي ما يزيد عن 80 بالمئة من السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.