يتحدث أبناء الطائفة اليهودية بحزن عن فقدان معلِّم أبنائهم، الذي قتل في حادث جنائي قبل نحو أسبوعين على يد يمني، قرب منزله في منطقة "ريدة" شمال العاصمة صنعاء. وعقدت المحكمة الجزائية في عمران (شمال صنعاء) أمس، الجلسة الثانية من محاكمة عبدالعزيز يحيى العبدي المتهم بقتل اليمني اليهودي ماشا يعيش النهاري الاسبوع الماضي، في حين أكد فريق الدفاع أن المتهم مختل عقلياً. وقرَّر قاضي المحكمة الجزائية عرض الجاني على طبيب مختص للتأكد من حالته النفسية والعقلية. ورفض الجاني، وهو ضابط متقاعد، رفض تفويض محاميين يمنيين للترافع عنه مطالباً محاميين أميركيين للقيام بذلك. وحتى الان لم يفصح عن الدوافع الرئيسية لحادثة القتل، باستثناء ما قيل في بعض وسائل الإعلام ان المتهم أراد بجريمته "التقرب من الله". وكان ماشا يعيش، وهو شقيق حاخام الطائفة اليهودية في اليمن يحيى يعيش، يدرس أبناء طائفته اللغة العبرية ويأتي من ريدة لتعليم الأطفال في صنعاء، حيث تقيم 11 أسرة تضم 65 فرداً، كانوا انتقلوا من محافظة صعدة مطلع عام 2007 نتيجة لضغوط المتمردين "الحوثيين". بين المدينة والريف "الجريدة" زارت أبناء الطائفة اليهودية في صنعاء والتقت عددا منهم، وتحدثت سعيدة يوسف متذكرة جيرانها المسلمين في صعدة، كما لو أنها لن تلتق بهم مجدداً. المرأة التي تنتمي إلى الطائفة اليهودية، تسترجع بحميمية ماضيها بقرب الإقامة مع عائلات مسلمة في منطقة كتاف في محافظة صعدة، شمال اليمن. علمنا أنهم إلى الآن لايزالون حزينين على رحيلنا"، سعيدة السيدة التي يربو عمرها على 40 عاماً، تعد أحد أفراد عائلات "آل سالم" اليهودية التي أجبرت على المغاردة إلى صنعاء، قبل حوالي عامين، إثر المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي، شمال البلاد. تقطن "سعيدة" بمعية زوجها وأولادها ال7 في أحد بيوت "المدينة السكنية" وسط العاصمة، وهو المكان الذي خصص لنزول الأسر اليهودية المطرودة من منطقتها الأصلية. لم تخفِ "أم داوود" حنينها إلى منزلها القديم، رغم الرضا الذي بدا واضحاً على ملامحها إثر تجمع العشرات من أقاربها في أرقى الأحياء السكنية في صنعاء. تقول: "الحمدلله... كل شيء تمام"، لافتة إلى دور السلطات اليمنية في تقديم التسهيلات المعيشية والمادية إليهم، ومشيدة بدور الرئيس اليمني علي عبدالله صالح. دعم حكومي كما استقبلت "الجريدة" رجلا بلحيته الكثة و"زنانيره" وبابتسامة عريضة طغت على ملامح هيئته اليهودية. سليمان موسى، في الخمسينيات من العمر، وصف حال اليهود ب"الرائع" في ظل الأمن والأمان، وتوفير المصروفات الغذائية اليومية ومبلغ يقدر ب5000 ريال (ما يعادل 25 $) لكل عائلة شهرياً، هي ما تجود به يد السلطات اليمنية على تلك الأسر اليهودية، حسب ما قال الرجل. مضايقات ينوِّه مهتمون إلى خطورة تزايد المضايقات التي يتعرض لها يهود "عمران" والتي تشعل رغبة ترحيل أبناء الطائفة إلى خارج اليمن. ولاحتواء تداعيات تلك المضايقات التي بدأت بقتل شقيق حاخام الطائفة اليهودية في اليمن، كان الرئيس صالح، اجتمع الأسبوع الماضي بعدد من يهود اليمن بينهم الحاخام يحيى يعيش. وأوضح الحاخام يعيش، لوسائل إعلام محلية، أن الرئيس صالح وجه بمنحهم قطعة أرض في صنعاء، على أن يتم بيع ممتلكاتهم في مناطق خارف ريدة في محافظة عمران تمهيداً للانتقال إلى العاصمة. *** صحيفة الجريدة الكويتية