وهيب النصاري - وسط عويل النساء ولطم خدودهن حسرة على المتوفى شُيّعت الطائفة اليهودية في اليمن شقيق حاخام اليهود يحيى يعيش الذي قتله جندي بالقوات الجوية تقربا لله تعالى، حسب مبررات قتله. ووسط تشديدات أمنية شارك عدد من المسلمين أبناء الطائفة اليهودية أحزانهم بجنازة المتوفى ماشا الذي شُيّع إلى منطقة كأنط بمديرية خارف الموطن الأصلي لأسرة الضحية، وجاءت موافقة الطائفة اليهودية بدفن الضحية بعد أن تعهدت السلطات اليمنية أن تسير قضية محاكمة الجاني وفق القوانين اليمنية لينال جزاءه. وشُيّعت مراسم الجنازة حسب الطقوس اليهودية وقد قام الحاخام سليمان بن يعقوب، عيلوم الدفن، بتلاوة آيات من التوراة وتم التسامح من أبناء الطائفة اليهودية والدعاء له بالغفران والرحمة باللغة العبرية وبعدها أقامت الطائفة اليهودية الصلاة عليه عند القبر كونه قتل عمداً وليس وفاة طبيعية. وذكر مصدر من أسرة الضحية أن أهل ماشا يعيش وافقوا على دفنه بعد أن التقت بعدد من الشخصيات الاجتماعية ومسؤولين من الدولة الذين التزموا لهم بأن تسير القضية وفق القضاء اليمني وأن الجاني سينال جزاءه إثر قتل أحد أفراد الطائفة اليهودية. وأضافوا ل «العرب» أن المسؤولين اجتمعوا بأولياء الدم ونقلوا لهم تعازي السلطات اليمنية، أمس الأول، بعد أن رفضت أسرة الضحية دفنه قبل أن ينال الجاني جزاءه. وشارك المئات من المسلمين أفراد الطائفة اليهودية جنازة دفن شقيق حاخام يهود اليمن مما أظهر تضامن المسلمين مع اليهود في محنتهم كما أظهر التسامح الديني. يشار إلى أن مراسم الوفاة عند اليهود لا تختلف عما هي عليه لدى المسلمين، فبعد غسله وتكفينه وتطييبه يقوم أقرباؤه وأصدقاؤه وعلى رأسهم الحاخام ورجال الدين بتشييع جثمانه، بيد أنهم يدفنون القتيل بملابسه ولا يتم غسله وتتم الصلاة عليه في المقبرة عند الدفن. وتبدأ الطائفة اليهودية في اليمن استقبال العزاء من اليوم الخميس لمدة سبعة أيام حيث يستقبل أهل المتوفى التعازي من أبناء طائفتهم الذين يحرصون على مواساة أسرة المتوفى بتقديم العزاء والمواد الغذائية (غداء وعشاء) إضافة إلى ممارسة طقوسهم الدينية بالتواشيح وقراءة من الكتب المقدسة. كما أنه عند خروج الجنازة من المنزل يسود عويل النساء ولطم خدودهن حسرة على الفقيد والذي يستمر أثناء وبعد تشييع الجنازة، ويتحاشى اليهود تقديم الأطفال أمام الجنازة. إلى ذلك عبرت منظمة العفو الدولية عن قلقها جراء الحادث الواقع على أحد أفراد الطائفة اليهودية التي تقطن في اليمن والتهديدات التي تلت تلك الواقعة والتي تجبر أفراد الطائفة اليهودية على أن يغادروا اليمن أو أنهم سيواجهون الموت. وقالت منظمة العفو الدولية إنها على ضوء هذه الواقعة أرسلت رسالة إلى وزير الداخلية اليمني متسائلة عن ماهية الإجراءات المتخذة من قبل السلطات اليمنية لحماية هذه الطائفة اليهودية. ودعت المنظمة كافة الجهات الرسمية اليمنية إلى النظر لمرتكب هذه الجريمة الشنعاء مع منفذي التهديدات وتقديمهم إلى العدالة، مطالبة بضرورة اتخاذ الإجراءات التي تتماشى مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان مع عدم اللجوء إلى تطبيق حكم الإعدام. وكان المواطن اليهودي ماشا يعيش قد قُتل في 11 ديسمبر الجاري في منطقة ريدة- محافظة عمران شمال اليمن على يد طيار سابق في الجيش اليمني وتم إلقاء القبض عليه، وتجرى حاليا محاكمته في المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة.