أدلى الإسرائيليون بأصواتهم يوم الثلاثاء في الانتخابات العامة الإسرائيلية التي يقول منظمو استطلاعات الرأي ان المنافسة بها ستكون شرسة مع سعي بنيامين نتنياهو زعيم المعارضة اليمينية للاطاحة بحزب كديما الوسطي بزعامة وزيرة الخارجية تسيبي ليفني. وألقت الحرب التي شنتها اسرائيل الشهر الماضي ضد النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة بظلالها على الحملة الانتخابية القصيرة. والمسألة الجوهرية التي تواجه الناخبين هي اختيار الزعيم الذي يمكنه أن يضمن أمن البلاد في حين تبدو فرص اتفاق سلام بعيدة. ويحق لنحو 5.3 مليون ناخب الادلاء بأصواتهم في تسعة الاف مركز اقتراع بشتى أنحاء البلاد. ولم ترفع الحملة الانتخابية القصيرة درجة حماس الناخبين كما أن الاحوال الجوية الباردة والممطرة في شتى أنحاء البلاد زادت من امكانية أن يكون الاقبال على الانتخابات منخفضا. وضاق الفارق بين نتنياهو زعيم حزب ليكود الذي كانت استطلاعات الرأي تشير الى أنه المرشح الابرز وليفني منذ الحرب التي استمرت 22 يوما على قطاع غزة الشهر الماضي وأسفرت عن مقتل 1300 فلسطيني و13 اسرائيليا مما يشير الى أن المنافسة بينهما ستكون شرسة. وكانت ليفني كبيرة المفاوضين الاسرائيليين في محادثات السلام مع الفلسطينيين بشأن حل الدولتين التي يريد الرئيس الامريكي باراك أوباما استئنافها. وتعهد نتنياهو بعدم التنازل عن القدس العربية الشرقية التي يريد الفلسطينيون أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية في المستقبل. وقال نتنياهو في القدس حيث أدلى بصوته "سيكون يوما عظيما.. سنحقق فوزا جيدا". وزادت شعبية اليميني المتطرف أفيجدور ليبرمان منذ حرب غزة التي ركزت السباق الانتخابي على المخاوف الامنية. ويتعهد حزب اسرائيل بيتنا الذي يتزعمه ليبرمان بالتشدد ضد الفلسطينيين بمن فيهم عرب اسرائيل والابقاء على المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة. وقال بعد أن أدلى بصوته في مستوطنة نوكديم "الامطار نعمة. اسرائيل بحاجة الى الامطار. أعتقد أن شعبنا سيخرج ويدلي بصوته حتى لو كان هناك اعصار". وفي حادث يسلط الضوء على التوترات المتزايدة بين اليهود والعرب تحركت الشرطة سريعا للحيلولة دون وقوع اشتباك بين عضو الكنيست اليميني المتطرف أرييه الداد من القائمة الوطنية الموحدة وسكان بلدة أم الفحم العربية ونقلته الشرطة خارج البلدة. ويأتي في المرتبة الرابعة في نتائج استطلاعات الرأي وزير الدفاع ايهود باراك زعيم حزب العمل رغم أن النسب التي حصل عليها في الاستطلاعات تضاعفت منذ حرب غزة التي انتهت باعلان كل من اسرائيل وحركة المقاومة الاٍسلامية الفلسطينية (حماس) وقفا لاطلاق النار بشكل منفصل بدأ سريانه في 18 يناير كانون الثاني. وحرص باراك على أن يذكر الناخبين بأن حزب العمل هو الحزب اليساري الوحيد الحقيقي في السباق. وفي غزة قال الفلسطينيون انهم متأكدون من أن الانتخابات لن تحدث فارقا في حياتهم بصرف النظر عمن سيفوز بها. وفي الضفة الغربيةالمحتلة كانت هناك عدم مبالاة مشابهة. ويمكن أن يحدد أداء الاحزاب الاصغر نتيجة السباق. وقال منظمو استطلاعات الرأي ان ما يصل الى 15 بالمئة من الناخبين لم يحسموا رأيهم خلال الايام الاخيرة من الحملة الانتخابية. وقال رافي سميث من مركز أبحاث سميث "الاتجاه الذي شهدناه خلال الايام القليلة الماضية يوضح احتدام المعركة... لم يتقدم أحد بفارق كبير ومن الصعب التكهن". والتصويت في الانتخابات يكون للحزب وتوزع مقاعد البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) بطريقة التمثيل النسبي على قائمة من الاحزاب الوطنية. والحزب الذي يفوز بمعظم الاصوات عادة ما يكلف زعيمه بتشكيل حكومة. والمناقشات السياسية الخاصة بتشكيل حكومة جديدة قد تستغرق أسابيع. وسيبقى رئيس الوزراء ايهود أولمرت الذي استقال بعد التحقيق معه في فضيحة فساد قائما بأعمال رئيس الوزراء لحين تشكيل حكومة جديدة. واذا فاز حزب كديما ستصبح ليفني ضابطة المخابرات الاسرائيلية (الموساد) السابقة البالغة من العمر 50 عاما أول امرأة تتولى رئاسة الوزراء منذ جولدا مئير في السبعينات. وشغل كل من نتنياهو وزير المالية السابق (59 عاما) وباراك (66 عاما) منصب رئيس الوزراء من قبل. وقالت ليفني وهي تدلي بصوتها في تل أبيب "من المهم ألا نستسلم. اخرجوا للادلاء بأصواتكم". وقالت صحيفة هاارتس التي تميل ناحية اليسار ان نتنياهو وليفني ليسا مرشحين مثاليين ولكنها ألقت بثقلها وراء ليفني لدعمها لعملية السلام مع الفلسطينيين. وذكر الجيش الاٍسرائيلي أن اسرائيل أغلقت الضفة الغربية ومنعت الفلسطينيين من دخولها أثناء الانتخابات. وجرى نشر 16 ألف شرطي في شتى أنحاء البلاد لتعزيز الاجراءات الامنية. وكانت الحملات الانتخابية أكثر فتورا منها في أعوام سابقة وألقى البعض باللوم في ذلك على حرب غزة التي أدت الى تعليق الاجتماعات الحاشدة لاسابيع. واتهم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس المرشحين بالفشل في التعامل مع "قضايا البلاد الملحة" في حملاتهم الانتخابية التي لم ينظم فيها المرشحون أي مناظرة.