استقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة تسيبي ليفني من البرلمان يوم أمس الثلاثاء بعد بضعة اسابيع من الاطاحة بها من زعامة حزب المعارضة الرئيسي واتهمت زعماء اسرائيل بعدم الالتفات الى جهود السلام مع الفلسطينيين. وقالت في تصريحات تلفزيونية بعدما سلمت خطاب استقالتها كعضو بالكنيست عن حزب كديما هناك ضرورة عاجلة وملحة للتوصل الى تسوية دائمة مع العالم العربي والفلسطينيين. وقالت ليفني انها لن تهجر الحياة العامة لتترك بذلك الباب مفتوحا أمام خيار خوض الانتخابات القادمة المتوقعة في غضون شهرين بعدما أخفقت في عدة فرص لتصبح أول رئيسة لوزراء اسرائيل منذ عهد جولدا مائير في السبعينيات. وقالت ليفني (53 عاما) تعيش اسرائيل فوق فوهة بركان. ساعة العالم تدق. وجود دولة يهودية ديمقراطية وهو ما تقصده الصهيونية يواجه تهديدا خطيرا. وكانت ليفني كبيرة لمفاوضي السلام الاسرائيليين عندما تولت وزارة للخارجية في حكومة سابقة قادها حزب كديما وكانت تشير في تصريحاتها الى احتمال فقد اليهود للاغلبية مالم تتم اقامة دولة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. وانهارت محادثات السلام في 2010 بعدما رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني مطالب الفلسطينيين بتمديد تجميد جزئي للبناء في المستوطنات بالضفة الغربية استمر عشرة اشهر. وخسرت ليفني زعامة حزب كديما في مارس أمام وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز. ووجهت ليفني انتقادات لحكومة نتنياهو متهمة اياها بدفن رؤوسهم في الرمال والتعامل بالمناورة والتحايل في الوقت الذي يزداد فيه التهديد لاسرائيل. وخسرت ليفني المحامية في قطاع الشركات والعضو السابق بجهاز المخابرات الاسرائيلي (الموساد) فرصتين على الاقل لقيادة اسرائيل. وفي 2008 فشلت في تشكيل ائتلاف مع الاحزاب اليهودية المتشددة بعد استقالة ايهود اولمرت زعيم كديما من رئاسة الوزراء في فضيحة فساد. وفي الانتخابات التالية في 2009 حل ليكود في المرتبة الثانية وراء كديما لكن نتنياهو شكل الحكومة مع أحزاب دينية بعدما فشلت ليفني في العثور على شركاء من الاحزاب المتشددة. وقالت في تعليقاتها بشأن استقالتها من الكنيست «لست نادمة على عدم بيع الدولة للمتشددين» في تلميح الى التمويل العام الذي يسعى الزعماء الدينيون وراءه دائما مقابل دعمهم للحكومة. وتشير استطلاعات الرأي حاليا الى أن حزب كديما سيفقد ثلثي مقاعده في الانتخابات القادمة مع انتعاش شعبية ليكود وحزب العمل. وتكهنت وسائل اعلام اسرائيلية بأن ليفني ربما تعود للعمل السياسي قريبا للانضمام الى حزب وسطي جديد أسسه المؤلف الاسرائيلي يائير لابيد الذي يتمتع بشعبية