تعيش العاصمة المؤقتة عدن، جنوبي البلاد، مساء اليوم السبت، هدوءاً حذراً عقب اشتباكات دامية بين مجاميع مسلحة في مدينة كريتر، خلفت قتلى وجرحى من المدنيين بينهم اطفال. وأكدت مصادر محلية ل "الاشتراكي نت" إن قوات الأمن ومكافحة الإرهاب والحزام الأمني في عدن، تمكنت خلال الساعات الماضية من إنهاء اشتباكات مسلحة بمدينة كريتر، كبرى مدن العاصمة المؤقتة. وأشارت المصادر إلى إن الاشتباكات التي استمرت زهاء 16 ساعة منذ إندلاعها مساء الجمعة، جاءت عقب قيام مسلحين مدنيين باقتحام إدارة أمن مديرية كريتر القريبة من قصر معاشيق الذي يتواجد فيه رئيس الحكومة معين عبدالملك، واختطاف ضباط في البحث الجنائي من مركز الشرطة. ولفتت إلى إن قوات الأمن والعاصفة ومكافحة الإرهاب والحزام الأمني تدخلت لقمع المسلحين الذين يقودهم قائد أمني سابق يدعى "أمام النوبي" قائد معسكر 20 سابقًا الذي يتواجد في المدينة ذاتها، وتمكنت من تحرير رهائن الأمن. ووفق ما ذكرت المصادر فإن الاشتباكات أدت إلى مقتل عنصران من المجاميع المسلحة، وإصابات بأوساط عديد من الجنود وإعطاب آلية للأمن. واسفرت الاشتباكات عن مقتل طفل وإصابات في أوساط المدنيين حسب ما افادت المصادر وأوضحت مصادر في الأمن العام بأن قوات الأمن والعاصفة ومكافحة الإرهاب والحزام الأمني تمكنت من اعتقال أكثر من 30 مسلحًا من الذين قاموا بأعمال الشغب المسلح من بينهم قائدهم أمام النوبي. ونقلت صحيفة "الشارع" عن مصادر أمنية بأن المواجهات أسفرت عن إحراق السيارة الخاصة التابعة لإمام النوبي، بالإضافة لطقم أخر تابعا له، جوار منزله في حي كريتر، إضافة إلى إحراق مدرعة عسكرية وطقم أمني تابعين للقوات الأمنية، علاوة إلى احتراق عدد من السيارات التابعة للمواطنين في المناطق التي شهدت المواجهات. ووفق المصادر فإن اشتباكات متقطعة لا تزال مستمرة في الأثناء، بسبب تحصن بعض من المسلحين في جبل الطويلة المطل على المدينة، فيما القوات الأمنية فرضت طوقاً أمنياً من عقبة عدن إلى الجوازات. وذكرت أن ثلاثة من القيادات الأمنية أصيبوا المواجهات، بينهم قائد الحزام الامني في عدن العميد جلال الربيعي، أثناء دخوله إلى مدينة كريتر على متن مصفحة تم استهدافها من قبل مسلحي النوبي بقذيفة (آر بي جي) كما أسفرت عن إصابة سائق المدرعة وجندي آخر، قالت نقلاً عن مصادرها أنه فارق الحياة متأثرا بإصابته. وأشارت إلى أن قائد كتيبة حزم 4 إبراهيم الشاعري هو الآخر تعرض لإصابات طفيفة خلال الاشتباكات، كما أصيب قائد قوة الطوارئ الأمنية في مديرية كريتر النقيب وليد الضالعي. وكانت اللجنة الأمنية في عدن قد أصدرت بياناً دعت فيه مواطني كريتر إلى البقاء في منازلهم، معلنة عن بدء "حملة لتطهير المدينة من بؤر الإرهاب"، ومؤكدة حمايتها للممتلكات العامة والخاصة. وحذرت اللجنة من "أي مساس بأمن عدن"، وشددت على أنها "لن تتهاون" مع من يقوم بذلك. وإذ تعهدت اللجنة الأمنية "بحماية الممتلكات الخاصة والعامة" أكدت أنها لن تتهاون مع أي جهة تحاول المساس بأمن المحافظة ومواطنيها، أو تقوم بترويع الآمنين ورفع السلاح في وجه السلطة". وأوضحت، أن هذه الممارسات من قبل المجاميع المسلحة التي وثقتها عدسات الكاميرات وهي تسعى لزعزعة الأمن باستخدام الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، تقع ضمن مخطط خلط الأوراق وسحب المدينة الى الفوضى والتخريب. وتدور الاشتباكات بالقرب من قصر معاشيق، حيث يقيم رئيس الوزراء معين عبد الملك، الذي وصل المدينة الثلاثاء الماضي برفقة عدد من معاونيه، بعد غيابه عنها إثر أزمة بين الحكومة والانتقالي.
