أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الأحد، تقديم مبلغ 10 ملايين دولار أمريكي للمساهمة في مواجهة التهديدات المحتمله من تسرب النفط من ناقلة النفط "صافر"، التي ترسو قبالة سواحل محافظة الحديدة غربي اليمن. وقال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس"، إنه اتخذ الخطوة "دعماً لجهود المنظمات الأممية لإيجاد الخطة المناسبة لتحييد الخطر المحتمل لهذه الناقلة". ودعا البيان الأممالمتحدة إلى سرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان منع تسرب النفط ونقله لمكان آمن أو الاستفادة منه لصالح الشعب اليمني، كما دعا المجتمع الدولي للمساهمة العاجلة لدعم هذه المبادرة ومنع حدوث كارثة بيئية خطيرة. وأشار إلى دعم المملكة الدائم لجهود الأممالمتحدة لمواجهة وتجنب التهديدات الاقتصادية والإنسانية والبيئية المحتملة لناقلة النفط "صافر" وتداعيات تسرب النفط منها التي قد تسبب كارثة بيئية وملاحية كبيرة تهدد ساحل البحر الأحمر ومجتمعات الصيد والملاحة الدولية ودخول الغذاء والوقود والإمدادات المنقذة للحياة لليمن، مما سيفاقم الأوضاع الإنسانية وسيهدد الدول المطلة على البحر الأحمر". وفي أبريل الماضي نظمت الأممالمتحدة بالتعاون مع حكومة هولندا مؤتمر "المانحين لليمن" المعني بالتعهدات رفيعة المستوى لناقلة النفط العائمة "صافر"، لكن السعودية لم تقدم أي تمويلات لهذا الغرض. وجمع المؤتمر نصف الأموال المطلوبة لتنفيذ العملية الطارئة للتصدي للتهديدات الوشيكة التي تشكلها الناقلة، والتي تصل إلى 144 مليون دولار وتتضمن 80 مليون دولار لتفريغ النفط من صافر إلى سفينة مؤقتة. وتم بناء سفينة صافر في عام 1976 كناقلة نفط وتم تحويلها بعد عقد من الزمن إلى منشأة تخزين عائمة للنفط، على بعد حوالي 4.8 ميلا بحريا قبالة ساحل محافظة الحديدة. تحتوي السفينة التي يبلغ طولها 376 مترا على أكثر من مليون برميل من النفط الخام الخفيف - أربعة أضعاف الكمية التي سربتها إكسون فالديز المعروفة في ألاسكا قبل أكثر من ثلاثين عاما. مع عدم إجراء أي عمليات صيانة على متن صافر منذ عام 2015 بسبب الصراع، تدهورت سلامتها الهيكلية بشكل كبير وقد تتعرض السفينة لخطر انسكاب النفط بسبب تسرب أو انفجار. ومن شأن تسرب كبير أن يتجاوز بسرعة القدرات والموارد الوطنية للقيام باستجابة فعالة له. وستكون النتيجة كارثية عندها، وستدمر الساحل اليمني وتدمر سبل العيش وتفرض إغلاق مينائي الحديدة والصليف - وهما ضروريان لاستيراد الواردات التجارية والمساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.