نظمت المنظمة اليمنية للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية صباح الاثنين في صنعاء مؤتمرا صحفيا لأهالي المعتقلين على خلفية أحداث صعدة رافقه معرض صور رسمها أطفالهم. وتاتي هذه الفعالية التي تم التنسيق فيها مع اسر المعتقلين تواصلا للفعاليات الاحتجاجية من أجل إطلاق سراح جميع المعتقلين. وادار علي الديلمي رئيس المنظمة المؤتمر الصحفي أكد في كلمته الافتتاحية"أن الجهود في المنظمة اليمنية مع أهالي المعتقلين ستستمر إلى أن الإفراج عنهم، كما أنها ستكون ضمن إطار مكثف في المرحلة المقبلة وذلك عن طريق العمل على كافة الطرق والوسائل السلمية، وكل ذلك يصب في إطار البحث عن المواطنة المتساوية والعادلة والتي من ضمنها أسر وأطفال المعتقلين الذين يحق لهم عيش الحياة الطبيعية والآمنة. . وعبر يحي السياني – أب لأحد المعتقلين- عن ألمه لمعاناة من هم في السجون دون ذنب حيث أن المدة طالت في اعتقالهم، كما ثمن حهد منظمات المجتمع المدني على عونهم وسندهم في مناصر المظلومين وقيامهم بتنظيم عدة فعاليات واعتصامات مع الأهالي للمطالبة بالافراج عن المعتقلين. وناشد في كلمته رئيس الجمهورية بتفعيل توجيهاته السابقة في شهر ديسمبر الماضي وإخراجها إلى حيز التنفيذ حيث أنهما لم تر النور على الآن. وكان قد شكر في بداية كلمته الحضور وتفاعلهم في هذه القضية التي وصفها بالإنسانية وهي حرية وحقوق الإنسان من جانبها ذكرت زوجة المعتقل العزي راجح (فاطمة الفقيه) باسم جميع الأهالي مدى المعاناة التي يعيشونها جراء هذه الاعتقالات والتي تتم بالخطف أولا ثم الإخفاء ثم سوء المعاملة عند الزيارة من قبل العسكر، والذي يؤدي إلى ما أسمتها (تعذيبا نفسيا مؤلما بحقنا جميعا). وأضافت إلى وجود عدد من الحالات الاسرية التي تعيش وضعا معيشيا صعبا اضطر عدم وجود أقاربهم الذين في السجون إلى انقطاع مصدر رزقهم أو ترك أولادهم الصغار للمدرسة ونزولهم إلى الشارع للبحث عن عمل، ناهيك عن تعرض البعض للمضايقات في الحارات أو المدارس بدون أي سبب أو مبرر إلا انتساب المستهدفين إلى المذهب الزيدي أو انتمائهم للنسب الهاشمي. وطالبت الجميع بمد يد العون لمساندتهم في قضيتهم للضغط على السلطة لاحترام الدستور والالتزام بالقانون والعهود والمواثيق الدولية ووقف هذه الممارسات الهمجية وسرعة أطلاق المظلومين طبقا لقرار الفعو الرئاسي. أطفال المعتقلين كانوا ايضا مشاركين في المؤتمر بكلمة أثرت في الحضور ونقلتهم إلى أجواء الأسى والحزن الذي يعيشونه لفراقهم آباءهم، الموقف كانت تعبيراته شديدة على الجميع خصوصا بمطالباتهم لرئيس الجمهورية بكونه أبا لهم أن يطلق سراح أبيهم السجين. و من بين الكلمات من شرحن وضع اختطاف واخفاء واعتقال ازواجهن أو ابنائهن أو غيرهم إلى جانب مناشدات من أطفال المعتقلين الذين اعتلوا المنصة وعكسوا صورة قاتمة للوضع والممارسات الغير قانونية التي يتعامل من يفترض أنهم يحمون المواطن وينشدون أمنه وحقوقه. و قال الدكتور عبد الباري دغيش عضو مجلس النواب في مداخلته إنه لابد من ترميم ما قمنا به بأنفسنا من انتهاكات وممارسات خاطئة قبل تدخل الآخرين، ونحن نرى التدخلات التي تحصل، كما أكد أنه لابد من الاستمرار في هذه الفعاليات، ومواجهة جميع الصعاب، واضاف الدكتور دغيش" أنا مع تطبيق القانون وتعزيز كافة الوسائل القانونية للمعتقلين، وحيا أقارب المعتقلين وخاصة النساء لنضالهن وجهودهن المدنية لإطلاق سراح أقاربهم. واقترح الناشط السياسي محمد البخيتي الذهاب إلى أبواب الأممالمتحدة وتقديم الملفات إليها خصوصا بعد عدم تجاوب المسؤولين في السلطة لقضية المعتقلين والمطالبة باتخاذ ما يحق لهم قانونا. من جانبه قال النائب البرلماني فؤاد دحابة اعتذر عن عدم البكاء لأن السلطة –حد قوله- جففت الدموع والإحساس لكثرة ما يحل بنا من ممارسات، وأكد أن الرئيس هو سبب عدم تنفيذ توجيهاته لأنه يقول لمن حوله أنا سأوجه وأنتم لا تنفذوا. وذكر دحابة أن المشكلة في السلطة أنها أمنية وليست مدنية وبدل أن تتعامل مع المواطن كمواطن تتعامل معه كخصم إلى من (ركع لها)، أما العزيز فهو خائن وعميل. واقترح عضو مجلس النواب بسجن عائلي يعيش فيه الأهالي إلى جانب معتقليهم إذا لم يكن لدى المسؤولين رغبة في الافراج عنهم. الاستاذ عبدالسلام الوجيه عبر عن شعوره الشديد بالأسى وقال أن القضية تحتاج إلى صوت هادر وقوي والتوجه بالمظاهرات والاعتصامات المستمرة مرجيا الاسباب إلى ان المسؤولين لايستمعوا لنا بأن معظم المعتقلين لا ناقة لهم من كل تلك الأحداث الجارية في صعدة ولا جمل إلا لأنهم ينتمون إلى المذهب الزيدي والنسب الهاشمي. وقال الأمين العام لحزب الحق الاستاذ حسن زيد بأن ممارسة السلطة للظم هو متوقع وطبيعي وهو تعبير عن عبثها الغير مبرر. . وضمت المداخلات أيضا عددا من كلمات الأهالي التي ملت أرجاء القاعة بالحسرة والألم الشديد لما كانوا يقصونه من حوادث وقعت عليهم. وفي رسالة بعث بها الشيخ سلطان السامعي عضو مجلس النواب اعتذر عن عدم الحضور لكونه في محافظة تعز وأعلن وقوفه مع المعتقلين ومع نضال أسرهم وأقاربهم وأنه يقف معهم في كل أنشطتهم وتحركهم السلمي المدني. ومن جهته اتصل د.عيدروس النقيب معتذرا عن عدم حضوره معلنا وقوفه مع أهالي المعتقلين ومطالبا بإنهائها باطلاق راح أقاربهم. معرض صور من جهة اخرى وضمن الفعاليات أقيم معرض صور قام الأطفال برسمها حيث عبرت عن معاناة نفسية وعن تساؤلات بريئة تبحث عن الأب، الأخ، الخال..ألخ، وتتساءل لماذا الاعتقالات، وكانت الرسوم معبرة اثرت في العديد من الحاضرين. حضر المؤتمر العديد من وسائل الإعلام المرئية والفضائية وكذلك الصحفية إلى جانب النشطاء الحقوقيين ومنظمات المجتمع المدني وعدد من السياسيين والمهتمين.