بقلم: د. عيدروس نصر ناصر - فجأة خطف الرصاص منا مناضلا حزبيا وشخصية مدنية وسياسية ووطنية لا تملك من هذا الوطن إلا الإخلاص له ولا تملك من الحياة إلا السمعة الحسنة ودماثة الخلق، ذلك هو المناضل محسن عسكر وقاز عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، سكرتير ثاني منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في محافظة عمران. لقد أصابتني الصدمة العنيفة وأنا أتلقى خبر اغتيال صديق عزيز ورفيق قريب إلى قلبي وعقلي تعرفت عليه عن كثب وقدرت عاليا سلوكه وقيمه وتواضعه وقوة إرادته، وصلابة موقفه ورجاحة عقله وسعة صدره، وشعرت بأن الفقيد هو من أقرب أقربائي ومن أعز أصدقائي. وقاز هذا المنتمي إلى قبائل بكيل وإلى منطقة سفيان الملتهبة بنزاعات الثأر وأسواق القتل المجاني كان يمثل حالة استثنائية تتناقض في قيمها وسلوكها وقناعاتها مع ما يشاع عن نزاعات القبيلة وانتشار الثارات، واقتتال الناس على أتفه الأسباب. تلقى وقاز جرعة ممتازة من السلوك المدني في مدينة عدن التي درس فيها فن التمريض وتلقى فيها دورة دراسية في العلوم الاجتماعية، وذهب الفقيد إلى بيروت لتنمية معارفه العسكرية بعد أن وطد في أعماقه السلوك والمعارف المدنية. من يعرف محسن عسكر يتعجب لذلك الرجل المنتمي إلى البيئة الريفية والقبلية القاسية ويتساءل من أين أتى هذا الرجل بذلك المستوى الراقي من التعامل، فلا تقابله إلا مبتسما ولا يودعك إلا ملوحا بيديه ولا يتصل بك إلا معتذرا للإزعاج. تعرفت على محسن عسكر وعلى كثير من القيادات السياسية في محافظة عمران في العام 2005 عندما حضرت للمشاركة في مؤتمر منظمة الحزب الاشتراكي اليمني في عمران، ومن يومها لم يمر شهر وأحيانا أسبوع واحد دون أن نتواصل، وحينما كنت في لجنة صعدة في العام 2007 كان عسكر يتصل بي كل ثلاثة أيام ليطمئن عن سير أعمال اللجنة، مدى القدرة على تحقيق نجاحات في التغلب على أسباب الحرب. اليوم سقط عسكر ضحية العشوائية وغياب الدولة ولم يكتف القاتل بإزهاق روح المناضل محسن عسكر بل ألحق به ابنه تشافيز الذي لم يبلغ بعد الثلاث سنوات، وسواء كانت أسباب القتل سياسية أو قبلية تظل السلطات مسؤولة عن هذا الانتشار الفظيع لظاهرة القتل، وتتضاعف المسؤولية عندما يكون الضحايا هم الآباء والأبناء معا. أسئلة مشروعة: -ترى هل غياب السلطة أم أن حضورها هو المسؤول عن مقتل المناضل محسن عسكر وقاز ونجله تشافيز. بحسب علمي أن الفقيد ليس له أي قضايا ثأر مع أحد فمن المستفيد من قتله ومتى يتم الكشف عن الجناة؟ - السكوت الذي قوبل به اغتيال وقاز ونجله من قبل السلطات المركزية والمحلية يضع السلطة نفسها موضع تساؤل أمام ما يمليه عليها واجبها الدستوري تجاه أبناء البلد الذي تديره والذين منهم مسحن عسكر وقاز ونجله. -منذ أول حادثة قتل ونحن نحمل السلطات مسؤولية القتل ونناشدها الكشف عن القتلة، وتقديمهم للقضاء ومنذ ذلك الزمن لم نسمع أن السلطات أمسكت بأي قاتل، . . يبدو أن السلطة استعذبت هذا النوع من الاحتجاج، فلا أصحاب الحق رفعوا سقف مطالبهم ولا السلطة حركت ساكنا؟ * يبدو أن على كل صاحب حق أن يتحول إلى قاطع طريق حتى تحترمه السلطات اليمنية، وتعيد له حقه وترفع عنه الظلم والضيم، لأن تلك هي اللغة الوحيدة التي تتقنها السلطة اليمنية.
د. عيدروس نصر: رئيس الكلتة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني