أدى ظهور لقطات فيديو لعملية تعذيب يقوم بها أحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية، لتاجر حبوب أفغاني إلى تعليق المصادقة على صفقة مفاعل نووي للأغراض السلمية بين دولة الإماراتوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقاً لما كشفه مسؤولون أمريكيون مطلعون على المحادثات بين الجانبين. وقال مسؤولون أمريكيون كبار إن الإدارة الأمريكية علّقت المصادقة على الصفقة النووية لأنها تعتقد أن ثمة حساسية تتعلق بالقضية ويمكنها أن تؤثر على مواصلة الصفقة. وكانت الحكومتان الأمريكيةوالإماراتية قد توصلتا لاتفاقية إنشاء مفاعل نووي للأغراض السلمية في إمارة أبوظبي في يناير/كانون الثاني الماضي، خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق، غير أن الإدارة الأمريكية الحالية تقول إنه يجب إعادة التصديق عليها مجدداً. وسبق أن صادقت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، على الوثائق ذات العلاقة بالصفقة مؤخراً، ورفعتها إلى الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للمصادقة عليها بدوره، إلا أن الأخير لم يوقع عليها حتى اللحظة، وبالتالي سيتأخر رفعها إلى الكونغرس الأمريكي لإقرارها نهائياً. وقال مسؤول أمريكي رفيع المستوى "إن إقرار الاتفاقية تم تعليقه مؤقتاً بسبب شريط الفيديو." ويقول مسؤولون آخرون إنهم يشعرون بالقلق من احتمال استغلال أعضاء في الكونغرس الأمريكي، ممن يعارضون الاتفاقية، شريط الفيديو لتقويضها، وأنهم قد يجادلون بأن على الولاياتالمتحدة ألا تتعاون نووياً مع دولة لا يحترم فيها حكم القانون وتنتهك فيها حقوق الإنسان. وتشكل القضية تعقيداً للسياسة الخارجية الأمريكية، وربما تمثل اختباراً لالتزامات إدارة أوباما حيال حقوق الإنسان مع انقضاء 100 يوم على تولي الرئيس الأمريكي منصبه. ادانة عالمية واماراتية للتعذيب وكانت منظمات إنسانية قد ادنت شريطا يظهر أحد أفراد العائلة الحاكمة في إمارة أبوظبي، بدولة الإمارات العربية، وهو يعتدي بالتعذيب على تاجر حبوب أفغاني بسبب خلاف مالي بينهما. ويظهر في الشريط الذي تداوله عدد من المواقع الإلكترونية، ووسائل إعلام دولية، الشيخ عيسى بن زايد آل نهيان، وهو الأخ غير الشقيق للرئيس الإماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يمارس تعذيبا جسديا ضد تاجر أفغاني في مسعى للحصول على اعتراف منه حول خداعه في إحدى الصفقات. وبمساعدة رجل بزي الشرطة، يظهر الشيخ عيسى في الفيديو، الذي اطلعت CNN عليه، وهو يحشو الرمل في فم الرجل الأفغاني، ويضربه بعصا تحوي مسامير حديدية، ثم يحرق أعضاءه التناسلية بأعقاب السجائر، ويجلده بسوط، ويطلق النار باتجاهه دون أن يصيبه، ثم في النهاية، يصب الملح على جراح الرجل. وفي جزء آخر من الشريط، يسمع أنين الرجل بينما تدوسه عجلات سيارة الشيخ عيسى ذات الدفع الرباعي، مرارا، لإتهام الشيخ له بأنه احتال عليه بمبلغ من المال. والشريط، الذي تبلغ مدته 45 دقيقة، تم تصويره على مدار ثلاث ساعات قبل نحو أربع سنوات، في صحراء على أطراف مدينة أبوظبي، تم تصويره بناء على طلب من الشيخ عيسى. الى ذلك قال بيان صادر عن مكتب حقوق الإنسان التابع لدائرة القضاء في أبوظبي إن "دستور دولة الإمارات العربية المتحدة يضمن "عددا من الحقوق الأساسية، بما في ذلك المادة 25، التي تنص على أن الناس جميعا متساوون أمام القانون، دون تمييز في ما يتعلق بالعرق أو الجنسية أو العقيدة الدينية أو المركز الاجتماعي." ووفقا للمكتب، فقد اطلع على "محتويات شريط فيديو تحتوي على مناظر الإيذاء الجسدي، والذي تم تداوله على نطاق واسع على شبكة الإنترنت، وفي وسائل الإعلام الدولية." لكن البيان قال إنه "استنادا إلى بيان سابق لوزارة الداخلية في الإمارات، فإن مكتب حقوق الإنسان علم أن ما ورد في شريط فيديو هو نزاع تم حله بين الطرفين، ولم توجه اتهامات جنائية من جانب أي منهم." وكانت وزارة الداخلية الإماراتية قالت في بيان سابق إنها "فتحت تحقيقا في الأمر، ولم تجد أي مخالفات ارتكبت من قبل دائرة الشرطة أو أفرادها، كما أن ما حدث وتم تصويره على شريط الفيديو، لا يعد جزءا من سلوك منتظم." ولم تتمكن شبكة CNN من الوصول إلى الرجل الأفغاني الذي ظهر وهو يعذب بالشريط، بينما أكد النابلسي أنه تمت معالجته في إحدى المستشفيات بإمارة أبوظبي.