قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، السبت، إن اندلاع العنف شمال غرب باكستان أدى إلى تشريد أكثر من مليون شخص، في وقت قال الجيش الباكستاني إنه يحقق "نجاحا" في المعارك الدائرة منذ نحو أسبوعين. وقال أنتونيو غوتيرس المفوض الأعلى لشؤون اللاجئين إن نحو 1.2 مليون شخص تم تسجيلهم على أنهم نازحين حتى الآن، بالإضافة إلى نحو 554 ألف شخص هربوا من مناطق الصراع منذ أغسطس/آب الماضي. إلى ذلك، تحدث الجيش الباكستاني، السبت، عن "نجاح كبير" في هجومه على حركة طالبان، قائلا إن 47 مسلحا على الأقل قتلوا في عمليات خلال ال 24 الساعة الأخيرة. وقال بيان للجيش "إن قوى الأمن تقترب من اتجاهات مختلفة، وهي قادرة على إلحاق مزيد من الخسائر البشرية،" بالمسلحين في وادي سوات والمناطق المجاورة. وأوضح الجيش أن قواته أجرت عملية "بحث وتدمير" في منطقة شانغلا، حيث استهدفت مخابئ "للإرهابيين،" مؤكدا القبض على احد المسلحين ومقتل زعيم آخر. وقالت القوات الباكستانية إن 23 أجنبيا قتلوا في هجومها، لكنها لم تحدد جنسيات هؤلاء، لافتة إلى أن 90 في المائة من المسلحين هم من أبناء منطقة سوات. وكانت خبيرة استراتيجية حذّرت من أن مقاتلي حركة طالبان بباكستان يستعدون "لمعركة مدن دموية" ضد الجيش الباكستاني في مدينة "مينغورا" الواقعة غربي البلاد. وقالت الخبيرة ريفا بالا، مديرة قسم التحليل الاستراتيجي في ستراتفور: "إن مسلحي طالبان يحشدون قواهم في مينغورا ويحفرون الخنادق والمتاريس ويزرعون الألغام ويتخذون مواقع فوق أسطح المنازل والمساكن." وأضافت: "ليس واضحاً ما إذا كان الجيش الباكستاني مدرباً على خوض مثل هذه المعارك أو مجهزاً لها"، مشيرة إلى أن على الجيش الأمريكي "أن يفكر مرتين" قبل خوض مثل هذه المعركة في مثل هذا الوضع. وقدرت الخبيرة عدد مقاتلي طالبان في المنطقة بحدود 5000 عنصر، في حين أن عدد قوات الجيش الحكومي في المنطقة يصل إلى 15 ألف عنصر. من جهتها، أصدرت طالبن الأربعاء سلسلة من التحذيرات والتهديدات ضد الطبقة السياسية الحاكمة في إسلام أباد من مغبة الاستمرار في القصف المدفعي والجوي لمعاقل المليشيات المسلحة في وادي سوات. وطالب المتحدث باسم الحركة، مسلم خان، في تصريح هاتفي ل"سي ان ان" كل أعضاء البرلمان الاتحادي والبرلمانات الإقليمية من مقاطعة ملاكند، في شمال غربي البلاد، حيث يوجد وادي سوات، بالاستقالة في غضون ثلاثة أيام، أي أن المهلة تنتهي مساء الجمعة.