قال مسؤول كبير بالكرملين لصحيفة روسية إنه في إطار مراجعة جديدة للسياسة النووية ستحتفظ روسيا بحقها في توجيه ضربة وقائية اذا شعرت بأن أمنها مهدد. ويجري مفاوضون روس وأمريكيون مفاوضات من أجل التوصل الى اتفاق بخصوص معاهدة ثنائية جديدة لخفض مخزونات الأسلحة النووية الاستراتيجية. ويسعى الجانبان للحاق بموعد نهائي في ديسمبر كانون الاول لابرام معاهدة جديدة تحل محل معاهدة خفض الاسلحة الاستراتيجية التي أبرمت خلال حقبة الحرب الباردة. وقال نيكولاي باتروشيف الامين العام لمجلس الامن بالكرملين الذي يتمتع بسلطات كبيرة خلال مقابلة مع صحيفة ازفيستيا سينشر فحواها يوم الاربعاء انه رغم تحقيق موسكو وواشنطن تقدما في محادثات الاسلحة النووية الاستراتيجية فربما يواجه أمن روسيا تهديدا نوويا من صراعات محلية وحروب اقليمية. وذكر أن روسيا تعكف على مراجعة نظريتها العسكرية لتشمل شروطا جديدة لاستخدام قواتها النووية مضيفا أن الرئيس ديمتري ميدفيديف الذي يرأس مجلس الامن ستعرض عليه النطرية الجديدة بحلول نهاية العام الجاري. وقال باتروشيف "أعيدت مراجعة ظروف استخدام الأسلحة النووية لدرء اعتداء بأسلحة تقليدية ليس فقط في حرب واسعة النطاق بل أيضا في حرب إقليمية أو حتى حرب محلية. "علاوة على ذلك يجري النظر في متغيرات مختلفة للسماح باستخدام أسلحة نووية بناء على موقف معين ونوايا عدو محتمل. في ظروف حرجة للأمن القومي ينبغي ألا تستبعد أيضا توجيه ضربة نووية وقائية للمعتدي". وتنص النظرية العسكرية الروسية الحالية على أن "أهم المهام هي التمكن من الردع بما في ذلك استخدام أسلحة نووية ضد أي اعتداء على أي نطاق على روسيا وحلفائها". وحيث أن القوات التقليدية الروسية تفتقر إلى العتاد الحديث وتمر بعملية إصلاح مرهقة تهدف إلى تقليص قوامها وتكوين قوات عسكرية محترفة فان روسيا تعول بقوة على ترسانتها الهائلة من الأسلحة النووية. ويفخر الكرملين بهزيمة جارته الصغيرة جورجيا في حرب استمرت خمسة أيام في أغسطس آب عام 2008. لكن العديد من المراقبين لشؤون روسيا يشكون في أن موسكو ستتمكن بنفس السهولة من دحر دولة أكبر وأقوى.