وقع الرئيسان الأميركي باراك أوباما والروسي ديمتري مدفيديف في العاصمة التشيكية براغ معاهدة تاريخية لخفض الأسلحة الاستراتيجية في ترسانتي بلديهما، بهدف جعل العام أكثر أمانا، وأعلنا العمل سويا لفرض عقوبات أشد على إيران. وخلفا لمعاهدة «ستارت 1» وفي بشارة لعلاقات ثنائية أفضل بين البلدين تنهي سنوات الخلاف، رحب الرئيسان أوباما ومدفيديف بالحدث «التاريخي» الذي قالا إنه يفتح «صفحة جديدة» في العلاقات الروسية الاميركية بعد أن وقعا معاهدة ستارت التي تنص على خفض ترسانتهما النووية، وأنه، بحسب أوباما، يدل على ان بلاده وروسيا «وضعا حداً لتدهور» علاقاتهما.وستخفض المعاهدة الجديدة الترسانات النووية الاستراتيجية التي تنشرها العدوتان السابقتان أثناء الحرب الباردة بنسبة 30 في المئة في غضون سبع سنوات، لكنها تبقي لكل منهما ما يكفي من أسلحة لتدمير الآخر. ومما تنص عليه الاتفاقية السماح للولايات المتحدة باستخدام المجال الجوي الروسي لنقل جنود إلى أفغانستان، وتخفيض أعداد الرؤوس النووية الاستراتيجية لدى البلدين بنسبة 30 في المئة. لكن أحكام الاتفاقية لا تشمل الأسلحة المخزنة، بل المنشورة فقط. كما ستلتزم واشنطن وموسكو بخفض عدد الرؤوس النووية الى 1550 رأسا لكل منهما، اي بانخفاض نسبته 74% مقارنة بالسقف الذي حددته اتفاقية «ستارت» الاولى الموقعة في 1991 . والتي انتهت مدتها في نهاية 2009 ولتصبح المعاهدة الجديدة نافذة، على مجلس الشيوخ الأميركي والدوما المصادقة عليها. لكن بحسب الكرملين لن تكون المعاهدة «قابلة للاستمرار» إلا إذا حدت الولايات المتحدة من دفاعاتها المضادة للصواريخ. توضيحات أوبامية وقال أوباما في مؤتمر صحافي، عقده بحضور وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس: «يسرني الإعلان عن التوصل إلى اتفاق بعد أكثر من عام من المفاوضات.. وكان هدفي منذ الانتخابات خفض الخطر النووي عن الشعب الأميركي.. لقد سبق أن تعاونا مع روسيا في ملفات أفغانستان وإيران، ونتعاون معها اليوم بالملف بالنووي الذي يشكل أكبر مخاوف الحرب الباردة». مشيراً إلى ان توقيع المعاهدة الجديدة يدل على أن بلاده وروسيا «وضعا حدا لتدهور» علاقاتهما. وجدد أوباما التزام الولايات المتحدة بمنع انتشار الأسلحة النووية وخفض الترسانة الأميركية تمهيدا لإخلاء العالم من هذه الأسلحة، معتبرا أن تحقيق هذا الهدف طويل المدى سوف يعزز النظام الدولي لمنع الانتشار ويجعل أميركا والعالم أكثر أمنا. وأكد أهمية العمل المشترك بين الولايات المتحدة وروسيا، مشيرا إلى التزام إدارته بإعادة إطلاق العلاقات مع موسكو منذ توليه السلطة. وقال أوباما إنه «عندما لا تستطيع الدولتان العمل على قضايا هامة يكون ذلك سيئا للدولتين والعالم»، معتبراً أن معاهدة ستارت الجديدة «تفي بأهدافنا وتعهداتنا فيما يتعلق بخفض الترسانة النووية والأسلحة الحاملة لها مجددا التزام الولايات المتحدة الراسخ بأمن حلفائها الأوروبيين». ولفت إلى أهمية المعاهدة الجديدة بالنظر إلى أن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان ما يزيد على 90 في المئة من الترسانة النووية في العالم، مشددا على ضرورة أن تصبح المعاهدة قاعدة لنظام دولي لمنع الانتشار لتهيئة المناخ لمزيد من الخفض في هذا النوع من الأسلحة. عقوبات على إيران وعبر أوباما عن رغبته في مواصلة الحديث عن الأسلحة الاستراتيجية مع روسيا وعقد حوار ثنائي عن نظام الدفاع الصاروخي الأميركي، مؤكدا مجددا خطورة امتلاك الإرهابيين للسلاح النووي، معتبرا أن ذلك سيشكل «تهديدا للعالم». وجدد أوباما الالتزام الأميركي بمعاهدة منع الانتشار كركن أساسي في استراتيجيتها، مشيرا إلى أن «الدول التي سترفض الوفاء بالتزاماتها ستصبح منعزلة عن المجتمع الدولي». وقال إن الولايات المتحدة وروسيا ودولا أخرى تصر على ضرورة أن تواجه إيران عواقب لعدم وفائها بالتزاماتها النووية»، وأكد أن بلاده تسعى لفرض عقوبات أكثر صرامة بحق طهران لحضّها على الوفاء بالتزاماتها. في الطرف الآخر، أعرب مدفيديف عن أسفه لعدم استجابة إيران لمقترحات بناءة متعلقة ببرنامجها النووي. وقال انه إذا فرضت عقوبات فيجب أن تكون عقوبات ذكية. ( وكالات )