رحبت روسيا بالمصادقة الامريكية على معاهدة ستارت الجديدة لخفض السلاح النووي وقالت ان برلمانها سيبدأ عملية مناقشة المعاهدة للمصادقة عليها بدءا من يوم الجمعة. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن رئيس مجلس الدوما بوريس جريزلوف قوله "اذا كانت الشروط (التي وضعها مجلس الشيوخ الامريكي للمصادقة على ستارت الاربعاء) لا تعدل النص الاساسي للمعاهدة، فانه يمكننا المصادقة عليها بداية من الغد(الجمعة)".
وتابع "سنقرر اليوم مسار دراسة هذه المعاهدة".
واوضح رئيس الدوما في تصريح نقلته وكالة انباء ايتارتاس اليات مصادقة الدوما والخيارات المطروحة امام المجلس بشأن المعاهدة قائلا " انه اذا كانت الوثائق الامريكية لا تتفق مع تطلعات الجانب الروسي فهناك سيناريوهات متعددة للمراحل التالية: يمكننا اولا ان نتبنى مشروع قانون للتصديق في قراءة اولى ثم تبني التعديلات على النص تاليا".
وبدوره رحب الرئيس الروسي ديميتري مدفيديف بتصديق الولاياتالمتحدة على معاهدة ستارت، بحسب ما نقلت عنه المتحدثة باسم الكرملين ناتاليا تيماكوفا.
واضافت المتحدثة ان مدفيديف "اعرب عن الامل في ان يكون الدوما ومجلس الاتحاد (مجلسا البرلمان) مستعدين لدراسة هذه القضية وحتى التصديق على الوثيقة". "فترة تقدم"
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما رحب بتوقيع معاهدة ستارت الجديدة ومصادقة مجلس الشيوخ الامريكي عليها، ووصفها بأنها أهم معاهدة من نوعها توقع منذ نحو عقدين من الزمن.
وقال اوباما خلال مؤتمر صحافي بعد مصادقة المجلس على الاتفاقية إن حصيلة مسيرة الكونجرس الامريكي خلال الاسابيع الماضية شكلت "فترة تقدم" وكذبت توقعات المراقبين بعد هزيمة حزبه الديموقراطي في الانتخابات التشريعية مطلع تشرين الثاني/ نوفمبر.
واضاف :ان "كثيرا من الناس في هذه المدينة (واشنطن) تكهنوا بعد الانتخابات النصفية بان واشنطن ستتجه نحو المزيد من الانقسام بين الحزبين والى مزيد من العرقلة. ومع ذلك، كانت هذه فترة تقدم للامريكيين".
وصادق مجلس الشيوخ الامريكي على المعاهدة الجديدة -التي تأخرت إجازتها عدة أشهر- بغالبية 71 صوتا مقابل 26، ليصبح الطريق ممهدا لتخفيض الترسانة النووية التي تمتلكها واشنطنوموسكو.
الكونجرس الامريكي
وتنص الاتفاقية على تخفيض الرؤوس النووية لكلا البلدين بنسبة 30 في المئة. كما تنص المعاهدة على الاستغناء عن الغواصات النووية.
وعلى الرغم من المعارضة الجمهورية المتواصلة للاتفاقية الجديدة، إلا أن 13 سيناتور جمهوريا ضموا أصواتهم للمعسكر الديمقراطي في التصويت لصالحها.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي وافق الثلاثاء على إنهاء النقاش بشأن معاهدة ستارت.
ويعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما تصديق إدارته على هذه المعاهدة من أهم أولوياته.
وكان أوباما حذر السبت الماضي من عدم التصديق على المعاهدة، مشيرا إلى الأثر السلبي الذي يمكن أن يحدثه على الصعيد الخارجي.
وأضاف أوباما في خطابه الاسبوعي أن تأخر اقرار المعاهدة سيهدد التحسن الذي شهدته العلاقات بين واشنطنوموسكو.
ردود الفعل
وفي إطار ردود الفعل المسجلة، رحب الأمين العام للامم المتحدة، بان كي مون بإقرار مجلس الشيوخ الأمريكي معاهدة ستارت الجديدة لخفض الاسلحة النووية.
ونقل الناطق باسم بان كي مون قوله إن إقرار المعاهدة "يوجه رسالة قوية وواضحة تدعم نزع السلاح النووي ومنع الانتشار النووي".
وأضاف أن "الأمين العام يعتبر أن إقرار الولاياتالمتحدة للمعاهدة سيسهم في الإبقاء على ديناميكة تم اعتمادها بصعوبة خلال السنوات الماضية لصالح نزع السلاح ومنع الانتشار النووي".
وقال المتحدث إن بان كي مون "يأمل في أن تعمل روسياوالولاياتالمتحدة على تعزيز هذه الديناميكية وتواصلا العمل على اتخاذ تدابير بهدف خفض ترسانتهما النوويتين بصورة أكبر".
كما رحب امين عام الحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن بمصادقة الكونجرس الامريكي على الاتفاقية واصفا اياها بأنها تعزز تعاون الحلفاء الغربيين مع موسكو.
وقال راسموسن في بيان "ارحب بحرارة بالمصادقة" على الاتفاقية الجديدة "التي تشكل مساهمة مهمة في الامن الاوروبي الاطلسي".
وتابع "ان التخفيض المتبادل لترسانتي الاسلحة النووية الاستراتيجية الروسية والامريكية سيفسح المجال امام مبادرات لمراقبة الاسلحة الكلاسيكية والذرية ستشكل دعما اضافيا للامن في منطقة اوروبا والاطلسي وابعد منها".