أدى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي اليمين الدستورية لتولي فترة رئاسة ثانية مدتها خمس سنوات، مؤكدا أن القوات الأفغانية سوف تتولى الأمن في البلاد خلال خمسة أعوام، كما تعهد بمحاربة الفساد وتطبيق حكم القانون. وقال كرزاي في خطاب وجهه للأفغان عقب تنصيبه "تريد أفغانستان قيادة العمليات في المناطق المضطربة في السنوات الخمس الثلاث المقبلة". ودعا كرزاي إلى اجتماع مجلس القبائل "لويا جيرغا من أجل اتخاذ الإجراءات الضرورية من أجل السلام والمصالحة في أفغانستان". كما قال إنه يعتزم دعوة كل مرشحي الرئاسة بما فيهم عبد الله عبد الله لتوحيد الجهود من أجل تحقيق الوحدة الوطنية. وتعهد بمحاربة الفساد وتطبيق القانون، وقال إنه سينظم مؤتمرا قريبا لمناقشة سبل مكافحة هذه الظاهرة. وجرت مراسم تنصيب كرزاي التي شملت أيضا أداء القسم لنائبيه محمد قاسم فهيم ومحمد كريم خليلي في ظل إجراءات أمنية مشددة. وحضر التنصيب الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ووزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. وكان كرزاي حقق فوزا مثيرا للجدل بالانتخابات الرئاسية حيث تقدم على منافسه وزير الخارجية السابق عبد الله عبد الله بالجولة الأولى التي جرت في أغسطس/آب الماضي، ثم أكدت لجنة دولية حدوث تزوير واسع مما أوجب عليه دخول جولة ثانية ضد عبد الله لكنه لم يخضها بسبب انسحاب الثاني من جولة الإعادة. وقد تعهدت كلينتون بدعم الحكومة الأفغانية الجديدة لكنها قالت إنها "تتوقع نتائج جادة في مجال مكافحة الفساد وتشكيل حكومة شفافة يمكن محاسبتها". بدوره دعا أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) كرزاي لإجراء إصلاحات ومحاربة الفساد. وقال إن على الحلف ألا يتخلى عن أفغانستان لأن هذا سيزيد من الخطر الذي يمثله تنظيم القاعدة ويؤدي إلى زعزعة الأمن في آسيا الوسطى. ويجئ تنصيب كرزاي لولاية جديدة بينما تبدو إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بالمرحلة الأخيرة من مشاوراتها لاتخاذ قرار بخصوص ما إذا كانت سترسل عشرات الآلاف من القوات الإضافية لمواجهة المقاومة المتزايدة من جانب حركة طالبان. وفي وقت كانت تجري فيه مراسم تنصيب كرزاي قتل جنديان أميركيان في انفجار سيارة مفخخة في ولاية زابل جنوبأفغانستان. وقالت الشرطة الأفغانية إن الهجوم وقع عندما فجر انتحاري سيارته المحملة بالمتفجرات في بوابة قاعدة أميركية صغيرة في قلعة عاصمة زابل.