قال أستاذ أصول التربية بجامعة صنعاء الدكتور احمد محمد الدغشي ان البطالة ونهب المال العام والخاص من ذوي النفوذ السياسي والاجتماعي وغياب العدالة الاجتماعية وتفشي التسول والفساد العام وراء ظواهر الإرهاب والتطرف. وكان الدغشي يحاضر عن العنف ودوافعه في ندوة نظمها مركز منارات بصنعاء لمناقشة ظاهرة الإرهاب والتطرف. وواضح الدغشي ان دوافع هذه الظواهر تتوزع على مجالات عديدة، تشمل التربوي والنفسي والفكري والأخلاقي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي والأمني والخارجي وكل منها يستدعي محاولة للقضاء عليها او التخفيف من تبعاتها . وأكد إن محاولة حل المشكلتين الاقتصادية والاجتماعية يتطلّب السعي الجاد للحكومة نحو تحكيم مبدأ سيادة القانون في معايير توزيع المشاريع، وتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص، وتحقيق مشروع البنية التحتية لأبناء المجتمع جميعاً "حصول كل مواطن على حقوقه الطبيعية والمدنية في الثروة والتعليم والعمل، والصحة، والسكن، والزواج". وكذا التخفيف من الأعباء الحكومية المثقلة لكاهل المواطن ومقاومة ظواهر التمييز الاجتماعي والطبقي والعنصرية والتعصب بشتى صوره والكراهيةوالثأر بتعاون الجهات ذات العلاقة من تربية وإعلام وأمْن وقضاء وأوقاف . ونوه إلى ان سعي الوجهاء والمصلحين لاحتواء الخلافات العائلية والاجتماعية الخاصة من شأنه أن يقلل كذلك من فرص تقبل أفكار العنف التي لا تجد لها استجابة إلا في الأوضاع الشاذة وغير الطبيعية. وأشار الى ان الانتخابات النزيهة والتداول السلمي للسلطة بعيدا عن الأنانية والتسلط السياسي من شانه ان يساعد إلى حد كبير في القضاء على الإرهاب وإيجاد السلم الاجتماعي كما شدد على ضرورة تأهيل الشباب الذين وقعوا في أخطاء نضرا لضروهم المعيشية الصعبة والعمل على إعادة تأهيلهم بتوظيفهم وإدماجهم في المجتمع واعادتهم إلى حياتهم الطبيعية . وطالب الدغشي الجهات القائمة على العملية التعليمية والتربوية بتعديل المنهج الدراسي بما يتواءم ومتطلبات العصر الحديث ومسايرة الثقافات والديانات الأخرى دون الإخلال بمضمونه الديني او الأيدلوجي . وجدد رفضه استخدام القوة من قبل الحكومات لحل مثل هذه الظواهر .