يبحث قادة حزبي المحافظين و الديمقراطيين الليبراليين في بريطانيا إمكانية تشكيل حكومة ائتلافية بعد النتائج غير الحاسمة للانتخابات العامة التي افرزت فوزالمحافظين بأكثرية المقاعد (306) ولكن في (برلمان معلق) وفقا لمصطح سياسي بريطاني يصف عدم حصول عدم حصول حزب واحد على الاغلبية الكافية لتشكيل الحكومة منفردا وقد تحدث زعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، مع زعيم حزب الديمقراطيين الليبراليين نيك كليج.الذي اصبح حزبه لأول مرة منذ عقود هو الحزب المرجح بين العمال والمحافظين بعد حصوله على 57مقعد. وكان كاميرون قد صرح بأنه يسعى لتشكيل ائتلاف مع حزب الديمقراطيين الليبراليين يعتمد على عرض وصفه كاميرون ب"الكبير والصريح والشامل". وقال كاميرون الذي حل حزبه في المرتبة الأولى: "أريد أن اقدم للديموقراطيين الليبراليين عرضا كبيرا وصريحا وشاملا. أريد ان نعمل معا لمعالجة مشاكل البلاد الكبيرة والملحة واعتماد نظام انتخابي اكثر عدلا ". واضاف إنه "يبحث اعطاء تطمينات للاحزاب الأخرى للاتفاق على تشكيل حكومة أقلية يشكلها حزب المحافظين". وفي أول استجابة لهذه التصريحات، وصف مسؤول في حزب الديمقراطيين الليبراليين عرض حزب المحافظين ب"المثير" وقال إن حزبه سيبحث هذا العرض. أما جوردون براون، رئيس الحكومة الحالية الذي ينتظر نتيجة المحادثات بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين فقال في كلمة ألقاها أمام مقر رئاسة الوزراء "إذا لم تخرج المفاوضات بين كليج وكاميرون بأي نتيجة، فأنا مستعد لمناقشة الأمر مع كليج للوصول لاتفاق". وأكد براون أن أي ائتلاف حكومي يجب أن يعطي أولوية للمضي قدما في تنفيذ خطة الاستقرار الاقتصادي ووضع خطة لإصلاح النظام الانتخابي. نتائج الانتخابات وتؤكد آخر النتائج حصول المحافظين على نحو ستة وثلاثين بالمائة من أصوات الناخبين، فيما مني حزب العمال بخسارة كبيرة، ولم يحقق حزب الديمقراطيين الليبراليين النتائج التي كانت تشير إليها استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات وبعد المناظرات التليفزيونية التي شهدت صعود نجم زعيم الحزب نيك كليج. وتعتبر انتخابات 2010 الأكثر تنافسا منذ عام 1992 وتشير أحدث نتائج للانتخابات إلى حصول حزب المحافظين على 306 مقاعد في البرلمان أي 95 مقعدا إضافيا عما حققه في انتخابات عام 2005، ولكن بما يقل ب19 مقعدا عن الأغلبية المطلوبة لكي يشكل الحكومة بمفرده، من بين مقاعد البرلمان البالغ عددها 749 مقعدا . أما حزب العمال الحاكم فقد حصل على 258 مقعدا خاسرا 91 مقعدا، أما الديمقراطيون الليبراليون فقد حصلوا على 57 مقعدا مقابل 62 كانوا قد حصلوا عليها عام 2005. وحصلت الأحزاب الأخرى الباقية على 28 مقعدا. بينها مقعد واحد لحزب الخضر وهي المرة الاولى التي يحصل فيها على مقعد في البرلمان البريطاني منذ تأسيسه بالمقابل لم يحصل الحزب القومي البريطاني على اي مقعد رغم ترشحه في 300دائرة ، وهو حزب يتهم بالعنصرية والسعي إلى طرد المهاجرين العرب والمسلمين وتعقيد شروط الهجرة وقوانينها وقد تبقى حتى الان مقعد واحد لم يعلن بعد الحزب الذي فاز به. وكان ملايين الناخبين البريطانيين قد أدلوا بأصواتهم الخميس فيما يعتقد أنها أكثر الانتخابات تنافسا منذ عام 1992. وصوت المقترعون لاختيار نواب البرلمان إضافة إلى ممثلي المجالس البلدية في 164 سلطة محلية في انجلترا. وجرت الانتخابات العامة في 649 دائرة انتخابية تنافس فيها أكثر من 4100 مرشح ويقول محللون أن أهم نتائج الانتخابات البريطانية الأخيرة تاتي من إمكانية تغيير النظام الانتخابي باتجاه اعتماد نظام النسبية بدلا من نظام الدائرة الفردية الذي تعتمده بريطانيا على خلاف معظم دول الاتحاد الأوربي وفي هذا السياق يلتقي حزب الأحرار الديمقراطيين مع عدد من نواب المحافظين والعمال حول أهمية النظام النسبي لتحقيق مشاركة ديمقراطية أوسع للمجتمع وبما يسهم في تمثيل كل الفئات والاحزاب بصورة عادلة