تشير النتائج الجزئية للانتخابات البريطانية بعد فرز معظم الأصوات إلى حصول حزب المحافظين المعارض على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، لكنه لم يحقق بعد الأغلبية المطلقة. إذ تشير آخر النتائج إلى حصول الحزب على نحو ستة وثلاثين بالمائة من أصوات الناخبين، فيما مني حزب العمال بخسارة كبيرة، ولم يحقق حزب الأحرار الديمقراطيين النتائج التي كانت تشير إليها استطلاعات الرأي قبل إجراء الانتخابات وبعد المناظرات التليفزيونية التي شهدت صعود نجم زعيم الحزب نيك كليج. لكن يبدو أن الدلائل مستقرة على نتيجة نهائية غير حاسمة. وهذا ما أكدته تصريحات رؤساء الاحزاب الرئيسية الثلاثة إثر اعلان فوزهم في دوائرهم. فقد قال زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون إنه "من الواضح أن حكومة العمال خسرت التفويض لتحكم"، لكنه لم يعلن فوز حزبه بالانتخابات. أما نيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار فقد صرح يوم الجمعة بأن الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان وأكثرية الأصوات يجب "أن تكون له اليد الطولى في التطلع إلى أن يحكم". وأشار خلال تصريحاته إلى انه يتعين على حزب المحافظين المعارض أن "يثبت أن باستطاعته أن يسعى للحكم للصالح العام". وأصبح الخيار الحالي يتمثل في تشكيل حكومة ائتلافية أو حكومة أقلية يشكلها حزب المحافظين بمفرده. وليس من المتوقع أن يتم على الفور، الإعلان عن تشكيل ائتلاف حاكم بل إن الأمر قد يستغرق بضعة أيام. كما أنه ليس من المتوقع أن يتقدم رئيس الحكومة الحالية جوردون براون باستقالته إلى الملكة إليزابيث الثانية. وكان براون قد أعلن في كلمته عقب إعلان فوزه في دائرته باسكتلندا إنه ملتزم بان تكون هناك حكومة قوية أيا كانت نتائج الانتخابات النهائية. وعدد براون إنجازات حكومته فيما فسره البعض على أنه اعتراف منه بنهاية فترة حكم حزبه. وجاء في تصريح من مقر رئيس الحكومة بلندن أن براون قد يحاول تشكيل ائتلاف يحكم البلاد في حال فشل أي من الاحزاب الرئيسية الثلاثة بالفوز باغلبية مطلقة. وشهدت الانتخابات أيضا فوز حزب الخضر بأول مقعد له في مجلس العموم عن مدينة برايتون الساحلية فيما خسر زعيم الحزب القومي البريطاني اليميني نيك جريفين لصالح مرشحة حزب العمال في دائرته الانتخابية. وتشير آخر استطلاعات الرأي للناخبين في نهاية التصويت إلى أن حزب المحافظين المعارض سيحصل على 306 مقاعد في البرلمان أي 95 مقعدا إضافيا عما حققه في انتخابات عام 2005. أما حزب العمال الحاكم فسيحصل وفقا لهذا الاستطلاع على 262 مقعدا خاسرا 87 مقعدا، أما الديمقراطيون الاحرار فقد يحصلون على 55 مقعدا مقابل 63 كانوا قد حصلوا عليها عام 2005. وتشير هذه الاستطلاعات الى تحقق التوقعات بأن أيا من الحزبين الرئيسيين لن يتمكن من تشكيل حكومة دون الاستعانة بحزب الديمقراطيين الاحرار الذي يتزعمه نك كليج. يشار إلى أن هذه الاستطلاعات شملت 18 ألف ناخب وأنها تتضمن نسبة خطأ محدودة. كما يذكر ان آلاف الناخبين البريطانيين أدلوا بأصواتهم بواسطة البريد وأن هذه الأصوات غير محتسبة في استطلاعات الرأي التي صدرت مساء الخميس. وكان اكثر من 12 ألف ناخب قد أدلوا بأصواتهم بواسطة البريد في انتخابات عام 2005. وكان ملايين الناخبين البريطانيين اقد ادلوا بأصواتهم الخميس فيما يعتقد أنها أكثر الانتخابات تنافسا منذ عام 1992. وصوت المقترعون لاختيار نواب البرلمان إضافة إلى ممثلي المجالس البلدية في 164 سلطة محلية في انجلترا. وجرت الانتخابات العامة في 649 دائرة انتخابية تنافس فيها أكثر من 4100 مرشح.