بعد وصولها إلى برلمان معلق تراجع في بورصة لندن..انخفاض الجنيه الإسترليني أمام الدولار واليورو..يأتي ذلك ترافقاً مع ظهور النتائج الأولية للانتخابات العامة، والتي أشارت بوادرها المعلنة الجمعة الماضية إلى عدم حصول أي حزب على الأغلبية المطلوبة لتشكيل الحكومة منفرداً. لم يخسر براون مقعده في مجلس العموم البريطاني لكن حزب براون لم يعد الحزب القادر على الحسم هناك.. يبدو أن البريطانيين لم يعودوا قابلين لمسألة حزب الأغلبية، وتشكيل حكومة من لون واحد بعد ورطات بلير وحكومته في حرب العراق وإخفاقات براون من بعده في نواح أخرى داخلية وإن كان لعب دورا في إنقاذ الجانب الاقتصادي.. فهاهو السيد غوردون براون رئيس الوزراء البريطاني، يعلن استعداده للحوار مع أي من قادة الأحزاب الأخرى، بعدما خسر حزب “العمال” الحاكم، الأغلبية البرلمانية، في الانتخابات التي جرت الخميس الماضي.. تعليق البرلمان البريطاني الجديد مُعلق نظراً لعدم تمكن أي حزب من الحصول، عملياً وحسابياً، على أغلبية مقاعد البرلمان. حزب المحافظين لم يحقق الأغلبية بالمقابل لكن أمامه فرصة للتحالف مع حزب متمم ك حزب الأحرار الديمقراطيين مثلاً..لتشكيل حكومة في حال فشل حزب العمال في الحصول على تحالفات كافية. تقدم المحافظين بعد الانتظار الطويل يجعل من حزب العمال البريطاني مجرد حزب كبير لكنه غير رائد وهو أمر له بالتأكيد ما بعده.. تقليعات التقليعات السياسية تغيرت في بريطانيا بعد النتائج الأولية فهاهو حزب المحافظين، الذي يتقدم حزبه بنتائج الانتخابات، ولكنه لم يحصل على الأغلبية التي تمكنه من رئاسة الحكومة “في الوقت الحالي، يرى من خلال تصريحات رئيسه كاميرون بأن أفضل شيء للبريطانيين اليوم حكومة جديدة تعمل معاً من أجل المصالح الوطنية. حكاية البرلمان المعلق تعد أمراً استثنائياً في بريطانياً، وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها مثل هذا الأمر في انتخابات عام 1974. الطريق نحو ائتلاف أن يُمنح الحزب الذي يحصل على الأغلبية في بريطانيا، الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة، وأن يصبح زعيمه رئيساً للوزراء هو أمر تقليدي هناك ما يعني وجود فرصة أمام براون أما في مثل هذا الحال وفي حين لم يحصل أي حزب على الأغلبية، فإنه يحق لرئيس الوزراء القائم، وفي هذه الحالة رئيس الوزراء العمالي الحالي، غوردون براون، البقاء في منصبه وتشكيل الحكومة ومحاولة الحصول على الثقة في البرلمان. جديد أصوات أخرى بدأت تطرح خطاباً جديداً في بريطانيا كما نجد في صوت ديفيد ميليباند، العضو في حزب العمال، والذي اعتبر أنه في حال لم يفز أي حزب بالأغلبية المطلقة، فإن أي حزب لا يمتلك الحق الأخلاقي باحتكار السلطة. جورج أوشبورن العضو في حزب المحافظين اعتبر من ناحيته نتائج الانتخابات بأنها تعكس رفضاً قاطعاً لحزب العمال، وحث قادة الحزب الحاكم على الاعتراف بالواقع. براون ألمح في بيان مقتضب إلى أنه سيظل في الحكم، وسيعمل على تشكيل حكومة ائتلافية مع بقية الأحزاب، بعد قليل من رفضه التلميح بأنه سيتنحى عن منصبه، رغم أن نتائج استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت أنه حل ثانياً في الانتخابات العامة البريطانية. خسارة بالجملة مئة مقعد إضافي لحزب المحافظين هذا يبين حجم تراجع شعبية حزب العمال الحاكم. الذي يتأرجح دون سقف ال300مقعد في حين تجاوز المحافظون هذا المعدل الى 305مقاعد. الخضر الجديد في هذه الانتخابات فوز حزب الخضر البريطاني بأول مقعد له البرلمان البريطاني بعد فوز مرشحته عن مدينة برايتون، كارولين لوكاس، منتزعة مقعد حزب العمال عن المدينة. تقليد سيبقى الديمقراطون انطلاقاً من فرصة التقليد البريطاني لكن الأغلبية جاءت للمحافظين ما يعني أن هناك متربصاً قوياً حيث كشف ديفيد كاميرون زعيم حزب المحافظين أنه يسعى لتشكيل تحالف مع حزب الديمقراطيين الأحرار يعتمد على عرض وصفه كاميرون “بالكبير والصريح والشامل”. محافظون كاميرون الذي حل حزبه في المرتبة الأولى بعد الانتخابات التي نتج عنها برلمان معلق لا يملك فيه أي حزب أغلبية مطلقة، قال أيضا ًأريد أن أقدم للديمقراطيين الأحرار عرضاً كبيراً وصريحاً وشاملاً أريد أن نعمل معاً لمعالجة مشاكل البلاد الكبيرة والملحة. وقال كاميرون في كلمة في مقر حزبه إنه “يبحث إعطاء تطمينات للأحزاب الأخرى للاتفاق على تشكيل حكومة أقلية يشكلها حزب المحافظين. برامج عدم إعطاء صلاحيات أوسع للاتحاد الأوروبي والتعامل بحزم مع موضوع الهجرة والمحافظة على القوة العسكرية البريطانية التي يدور خلاف بشأنها يتعلق بتطوير برنامج الصواريخ النووية هي ابرز البنود في أجندة المحافظين إلى جانب الإصلاح الاقتصادي والانتخابي. أما حزب العمال فيرى في تنفيذ خطة الاستقرار الاقتصادي ووضع خطة لإصلاح النظام الانتخابي أولوية لحكومة أي ائتلاف جديدة. مسئول في حزب الديمقراطيين الأحرار رد على عرض كاميرون بأنه عرض فطين “مثير” وأن حزبه سيبحثه. بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار بعض الخلاف السياسي وهو أمر اقر به زعيم حزب المحافظين لكن للسياسة أحكامها حين يتعلق الأمر بإزاحة الخصم.. تقارب حذر هذا التقارب بين المحافظين والديمقراطيين الأحرار يرصده براون بدقة فهو ينتظر أن يختلفوا بالطبع .. يقول براون إنه مستعد للدخول في مفاوضات مع نيك كليج زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار لتشكيل حكومة في حال لم تنجح المفاوضات التي يجريها كليج حالياً مع زعيم حزب المحافظين. يرى زعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون إنه “من الواضح أن حكومة العمال خسرت التفويض لتحكم. أما نيك كليج زعيم الديمقراطيين الأحرار والذي يسوق فكرة أن الحزب الذي يحصل على أكبر عدد من المقاعد في البرلمان وأكثرية الأصوات يجب “أن تكون له اليد الطولى في التطلع إلى أن يحكم فقد وضع المحافظين أيضاً أمام اختبار حين طلب منهم وأشار خلال تصريحاته إلى انه يتعين على حزب المحافظين المعارض أن “يثبتوا أن باستطاعتهم أن يسعوا للحكم للصالح العام. الأمر الذي رد عليه كاميرون بالقول إن حكومة محافظة ستمنح “الأمل والتغيير” خيارات الخيار الحالي يتمثل في اجراء من اثنين ..تشكيل حكومة ائتلافية بين حزبين كبيرين أو حكومة أقلية يشكلها حزب المحافظين بمفرده. خلفية تعتبر انتخابات 2010 الأكثر تنافساً منذ عام 1992 أكثر من 12 ألف ناخب قد أدلوا بأصواتهم بواسطة البريد في انتخابات عام 2005. المقترعون صوتوا لاختيار نواب البرلمان إضافة إلى ممثلي المجالس البلدية في 164 سلطة محلية في انجلترا. الانتخابات العامة جرت في 649 دائرة انتخابية تنافس فيها أكثر من 4100 مرشح.