صنعاء (رويترز) - انتشرت الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس علي عبد الله صالح في شتى أنحاء اليمن يوم الاربعاء مع تظاهر المئات في شوارع صنعاءوعدنوتعز. وفي العاصمة صنعاء نظم 800 شخص على الاقل مسيرة في الشوارع قرب جامعة صنعاء رغم جهود الشرطة لتفريق المظاهرة. وقال رافع عبد الله وهو طالب بجامعة صنعاء "لسنا أضعف من التونسيين والمصريين وأوضاعنا أسوأ منهم" في اشارة الى انتفاضتي تونس ومصر. ويحكم الرئيس صالح اليمن منذ أكثر من 30 عاما. ودفع خطر الاضطرابات في اليمن -الذي يسعى جاهدا للقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وعلى حركة تمرد في الشمال وحركة انفصال في الجنوب- صالح الى الوعد بعدم الترشح مرة أخرى بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013 وعرض الحوار مع المعارضة التي قبلت ذلك. لكن الاحتجاجات المناهضة للحكومة استمرت في الايام الستة الاخيرة وكثيرا ما كانت تتحول الى اشتباكات عنيفة مع المؤيدين للحكومة. وعجزت الشرطة في صنعاء في وقت سابق يوم الاربعاء عن منع المئات من مؤيدي الحكومة المسلحين بالهراوات والخناجر عن ضرب المحتجين والصحفيين وملاحقتهم عند الجامعة التي أصبحت نقطة انطلاق للاحتجاجات. ورأى مراسل لرويترز أربعة مصابين خلال هذه المواجهة. وقال مراسل لرويترز انه بعد أن حبست الشرطة الطلبة المحتجين داخل الحرم الجامعي أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفريق مجموعات الموالين للحكومة الذين أخذتهم سيارات فارهة وانطلقت بهم. وغادر الطلبة الحرم الجامعي لاحقا للانضمام للاحتجاجات المناهضة للحكومة في الشوارع. وتجمع 500 شخص على الاقل في مدينة تعز الى الجنوب من صنعاء كما تجمع زهاء 500 محتج في عدن. وهتف المحتجون هناك منددين بتهميش أبناء عدن وبالفساد والظلم. وكان أغلب المتظاهرين من الشبان العاطلين في اليمن الذي تبلغ فيه نسبة البطالة 35 في المئة على الاقل. ويوشك اليمن الذي يبلغ عدد سكانه 23 مليون نسمة على الانهيار والسقوط في براثن الفوضى. ويقل دخل نحو 40 في المئة من السكان عن دولارين في اليوم كما يعاني ثلثهم من الجوع المزمن. وتندر فرص العمل والفساد مستشر وينمو السكان بمعدل سريع في الوقت الذي تنفد فيه موارد المياه والنفط. وكانت الاحتجاجات على مدى الاسبوع الاخير أصغر مما شهدته البلاد في الاسابيع السابقة عندما انطلق عشرات الالاف الى الشوارع لكن المتظاهرين أصبحوا أكثر اصرارا على المطالبة باستقالة صالح. ويقول محللون ان الاحتجاجات قد تصل الى نقطة تحول لانها أصبحت أكثر تلقائية ويقودها الشبان لا المعارضة التي تعمل في الاطار السياسي القائم وتدعو للاصلاح لا الى استقالة صالح. ووافق ائتلاف المعارضة على التفاوض مع صالح لكن الكثير من المحتجين الشبان أصيبوا بالاحباط. وقال مراد محمد وهو طالب يمني شارك في الاحتجاجات التي تم فضها "سنواصل الاحتجاج حتى يرحل هذا النظام... لا مستقبل لنا في ظل هذه الظروف." ويقول محللون ان أي انتفاضة في اليمن قد تحدث ببطء ومع اراقة مزيد من الدماء في بلد يمتلك فيه شخص من كل اثنين سلاحا ناريا. وقال تيودور كاراسيك وهو محلل أمني في معهد التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج (انيجما) في دبي "انه تصعيد لكن هذا البلد مسلح حتى النخاع. عندما يشعر الناس بما يكفي من الضجر يمكن أن يصعدوا الامر للعصي وقد تكون الخطوة التالية القنابل الحارقة فالاسلحة... نحن نقترب من نقطة تحول." وفي أماكن أخرى بصنعاء تجمع عشرات الصحفيين أمام نقابة الصحفيين للاحتجاج قائلين انهم يتعرضون لهجمات مستهدفة لتغطيتهم للمظاهرات. وفي عدن احتج الاف العمال في شركات مختلفة على ما قالوا انه ظروف عمل متدنية وأجور منخفضة. وقال مراسل لرويترز ان احتجاجات متناثرة بقيادة العاطلين تندلع في عدن. وطالب المتظاهرون في هتاف باستمرار الاحتجاجات حتى يسقط النظام. وألغى صالح يوم الاحد رحلة كان يعتزم القيام بها الى واشنطن في وقت لاحق هذا الشهر فيما قالت وكالة الانباء الحكومية انه بسبب الظروف في المنطقة. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) الثلاثاء ان صالح سيفتح مكتبه لليمنيين الذين يريدون التقدم للتعبير عن شكاواهم. لكن في دلالة أخرى على احتمال اتساع حركة الاحتجاج أصدر عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين في الشمال بيانا يشجع فيه المحتجين اليمنيين. وقال الحوثي في بيانه "على الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك الجاد.. التحرك الواعي.. التحرك المسؤول لتغيير الواقع وازاحة هذه السلطة المجرمة". من محمد الغباري وخالد عبد الله (شارك في التغطية محمد مخشف)