اشتبك مؤيدون للحكومة اليمنية مسلحين بالهراوات والخناجر مع محتجين مناهضين لها في العاصمة اليمنية يوم الاربعاء وخرج الاشتباك عن نطاق سيطرة الشرطة. ولم تتمكن الشرطة اليمنية من الفصل بين الجانبين بعد تجمع المحتجين للمشاركة في مظاهرة بجامعة صنعاء للمطالبة باستقالة الرئيس علي عبد الله صالح وهو حليف للولايات المتحدة في محاربة تنظيم القاعدة والذي يحكم البلاد منذ أكثر من 30 عاما وهاجم مئات من أنصار صالح المحتجين الذين سارعوا بالفرار. وقال مراسل لرويترز ان طالبا أصيب. وظهر عدة مئات أخرى من الطلبة المتظاهرين من داخل الجامعة لمحاولة استئناف التجمع الحاشد. وعندما حبستهم الشرطة داخل الحرم الجامعي بدأوا يلقون حجارة على أنصار الحكومة من بوابات الجامعة. وقال مراد محمد وهو طالب يمني شارك في الاحتجاجات التي تم فضها "سنواصل الاحتجاج حتى يرحل هذا النظام... لا مستقبل لنا في ظل هذه الظروف." ومن بين 23 مليون من سكان اليمن الذي يوشك على الانهيار يقل دخل نحو 40 في المئة عن دولارين في اليوم كما أن ثلثهم يعاني من جوع مزمن. وكانت الاحتجاجات التي نظمت في الاونة الاخيرة أصغر مما شهدته البلاد خلال الاسابيع السابقة عندما انطلق عشرات الالاف الى الشوارع. لكنها أصبحت تندلع بقدر أكبر من التلقائية والعنف وأصبحت أكثر اصرارا على المطالبة باستقالة صالح. ودفع خطر الاضطرابات في اليمن -الذي يسعى جاهدا للقضاء على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وعلى حركة تمرد في الشمال وحركة انفصال في الجنوب- صالح الى الوعد بعدم الترشح مرة أخرى بعد انتهاء فترته عام 2013 وعرض الحوار مع المعارضة. ووافق ائتلاف المعارضة على التفاوض مع صالح لكن الكثير من المحتجين الشبان أصيبوا بالاحباط. وقال مشعل سلطان وهو طالب بجامعة صنعاء "نريد التغيير ونريد أن نجعل التغيير بالطريقة التي قام بها المصريون والتونسيون" في اشارة الى الثورة التي قامت فيهما وأطاحت برئيسي البلدين. ويقول محللون ان المحتجين يصلون الى نقطة تحول لان الاحتجاجات أصبحت أكثر تلقائية ويقودها الشبان لا المعارضة. وتعمل المعارضة في الاطار السياسي القائم باليمن ودعت للاصلاح وليس لاستقالة الحكومة. ويقول كثيرون ان الانتفاضة في اليمن ستحدث ببطء ومع اراقة مزيد من الدماء في بلد يمتلك فيه شخص من كل اثنين سلاحا ناريا. وقال تيودور كاراسيك وهو محلل أمني في معهد التحليل العسكري للشرق الادنى والخليج (انيجما) "انه تصعيد لكن هذا البلد مسلح حتى النخاع. عندما يشعر الناس بما يكفي من الضجر يمكن أن يصعدوا الامر للعصي.. ربما تكون الخطوة القادمة القنابل الحارقة.. ثم الاسلحة." وألغى صالح يوم الاحد رحلة مزمعة الى واشنطن الى وقت لاحق من الشهر الجاري وهو ما قالت عنه وكالة الانباء الحكومية انه بسبب الظروف في المنطقة في خطوة تظهر فيما يبدو قلقه المتزايد من الاضطرابات في اليمن. وقالت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) يوم الثلاثاء ان صالح سيفتح مكتبه لليمنيين الذين يريدون التقدم للتعبير عن شكاواهم. لكن في دلالة أخرى على تزايد الاستياء أصدر عبد الملك الحوثي زعيم المتمردين الحوثيين في الشمال بيانا يشجع فيه المحتجين اليمنيين. وقال الحوثي في بيانه "على الشعب اليمني أن يستغل الفرصة في الوقت الراهن للتحرك الجاد.. التحرك الواعي.. التحرك المسؤول لتغيير الواقع وازاحة هذه السلطة المجرمة." ويقول محللون ان المحتجين يمكن أن يمثلوا تهديدا أكبر لصالح اذا اجتذبوا انفصاليين من الجنوب أو متمردين من الشمال. وحاول أيضا الانفصاليون في الجنوب -الذين يشكون من تمييز اقتصادي واجتماعي ضدهم من جانب الحكومة التي يقودها الشمال- القيام باحتجاجات لكن الشرطة سارعت باخمادها رويترز