ثمنت المعارضة وقوف دول مجلس التعاون الخليجية والمجتمع الدولي إلى جانب الشعب اليمني وطالبت باتخاذ خطوات أكثر جدية وحزماً لحماية المجتمع المدني من القتل الجماعي الذي يتعرض له على يد قوات الرئيس علي عبدالله صالح. ودعا بيان لحزاب اللقاء المشترك وشركائها في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني كافة فئات الشعب إلى مزيد من الصمود كما دعا المترددين إلى الالتحاق بالثورة السلمية. وقال البيان إن انقلاب نظام صالح على خطط نقل السلطة التي دعا هو إليها تمثل أسوأ صورة لحالة الاضطراب التي يمر بها وتكشف عن مناوراته المضللة بالحديث عن الحل السلمي. وصدر بيان المشترك وشركائه قبل صدور الموقف الخليجي الأخير بشأن الوساطة لنقل السلطة. وفيما يلي نص البيان: أحزاب اللقاء المشترك وشركاؤهم في اللجنة التحضيرية للحوار الوطني أمام الصمود والثبات الأسطوري لشباب وشابات اليمن الذين يواجهون بصدورهم العارية آلة القتل والقمع يواصل ما تبقى من فلول النظام الدموي ارتكاب جرائم القتل المتعمد وممارسة القمع والعنف تجاه المتظاهرين السلميين في ساحات الحرية والتغيير في كل من تعز والمكلا والحديدة وعدن وصنعاء وسائر المدن اليمنية، وقد أقدم النظام وبالتزامن مع رفضه لمبادرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي لإنهاء الأزمة على ارتكاب المذبحة الغادرة في مدينة تعز كاشفا بذلك عن خياراته الحقيقية في مواجهة الثورة الشعبية السلمية التي تطالب برحيله بعد أن ظل يناور خلال الفترة الماضية بخطابات متناقضة وحملات إعلامية مضللة لا تحمل أي دليل على أنه قد استوعب حقيقة الأوضاع التي أوصل إليها البلاد، وما راكمته سياساته وممارساته الخاطئة خلال الفترة الماضية من مآسي وأزمات عبر عنها هذا الغليان الشعبي الغاضب والرافض لاستمراره. وفي الوقت الذي ظل يتحدث فيه النظام عن مبادرات للحل السلمي وعن الاستعداد لنقل السلطة وعن انه لن يسلمها إلا لأيادي آمنة، كان يتصرف في الوقت ذاته بروح المغامرة التي تمليها الرغبة الكامنة بالتمسك بالسلطة، واستخدام مقدرات البلاد لتكريس البقاء على كرسي الحكم، وتوظيف كل إمكانيات الدولة من مال وسلاح لتحقيق هذه الغاية التي أظهرها بجلاء انقلابه على المبادرة التي قدمها النظام بنفسه للسفير الأمريكي، والمتضمنة تنحي الرئيس وتسليم السلطة لنائبه وهو الأمر الذي نظر إليه المجتمع الدولي باعتباره مخرجاً آمناً ومشرفاً. لقد مثل هذا الانقلاب أسوأ صورة لحالة الاضطراب التي يمر بها هذا النظام لتكشف عن مناوراته المضللة بالحديث عن الحل السلمي، بينما ظلت حقيقة ممارساته في الواقع وتعاطيه مع الوضع الراهن تعكس تمسكه بخيار العنف، حيث أوغل في سفك الدماء من خلال ما شهدته كافة الساحات من قتل وقمع واستخدام الغاز وكل وسائل القوة والعنف ضد المتظاهرين السلميين، كما استمر العبث بموارد البلاد وتسخيرها لمهرجانات مسرحية بجانب دار الرئاسة كل أسبوع بحثاً عن شرعية مفقودة، وطلباً للمزيد من المبررات لمواصلة السير في طريق العنف وسفك الدماء. وعلى هذا الطريق الخاطئ واصل رفضه للحل السلمي فرفض المبادرة التي تقدمت بها المعارضة والتي جسدت حرصها لتجنيب البلاد المزيد من سفك دماء الشباب المعتصمين سلمياً في ساحات الحرية والتغيير والتي لاتزال تسفكها يومياً أجهزة النظام، وبعد رفضه لمبادرة المعارضة بطريقة دللت على استخفافه بالتداعيات والانهيارات الخطيرة التي وصلت الهيا مجمل الأوضاع في البلاد أخذ يناور بالحديث عن مبادرة خليجية وتحدث عنها اكثر من مرة بل ودعا إليها وطالب بها، وعندما استجاب الأشقاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بروح الأخوة وتقدموا بمبادرتهم التي عكست إدراكهم لخطورة الأوضاع التي تمر بها اليمن في اللحظة الراهنة، وعبرت عن تقديرها واحترامها لخيارات الشعب منطلقة من نفس الأسس التي حوتها كلاً من مبادرة النظام والمعارضة، رفض النظام المبادرة واخذ يناور ويراوغ وافتعل مشكلة مع دولة قطر الشقيقة ليرفض المبادرة مبرراً ذلك بأنها تدخل في الشؤون الداخلية لليمن متجاوزاً روح الأخوة التي عبر بها الأشقاء عن تضامنهم وحرصهم على اليمن، بل وتمسكهم على نحو أصيل بمخرج مشرف للرئيس ونظامه من هذه الأزمة، ولازال النظام وبكل أسف يراوغ ويناور ويمارس أساليب الابتزاز والالتفاف المرفوضة ظنا منه أنها ستنطلي على الأشقاء وعلى الأصدقاء وعلى المجتمع الدولي عموما وهو مجرد وهم يرضي به خاله المريض وتمسكه المحموم بالسلطة . وفي إطار ما سبق وبالنظر لما وصلت إليه البلاد فإن المشترك وشركاءه يتوجهون: أولاً: إلى الشعب اليمني بكل فئاته وشرائحه ومكوناته السياسية والاجتماعية لمزيد من الصمود في مواجهة كل أساليب العنف والمراوغة ويدعون كافة الذين لازالوا مترددين ويقفون موقف المتفرج للالتحاق بالثورة السلمية، فعجلة التغيير قد دارت ولن تعود إلى الوراء. ثانياً: يتوجهون بالشكر للأشقاء في دول مجلس التعاون وإلى المجتمع الدولي وإلى الأصدقاء في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية والمنظمات الدولية والأمم المتحدة، لوقوفهم إلى جانب الشعب اليمني وخياراته ونطالبهم باتخاذ خطوات أكثر جدية وحزم لحماية المجتمع المدني في اليمن الذي يتعرض للقتل والذبح والقمع. صنعاء – 9 أبريل 2011