قال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أنه في الأيام الأولى للثورة، لعبت المرأة دورا أساسيا واتخذت لها مكانا لم يسبق لها مثيل في التاريخ اليمني. لقد قدمن البطانيات والمواد الغذائية المطبوخة ورعاية الجرحى. وسرعان ما كن في الخطوط الأمامية جنبا الى جنب مع الرجال وقدن الاحتجاجات ونمن في الساحات وعملن كمدونات وصحفيات. وأضافت: لقد خلعت توكل كرمان، الناشطة في حقوق الإنسان والحائزة على جائزة نوبل للسلام، خمارها لتخاطب الحشود وأصبحت وجه المرأة الأكثر شهرة والآن يخشى الكثيرون من ردة فعل عنيفة. حزب الإصلاح المنظم تنظيما جيدا أخذ زمام القيادة، في حين واجهت النساء صعوبة في تنسيق وجهات نظرهن. خلال مؤتمر المرأة الأول لما بعد الثورة المنعقد في مارس الماضي، بدأت البعض في التراشق بالأحذية بعد جدلا سياسي. وقالت الصحيفة الاميركية: في ساحة التغيير التي يسيطر عليها الإصلاح، هناك ضغوط نفسية وإجتماعية على النساء للعودة إلى منازلهن. بعد تشييد جدار خشبي لفصل النساء عن الرجال بذريعة السماح بتوفير خصوصية أكثر للنساء، صارت هناك شحة واضحة في النساء، فتجد حوالي 5 إلى 10 نساء ملفوفات بشكل كامل بالسواد يتسكعن في المكان خلال أوقات النهار. من بين ألف رجل لا يزالون مخيمين في الساحة، هناك واحدة من أربع نساء اسمها فريدة اليريمي، 48 عاما، وهي قيادية في الحركة الاحتجاجية وأصبحت معروفة ب"أم الثورة". عند زيارة خيمتها الصغيرة، قالت فريدة: "هذه خيمتي الرابعة. الثلاث الخيام الأولى تعرضن للتمزيق خلال الصراعات عندما حاول الإصلاح إبعادي من المكان". وأشارت الى ان الشيخ حميد الأحمر، العضو في القيادة السياسية لحزب الإصلاح، قلل من مخاوف النساء وأوضح أن الحزب، الذي يمثل القوى الإسلامية المعتدلة إلى شديدة المحافظة، قد تغير وأصبحت أكثر انفتاحا، لكن عند سؤاله عن الساحة، رد بلهجة أكثر حدة: "كان هناك سلوك سيء حول الساحة إلى مرقص! تلك النساء أردن الذهاب في المظاهرات ممسكات بأيدي عشاقهن كحبيبه. وهذا ليس صحيحا وهو ضد ديننا". اعترض على هذه الصورة الكثير في الساحة الذين يخافون من أن صعود الإصلاح قد يؤدي إلى اضطهاد حقوق الإنسان وحقوق المرأة في الحوار الوطني القادم حول الدستور الجديد والعقد الاجتماعي الجديد. وفي مثل هذا الوقت الحرج بالنسبة لحركة الاحتجاج، كانت هناك آمال بأن توكل كرمان ستلعب دورا موحدا. لكن الناشطة الصاخبة عادة أصبحت صامتة. تقول الناشطة السياسية إيناس العرشي إن توكل كرمان رفضت طلبا لناشطات في حقوق المرأة للمساعدة في تقوية صوتهن قبل إجراء الحوار الوطني، متعذرة بأنه قد يسبب لها مشاكل داخل حزبها الإصلاح. رافضة الكشف عن اسمها نظرا لحساسية الموضوع، قالت إحدى الناشطات في الساحة: "ينبغي على توكل أن تعمل الآن أي شيء للنساء. على الأقل يمكنها أن تكتب إفتتاحية" -حسب نيويورك تايمز.