دول اسلامية زودت إسرائيل بالنفط خلال عدوانها على غزة    أوروبا تتجه لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا    الجيش الأميركي يقدم خطة لترامب لضرب فنزويلا ويعلن عملية "الرمح الجنوبي"    الرئيس المشاط يعزي في وفاة اللواء محمد عشيش    حكام العرب وأقنعة السلطة    جمعيات المتقاعدين والمبعدين الجنوبيين تعود إلى الواجهة معلنة عن اعتصام في عدن    مي عز الدين تعلن عقد قرانها وتفاجئ جمهورها    الملحق الافريقي المؤهل لمونديال 2026: نيجيريا تتخطى الغابون بعد التمديد وتصعد للنهائي    مبابي يقود فرنسا للتأهل لمونديال 2026 عقب تخطي اوكرانيا برباعية    هالاند يقود النرويج لاكتساح إستونيا ويقربها من التأهل لمونديال 2026    الرئيس عون رعى المؤتمر الوطني "نحو استراتيجية وطنية للرياضة في لبنان"    إسرائيل تسلمت رفات أحد الاسرى المتبقين في غزة    الحديدة.. مليشيا الحوثي تقطع الكهرباء عن السكان وتطالبهم بدفع متأخرات 10 أعوام    مصادر: العليمي يوجه الشؤون القانونية باعتماد قرارات أصدرها الزُبيدي    تسجيل أربعة أحداث زلزالية في المياه الإقليمية اليمنية    قراءة تحليلية لنص "فشل ولكن ليس للابد" ل"أحمد سيف حاشد"    الرياض.. توقيع مذكرة تفاهم لتعزيز الطاقة في اليمن بقدرة 300 ميجاوات بدعم سعودي    جرحى الجيش الوطني يواجهون الإهمال ويطالبون بالوفاء    عدن.. البنك المركزي يغلق منشأة صرافة    تعادل الامارات مع العراق في ذهاب ملحق المونديال    صنعاء.. البنك المركزي يوجه المؤسسات المالية بشأن بطائق الهوية    شرطة العاصمة: نسبة الضبط تجاوزت 91% .. منها 185 جريمة سرقة    أغلبها استقرت بمأرب.. الهجرة الدولية تسجل نزوح 90 أسرة يمنية خلال الأسبوع الماضي    طائرة الاتفاق بالحوطة تتخطى تاربة في ختام الجولة الثانية للبطولة التنشيطية لكرة الطائرة بوادي حضرموت    جوم الإرهاب في زمن البث المباشر    الغرابي.. شيخ قبلي متهم بالتمرد وارتباطات بشبكات تهريب في حضرموت والمهرة    وزير الصناعية يؤكد على أهمية تمكين المرأة اقتصاديا وتوسيع مشاركتها في القطاعات التجارية    غموض يلف حادثة انتحار مرافِق المخلافي داخل سجنه في تعز    "إيني" تحصل على حق استغلال خليج السويس ودلتا النيل حتى 2040    استهداف العلماء والمساجد.. كيف تسعى مليشيا الحوثي لإعادة هندسة المجتمع طائفيًا؟    تدشين حملة رش لمكافحة الآفات الزراعية لمحصول القطن في الدريهمي    اتحاد كرة القدم يحدد موعد الدوري اليمني للدرجة الأولى والثانية ويقر بطولتي الشباب والناشئين    القصبي.. بين «حلم الحياة» و«طال عمره» 40 عاما على خشبة المسرح    وداعاً للتسوس.. علماء يكتشفون طريقة لإعادة نمو مينا الأسنان    عدن.. انقطاعات الكهرباء تتجاوز 15 ساعة وصهاريج الوقود محتجزة في أبين    الأرصاد يتوقع أجواء باردة إلى شديدة البرودة على 5 محافظات ومرتفعات 4 محافظات أخرى    شبوة:فعالية تأبينية مهيبة للإعلامي والإذاعي وكروان التعليق الرياضي فائز محروق    جراح مصري يدهش العالم بأول عملية من نوعها في تاريخ الطب الحديث    الذهب يهبط من أعلى مستوياته في 3 أسابيع    مناقشة آليات توفير مادة الغاز المنزلي لمحافظة البيضاء    عدن تعيش الظلام والعطش.. ساعتان كهرباء كل 12 ساعة ومياه كل ثلاثة أيام    ثم الصواريخ النووية ضد إيران    حل الدولتين في فلسطين والجنوب الغربي    قضية الجنوب: هل آن الأوان للعودة إلى الشارع!    لماذا قتلوا فيصل وسجنوا الرئيس قحطان؟    جروندبرغ يقدم احاطة جديدة لمجلس الأمن حول اليمن 5 عصرا    الإعلان عن القائمة النهائية لمنتخب الناشئين استعدادا للتصفيات الآسيوية    احتجاج على تهميش الثقافة: كيف تُقوِّض "أيديولوجيا النجاة العاجلة" بناء المجتمعات المرنة في الوطن العربي    وزير الإعلام الإرياني متهم بتهريب مخطوطات عبرية نادرة    الواقع الثقافي اليمني في ظل حالة "اللاسلم واللاحرب"    ارشادات صحية حول اسباب جلطات الشتاء؟    اليونيسيف: إسرائيل تمنع وصول اللقاحات وحليب الأطفال الى غزة    قيمة الجواسيس والعملاء وعقوبتهم في قوانين الأرض والسماء    5 عناصر تعزّز المناعة في الشتاء!    الشهادة .. بين التقديس الإنساني والمفهوم القرآني    كما تدين تدان .. في الخير قبل الشر    الزكاة تدشن تحصيل وصرف زكاة الحبوب في جبل المحويت    "جنوب يتناحر.. بعد أن كان جسداً واحداً"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وقفات تأمل ومراجعة مع إخواننا الحضارم


بسم الله الرحمن الرحيم
وقفات تأمل ومراجعة مع إخواننا الحضارم
الوقفة الأولى: نداء
دعوة إلى جميع أبناء حضرموت المسلوبة – من إخوان لكم في المهجر يعصرهم الألم لما آلت إليه حياة أبناء وطنهم مهددة الإنسان في معاشه ومصيره وثقافته- بل وقيمته كإنسان أوتي من الله سبحانه وتعالى حق الولاية على أرضه بإقامة كيانه عليها وتولي إعمارها وتسيير دفة الحياة فوقها، ويحدوهم الأمل بأن يتمكن أبناء حضرموت من تحقيق إرادتهم باستعادة وطنهم واختيار نمط الحكم الذي يعيد لهم كرامتهم ويحقق أمنهم بالسير نحو المشاركة الحرة الفاعلة بمحض إرادتهم، وليس بالتسيير كما هو حاصل خلال الخمسين عاماً الماضية، واغتنام هذه الفرصة الثمينة التي هيأها الله سبحانه وتعالى لكم، فإن ضاعت (فلا حول ولاقوة إلا بالله).
إخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء، كفانا من تسلط الآخرين علينا ومن أصحاب الرؤوس الخاوية من المشاركة في تدمير مقومات حياتنا، ولن يتحقق ذلك إلا بتوحيد كلمتنا، ورؤيتنا، والوقوف معاً صفاً واحداً في وجه من يريد أن يعبث بحياتنا كما فعل خلال الخمسين عاماً الماضية. وفي سبيل تحقيق هدفنا المنشود باستعادة الوطن الغالي حضرموت وإنقاذ مواطنيه مما تردوا فيه، وذلك كما يرى أخوتكم كالتالي:
أولاً: تحديد الهدف ... واجتماع الكلمة عليه.
ثانياً: استشعار الأخطار المحدقة بكم كشعب له حضارة يراد تدميرها (والأخطار جمة خارجية وداخلية).
ثالثاً: التزام الجميع بالولاء لله وحده.
رابعا: التزام الجميع بالانتماء للوطن حضرموت.
خامساً: الإلتزام بالعمل لتحقيق الإرادة .. وهي : (تقرير مصير شعب حضرموت)
سادساً: التجرد الكامل من أي ولاء لغير الله، والانتماء لغير الوطن – سواءً كان لجهات حزبية أو عقائدية أو فئوية أو مذهبية ... الخ.
أخوتنا أبناء حضرموت الأعزاء بعد المقدمة وما أوضحنا فيها من مسؤولية ملقاة على أبناء حضرموت في الوطن والمهجر بمختلف فئاتهم نتمها بمقطوعة من رائعة الشاعر الكبير: علي أحمد باكثير – يرحمه الله (المخطوطه).
صبراً بني قومي فما أحسب إلا أنه شاء القدر
أن تنهضوا اليوم بما قام به يوماً عمر
إذ جاهد الطغاة في العالم فانتصر
وحرر البشر .. من مجرمي البشر
ووطد السلام في الأرض وعدله انتشر
الوقفة الثانية: للتأمل والتحفيز والمراجعة:
إنكم أبناء حضرموت أصحاب حضارة وتراث فكري ومادي، وغنى أبناء حضرموت الأدبي أربى من الغناء المادي ، فبالغنى الأدبي حمل أجدادكم رسالة الإسلام، رسالة الحق والخير والسلام، فأشرقت بها أمم وشعوب في أقصاء المعمورة فاستنار بها الفكر واستقام بها الضمير فنعمت بها واستفادت منها أجناس شتى من أصفر وأسود، وفي الجانب المادي، مكن انتشار أبناء حضرموت في الرقعة الواسعة من الأرض ... في أن يقع بين أيديهم رخاء أممها، وشظف عيش شعوبها ومن الأمثلة البسيطة لذلك .. أن قام تاجر من (سنغفوره) بإدخال أول مطبعة إلى بلاد اليابان عام 1800م.
تلت ذلك سنون وتوالت قرون، ركن الحضارم فيها إلى التسليم والإتكالية انتقلوا خلالها من ضعف إلى ضعف ومن سلبية إلى أخرى ... حتى جاءنا عام 1967م فشكل بداية القضاء على ما تبقى من كرامة أهل حضرموت وتراثهم وفكرهم وحضارتهم.. حتى اليوم، فطوتنا الخمسين عاماً المنصرمة طياً شنيعاً، هدّت كيان أمة حضرموت ونكست راياتها وعاثت في تراثها فساداً وتشويهاً وحاولت جاهدة طمس معالم حضارتها وتزوير تاريخها.
إخواننا الحضارم .. إن لم نضع أصابعنا على مواطن الداء في أجسامنا فلن يأتي من خارجنا من يفعل ذلك.
إن الجفوة بين أبناء حضرموت وبين الحياة ... هي مكمن الداء وموطن الخطر وهي تقف بهم في أول الطريق الطويل الشاق ... إن خطوا خطوة إلى الأمام تراجعوا بها عشراً إلى الوراء، وهذا يشمل الجميع في الداخل ومن في المهاجر ما أسمجها من حياة أن يتدحرج فيها الإنسان وهو لما حوله كاره ... وعنه منصرف بلا وعي ولا اكتراث ، لا يلبث هذا التدحرج أن يحول المجتمع إلى عبيد ابدانهم، قد يجدون طعام يومهم وقات يومهم، ولكن حيوانيتهم لا تلبث بهم طويلاً حتى تحولهم إلى نوع من القطعان المسترقه، بعد أن يصبح الطعام في أيدي غيرهم وما يرمى لهم إلا الفضلات المذلة ... ومثل هذه المجتمعات التي سقطت في غيبوبة الموت الأدبي، تعاني من الجهل والفقر والمرض، والعطل العقلي ... وإذا حاولت أن تخاصم من أجل مطالب الحياة – جر عليها الهوان وكساها لباس الجوع والخوف.
إن الاتكالية والتسليم يورثان التخلف والجمود والذل والهوان، وهذه بدورها لا تجد لها أوعية أفضل من تلك العقول المغلقه، والحواسد المعطلة، والمواهب المطموسة.
إن ما أصابنا يا أبناء شعب حضرموت من هبوط بعد علو، وتوقف بعد حراك ... لم يصبنا عرضاً ولا (خبط عشواء)، بل أصابنا نتيجة علل دفينه، وأمراض جمة .. وهذا ما يستلزم الدراسة والتأمل والمراجعة فنحن شعب حضرموت بمختلف فئاته وحدنا وراء هذا الانهزام والتردي والتقهقر ومثلما تسأل المنهزمون في معركة أحد ...كيف ؟ ولماذا ؟ .. جاءهم الرد فقيل لهم.. {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } .
ونتساءل في حيرة: ما سر هذا الفتور الشايع بين أبناء حضرموت؟ في الأفراد والجماعات، من نخب المجتمع: من أساتذة وعلماء ومفكرين ومثقفين وأغنياء .. الخ ... جلهم متخاذلون .. وإذا حاولوا التحرك يختلفون ويختصمون عطل في العقل وغياب في الوعي وضعف في الحس.. وتغليب المنفعة الفردية الشخصية..
في وقت يؤمل منهم الاضطلاع بالسير والتحرك القوي نحو تحديد الهدف ووحدة الصف.. لماذا يتوقفون في أول الطريق كلما خطوا قليلاً، بينما يسير غيرهم من المفسدين والانتهازيين سيراً جاداً وحثيثاً .. والخوف كل الخوف ... أن يصل إلى نهاية الطريق هؤلاء الذين قتلوا حضارتنا ودمروا تراثنا وأهانوا كرامتنا وجرعونا من كؤوس الذل والهوان سنوات طوال لما لا يمكن وصفه.. ثم باعونا في سوق النخاسة أرضاً وإنساناً .. فتوهمنا أن المالك الجديد سيكون أرحم منهم .. وسرعان ما تكشف الوهم عن كابوس خانق مرعب .. فإذا بهذا الجديد يعلن بصراحة دون مواربه عن حقده الدفين ويكشف عن وجهه القبيح فلم يكن أقل إجراماً وظلما وهمجية.
إننا يا إخوتنا في حضرموت في حيرة مما يجري في الفترة التاريخية التي أشرقت فيها شمس الحقيقة، وتبين فيها الرشد من الغي، وظهر الحق أبلجاً ناصعاً .. أن تبقى فئات من أبناء حضرموت يتدافعون وراء جلاديهم السابقون واللاحقون .. الذين ذبحوهم ثم باعوا من بقي منهم.. يدافعون عنهم ويرفعون أعلامهم ويرددون شعاراتهم في عمه مشهود وجهل معهود وغباء منكود، وكأنهم ببغاوات تردد ما تسمع دون عقل أو رويه فليستمعوا إلى صوت أمير الشعراء يقرع أسماعهم ويشخص حالهم فيقول:
انظر الشعب ديون كيف يوحون إليه
قبل البهتان فيه وانطلا الزور عليه
ملأ الدنيا هتافاً بحياة قاتليه
يا له من ببغاء عقله في أدنيه
الوقفة الثالثة : المرحلة الحالية – الضياع والخلاص
يا أبناء حضرموت:
إن هذه المرحلة من تاريخ وطنكم وما قد وصلت إليه الأمور، وما وفرته هذه الفرصة، تلزمكم جميعاً .. وبكل وعي ومشاعر المسؤولية تحسون بواجب المشاركة ... مشاركة فعليه في الفكر ... في تحديد الهدف ... ووحدة الصف مدركي دور كل واحد منكم في هذه المشاركات من تضحيات ... بالفكر ... والجهد ... والمال.
إن تحقيق الحياة الحره الكريمه صعب وشاق .. وليس في مقدور فئة بمفردهم أن يبنوا الحياة كما يتطلع إليها كل فرد في مجتمع الشعب الذي يراد بناء حياته ... ولا شيء يبني الحياة كبنائها بالمشاركة الجماعية ... في التخطيط لها وتناول لبناتها .. والصدق والاخلاص في وضع أسس هذه المشاركة ... والبعد بها عن الأطماع والنزوات والشعارات غير الهادفة.
إن الآلام والمآسي التي يعاني منها جميع فئات شعب حضرموت .. والتدمير الكامل والمنظم لكل مقومات الحياة ... لا يتيح لشريف فرصة الانصراف بالفكرة والاتجار بها ... أو محاولات تحويلها إلى مجرد شعارات تلهب العواطف ... التي تنظر بأمل إلى الخلاص مما تعانيه من آلام ... فتندفع في طريق الوهم لتحقق الفشل.
إن التصرفات الانفرادية ... ومحاولات بناء أبراج عاجيه من بين ضحايا القضية والذين يعلنون التصدي لها جعلت كثيراً من أبناء حضرموت في حالة تبلد وانفصام نتيجة للازدواجية المريعة التي تقبع القضية بين فكيها ... هلع من هو ل المأساة ،وأسف ويأس من الذين أخذوا على عواهنهم إنقاذ الغريق وإيصاله إلى شاطئ الأمان.
إن قضية أوضاع حضرموت كما هو معروف .. طال ليلها الحالك وامتد بها الأمد .. وزوال المأساة الحالية بكل أبعادها ومسبباتها وعناصرها الجاثمة على صدر المجتمع .. كما هو الهدف الآن ... يجب ويستلزم أن يكون مرتبطاً بإزالة الألم بجميع أشكاله .. قديمه وحديثه .. لا إزالة الصورة المرئية منه ... ثم الكشف عن صورة أخرى ... ولو كانت مغايره لسابقتها ... كما هو الحال الآن .. فإنها لا تعدو إلا أن تكون صورة للألم.
إن الأشلاء القديمة مرفوضة بكل أشكالها وصفاتها .. ويجب أن تنتهي بقياداتها وتنظيماتها السياسية والفكرية والعقائدية .. لأنها أثبتت بالتجربة أنها غير قادرة على تقديم أي شيء يفيد الحياة .. وقد تجرعت مرارة فشلها وأسهمت به في النتيجة المخزية والموجودة الآن على الأعناق ... في هيئة وحدة أوشكت أن تأتي على كل مقومات الحياة ... وتحقيق أطماع المتسلطين المادة والاستراتيجية .. وذلك الإسهام أدى إلى هذا التردي ... حتى تحولت المأساة إلى بشاعه من اقصاء ومصادرة واستيلاء واستعباد.
وهنا قد يأتي تبرير للظروف في صور شتى .. أو إنكار للواقع .. وكلاهما مرفوض .. لأن المسؤولية لا تقبل أي عذر .. وعلى كل مسؤول أن يتحمل تبعات تصرفاته ولا مجال الآن للإيهام أو التضليل.
إن إنقاذ حضرموت وطناً وشعباً: يجب أن يكون هدفاً له حرمته وله علوه .. ويجب أن يتم عن طريق الرفض الكامل لجميع الواجهات القديمة والحالية واستبدالها استبدالاً كاملاً بقوى حقيقية وفعالة .. تملك إدراكاً للقضية، ابعاداً ومستلزمات ... ومؤهلات قيادية ... وعلى مستوى من الفهم والدراية والتمييز والإخلاص والصلاح ... متوافق وكبر حجم القضية ذاتها ... وجسامة الخطب نفسه ولا يمكن أن يكون شعب حضرموت عقيماً لا يملك بين رجاله وشبابه من تتوفر فيهم كل هذه الشروط .. وكل تلك المواصفات ... كما يجب أن تتاح الفرص لأبناء القضية أينما وجدوا .. في داخل الوطن ... أو في مهاجرهم بالمؤتمرات والاختيار الحر. وعلى جميع الذين يسعون لانقاذ حضرموت أن لا يغفلوا التحركات الإقليمية والدولية في المنطقة وخطوط مصالحها.
كما يجب أن يدرك أن حجم الدعم المالي .. والمساندة السياسية والفكرية والقانونية تكون على مستوى المحاولات التي تستهدف صهر مواطن حضرموت في داره وتجريده من تقاليده وعاداته التي فطر عليها والتي هي جزء من تقاليد ومعتقدات الأمة الوسط وفرض واقع جديد يجعله أقليه في ديارةه... بلا هوية ثقافية أو حضاريه.
وإذا ما تمت عملية التقييم وأعيدت كل الأشياء إلى أحجامها الحقيقية وأخذت القضية بحجمها الطبيعي .. وتمت المقارنة .. عندها سيتم اختيار قيادات جديدة على مستوى فكري رفيع .. ودرجة عاليه من الطهارة والنزاهة والإخلاص والتضحية .. إن قضية الوطن حضرموت .. مسؤولية تاريخية ... قضية أولاد وأحفاد من بعدنا ... وليست مرحلة كما قد يتصور البعض وتبعات أضاعتها تقع على جيل حضرموت كله في الداخل وأينما وجدوا في الخارج.
إن قضية الظلم المتجسد في حضرموت منذ قرابة نصف قرن من الزمان: يحتم تحرك الشعب كله لرفعه وإزالته .. وفي الأحداث السابقة والقائمة عبرة لمن يريد أن يعتبر، والتجارب قد تمت في هذا الشعب بكاملها .. واستخلاص النتائج والعبر واجب ومسؤوليه.
إن المسؤوليه التاريخيه تقع على عواتق جميع أبناء حضرموت .. فإن لم ينهضوا بها فإن كل جهد يبذل اليوم سوف يجعل للماضي بقيه تجثو تحت الأنقاض ... ومن الحاضر مجرد امتداد للماضي ... ومن المستقبل مجرد امتداد أسوأ للحاضر السيء الذي أكرهنا على تناول جرعاته المريرة.
يا أبناء حضرموت أنتم مدعوون جميعاً للمشاركة في إقامة كيان منكم .. يدرك معاناتكم ويحس بآلامكم .. ويعمل على تحقيق طموحاتكم وتوفير احتياجاتكم .. كيان يحقق لإخوانه المواطنين كراماتهم وأمنهم .. في مجتمع يسوده العدل والتعاون والإخاء والمساواة في المتماثلات من الحقوق والواجبات. ولتحقيق ذلك يجب التأكيد على وحدة الكلمة والإصرار على استقلالية القرار.
(ولينصرن الله من ينصره).

الوقفة الرابعة والأخيرة – بلاغ وصراخ
يا أبناء حضرموت: إن الأعداء المتربصين بكم أرضاً وإنساناً على مختلف أطماعهم سابقهم ولاحقهم يعمل كلاً منهم على شاكلته لتفويت هذه الفرصة العظيمة التي هيأها الله لكم لتستغلوها لصالح وطنكم وحياتكم وأجيالكم إن الأمر أخوتنا اليوم جد ليس بالهزل، وحق لا يستسيغ الباطل فهل من مجيب ؟
ونود أن نختم ندائنا الصادر من قلوب تجيش بمشاعر الصدق والإخلاص والمحبة آملة من الله أن يحقق ما نصبوا إليه .. فهل ستجد سبيلاً إلى قلوبكم وعقولكم ..أم...؟
فهذا صراخ من شاعر جاهلي أرسله إلى قومه يستحثهم للتأهب والاستعداد والعمل:
"منقولة من كتاب الشيخ محمد الغزالي يرحمه الله – الإسلام والطاقات المعطلة".
ذلك الصراخ ضمنه قصيدة رائعة:
الشاعر : هو لقيط بن يعمر الأيادي، شاعر جاهلي ، كان كاتباً في ديوان كسرى:
سابور بن هرمز، الملقب بذي الأكتاف، وكانت قبيلة إياد قد غلبوا على سواد العراق، وقتلوا من كان بها من الفرس، فلما بلغ خبرهم سابور – كتب إليهم لقيط يحذرهم فيقول:
كتاب في الصحيفة من لقيط إلى من بالجزيرة من إياد
بأن الليث كسرى قد أتاكم فلا يشغلكم سوق النقاد
أتاكم منهم سبعون ألفاً يزجون الكتائب كالجراد
فلم يلتفتوا إلى قوله، فبعث إليهم كلمته التي هي من أجود ما قيل في حق أمراء الجيوش، وما احتوته من نصح وتحذير وإنذار .. وها نحن نقدمها بتمامها آملين أن تلقى أذاناً صاغية وقلوباً واعية .. فما أشبه اليوم بالبارحة.
فاستمعوا إليه يعنفهم على تفرق كلمتهم ، مع أن عدوهم مجتمع الشمل موحد الهدف فتراه يتألم لأمور شاعت بينهم من الدعة والاستكانة ، ولن يستطيعوا الدفاع مابقيت فيهم ، مع إن فترات الكفاح تحتاج الصلابة واليقظة والتضحية .
فهل تشح الأمم التي تسعى الى النهوض في سبيل انتزاع حقوقها وبناء حياتها ؟
وقد تضمنت هذه القصيدة (للقيط بن يعمر –الجاهلي) من الصدق في النصح والصدق في الوصف ، ماحملنا على إهدائها لقومنا .. فإلى القصيدة ..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.