ذكرت مراجع تاريخية إن ملك اليمن الحميري سيف بن ذي يزن تم اغتياله وهو يقوم بالاصطياد في غابة شعوب بصنعاء حيث كان مهووسا بممارسة الاصطياد من باب المتعة.. طبعا عرف الشعب اليمني من اغتال "ذي يزن" وكيف تم اغتياله لكن لم يعرف من الذي اغتال "غابة شعوب" المحفوفة بالأشجار والحيوانات النادرة ولم يجد تفسير لهكذا لغز عدا انه بات يُطرح عند الحديث عن بيئة دُمرت... جاء ذلك في مستهل حديث أستاذ علم الاجتماع الدكتور حمود العودي في أمسية فكرية نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل ( منارات) بعنوان " البيئة .. بيتنا المشترك "..
وتطرق الدكتور العودي إلى الخواص الضعيفة للبيئة الطبيعية في اليمن المتمثلة في قلة المياه, التضاريس الجغرافي, هشاشة الغطاء النباتي، منوها بهذا الصدد الى ان 80 بالمئة من الغطاء النباتي, الحراجي دمر في عقدي السبعينيات والثمانينات, فضلا عن أكثر من 50 ألف بئر للقات.
* · تحت ظلال الأشجار.. من الحوطة حتى صيرة:
أستاذ علم الاجتماع أكد حاجة اليمن إلى ثورة إنسانية، مشيرا إلى مذكرات أحد ملوك اليمن قديما أنه كان يسير من الحوطة – عاصمة لحج حاليا- وحتى صيرة تحت ظلال الأشجار دون أن تصل إليه أللسنة الشمس، مستنتجا بذلك أن ثقافة البيئية اغتيلت تماما وأصبحت البيئة اليمنية مهددة لحياة المواطن اليمني بعد أن كانت نقية، حيث صنعاء كانت إلى ما قبل ثورة سبتمبر لم تعرف الذباب والبعوض حد قوله العودي.
* · الوبل.. تحويل المدن إلى تحف خضراء:
واستغرب الدكتور العودي من اعتماد نظام البستنة في اليمن في حين انه لا يتناسب مع بيئتنا، لافتا الى ان الجهات المعنية بتشجير الشوارع والأرصفة تقوم بشراء بذور النباتات الاروبية المزهرة غالية الكلفة وتحتاج لكثير من المياة لريها فيما لا يستمر عمر هذه النباتات سوى أيام أو أسابيع، رغم انه يمكن استغلال نبات "الوبل" وهو نبات أخضر اللون يفرش الارض بالاخضرار وقال العودي انه في حال لم يتم استخدام مادة الاسمنت الصلبة في بناء الأرصفة مع ترك فراغات لنمو الوبل يمكن ان يحول هذا النبات المدن الى تحف خضراء دون تكلفة باهظة ولا يحتاج لمياة غزيرة كما انه يعمر لسنوات.
* · البيئة متغير تابع:
وفي الأمسية الذي حضرها وزير الدولة عضو مجلس الوزراء شائف عزي صغير ووكيل الهئية العامة لأراضي وعقارات الدولة لشئون التخطيط المهندس محمد الطلوع استعرض الدكتور العودة جدلية العلاقات التاريخية بين الإنسان والبيئة كمتغير مستقل في مجتمعات ما قبل الزراعة وما قبل الآلة البخارية والثورة الصناعية، موضحا أن الإنسان في الوقت الحالي أصبح متغير مستقل والبيئة متغير تابع مما ادى الدور السلبي للإنسان والصناعة المدمر تجاه البيئة.
ودعا الدكتور العودي الى ضرورة الاهتمام بالمساحات الخضراء في أمانة العاصمة وغيرها من المناطق الحضرية في اليمن كون البيئة بيت الجميع.