توفي اليوم السبت في العاصمة المصرية القاهرة الشيخ عبدربه العجي العواضي بعد مرض امضى يصارعه لسنوات. والشيخ عبدربه العواضي، هو الاخ الأكبر للشيخ والسياسي المعروف حسين العجي العواضي، والراحل من مواليد 1944، وهو يعد أحد كبار مشايخ آل عواض.
وقال أحد أقارب الراحل أن جثمانه ستصل الى صنعاء عصر الاثنين القادم وسيدفن صباح الثلاثاء في مقبرة «العبادة»، شمال العاصمة، أمام معمل الدلة الجنائية شمال العاصمة، صباح يوم الثلاثاء المقبل.
ولد عبدربه العجي العواضي في الجريبات في مديرية العبدية محافظة مارب، واسندت اليه القبيلة واجب المشيخ في سن مبكرة بعد مقتل والده وأخويه الكبيران، منتصف الستينيات، حيث كانت آل عواض تضطلع بدور وطني للدفاع عن ثورة سبتمبر.
وكان والده العجي العواضي، أحد كبار مشائخ البيضاءومارب والمنطقة الشرقية عموما، حيث عرف بالشجاعة والكرم والخبير بأعراف وأسلاف المجتمع القبلي. توظف في وزارة الدفاع السعودية أواخر الخمسينات وكانت درجته متساوية مع علي بن مسلم، الذي اصبح مستشار للملك فهد قبل المشيخ، درس الشيخ عبدربه العجي العواضي الابتدائية والاعدادية في المملكة العربية السعودية، وبعد ان حصل على الشهادة الاعدادية، التحق بمدرسة الثاقفة العسكرية في الطائف عام 1956 وحصل على الترتيب الأول لعين مباشرة في وظيفة بوزارة الدفاع السعودية، حيث انتقل من الطائف الى الرياض، والتحق بأول معهد صحي فتح في المملكة عام 1959،تابع لمنظمة الصحة العالمية، وتخرج منه عام 1962 بشهادة دبلوم طبي، ولذلك «كان يحمل البندقية مدافعا عن ثورة سبتمبر بيد، واليد الأخرى تحمل حقيبة الدواء يجارح المصابين»، كما قال.
الى جانب ذلك، فالشيخ عبدربه العجي العواضي عمل يجيد أكثر من لغة، حيث عمل مترجما في الصليب الاحمر الدولي في المملكة العربية السعودية. لكن الطالب المتفوق، الذي صار محل اهتمام مراكز القرار في المملكة، تخلى عن كل امتيازاته بما فيها الجنسية السعودية التي كان يحملها باسم ناصر اليامي، وعاد الى اليمن، عقب مقتل والده الشيخ وأخويه، وحمل جنبية المشيخ باكرا، ليخوض لجج الصراع والأحداث، التي عصفت بهذه القبيلة وتداخلت فيها الدوافع السياسية والقبلية، لا سيما بعد أن خطفت آل عواض السمعة في مراحل وسنوات الدفاع عن الثورة.
كان مستقبل عبدربه العجي العواضي، واعداً داخل وزارة الدفاع السعودية، حيث اشتهر بالذكاء واللباقة والقدرة على التركيز وشجاعته النادرة، اضافة الى اللغة، والمهارات الشخصية، التي كان يتمتع بها في شبابه.. وكان يعرف ب " ناصر اليامي" ، وكانت درجته الوظيفية في وزارة الدفاع السعودية، تتساوى مع درجة الشيخ علي بن مسلم، الذي اصبح في ما بعد واحدا من أهم مستشاري الملك فهد ، ولعب أدوارا مؤثرة في اتجاهات السياسة السعودية.