يعود الشيخ والمعارض السياسي المعروف حسين العجي العواضي الى أرض الوطن بعد 20 سنة قضاها في المنفى بين القاهرة ودمشق وطرطوس. وعلمت الاهالي نت أن الشيخ حسين العواضي، سيصل صنعاء عصر غدا الاثنين رفقة جثمان أخيه الأكبر الشيخ عبدربه الذي وافته المنية في أحد مستشفيات مصر العربية الجمعة الفائتة.
وكان حسين العواضي أحد أبرز معارضي الخارج المقيمين في الخارج يعود الى ارض الوطن.
وقال أحد أقارب الراحل أن جثمانه ستصل الى صنعاء عصر غدا الاثنين وسيدفن صباح الثلاثاء في مقبرة "العبادة"، شمال العاصمة، أمام معمل الدلة الجنائية شمال العاصمة، صباح يوم الثلاثاء.
والمتوفي عبدربه العجي العواضي، هو أخ غير الشقيق لحسين ولد عبدربه، ولد عبدربه العجي العواضي في الجريبات في مديرية العبدية محافظة مارب، واسندت اليه القبيلة واجب المشيخ في سن مبكرة بعد مقتل والده وأخويه الكبيران، منتصف الستينيات، حيث كانت آل عواض تضطلع بدور وطني للدفاع عن ثورة سبتمبر. وكان والده العجي العواضي، أحد كبار مشائخ البيضاءومارب والمنطقة الشرقية عموما، حيث عرف بالشجاعة والكرم والخبير بأعراف وأسلاف المجتمع القبلي.
قبل المشيخ، درس الشيخ عبدربه العجي العواضي الابتدائية والاعدادية في المملكة العربية السعودية، وبعد ان حصل على الشهادة الاعدادية، التحق بمدرسة الثاقفة العسكرية في الطائف عام 1956 وحصل على الترتيب الأول لعين مباشرة في وظيفة بوزارة الدفاع السعودية، حيث انتقل من الطائف الى الرياض، والتحق بأول معهد صحي فتح في المملكة عام 1959، تابع لمنظمة الصحة العالمية، وتخرج منه عام 1962 بشهادة دبلوم طبي، ولذلك "كان يحمل البندقية مدافعا عن ثورة سبتمبر بيد، واليد الأخرى تحمل حقيبة الدواء يجارح المصابين"، كما قال.
إلى جانب ذلك، فالشيخ عبدربه العجي العواضي عمل يجيد أكثر من لغة، حيث عمل مترجما في الصليب الاحمر الدولي في المملكة العربية السعودية. لكن الطالب المتفوق، الذي صار محل اهتمام مراكز القرار في المملكة، تخلى عن كل امتيازاته بما فيها الجنسية السعودية التي كان يحملها باسم ناصر اليامي، وعاد الى اليمن، عقب مقتل والده الشيخ وأخويه، وحمل جنبية المشيخ باكرا، ليخوض لجج الصراع والأحداث، التي عصفت بهذه القبيلة وتداخلت فيها الدوافع السياسية والقبلية، لا سيما بعد أن خطفت آل عواض السمعة في مراحل وسنوات الدفاع عن الثورة.
كان مستقبل عبدربه العجي العواضي، واعدا داخل وزارة الدفاع السعودية، حيث اشتهر بالذكاء واللباقة والقدرة على التركيز وشجاعته النادرة، اضافة الى اللغة، والمهارات الشخصية، التي كان يتمتع بها في شبابه.. وكان يعرف ب " ناصر اليامي" ، وكانت درجته الوظيفية في وزارة الدفاع السعودية، تتساوى مع درجة الشيخ علي بن مسلم، الذي اصبح في ما بعد واحدا من أهم مستشاري الملك فهد ، ولعب أدوارا مؤثرة في اتجاهات السياسة السعودية.
في مؤتمر الطائف 12 اغسطس 1965، كان الشيخ عبدربه العجي العواضي عضوا مهما فيه، ذلك المؤتمر الذي عقد برعاية سعودية بين طرفي القتال الجمهوريين والملكيين، وتمخض عنه ماعرف ب"ميثاق السلام" واختيار محمد محمود الزبيري، أمينا عاما له. ثم شارك في في معظم مؤتمرات عقود ما بعد الثورة، بدء بحقبة الستينات العاصفة، من مؤتمر حرض، مرورا بالسبعينات ثم الثمانييات حيث كان أحد مؤسسي المؤتمر الشعبي العام، وصولا الى مؤتمر الوحدة والسلام عام 1992.
ارتبط الشيخ عبدربه العجي العواضي، بعلاقة مع مختلف شيوخ القبائل اليمنية، وكان يتصرف بروية وهدوء الرجل العاقل، الذي خاضت قبيلته، وربما، اقحمت في دوامة عنف، لم تشهده أي قبيلة يمنية أخرى، وذاك قدر آل عواض، لا سيما بعد الحادث الكبير عام 1965، الذي قتل فيه الشيخ العجي علي العواضي (الأب) وعدد من رجاله.
تعين مديرا لمكتب أول محافظ لمارب، الشيخ أحمد ناصر الذهب، واشتغل الشيخ عبدربه العواضي، في إطار الحركة التعاونية، حيث شغل منصب أمين عام هيئة التعاون بناحية العبدية عام 1982. وكان قبلها عضو حركة التصحيح. وفي سنة 1984، عمل مديرا لناحية الرضمة، وكانت رتبته العسكرية عميد.
مات الشيخ عبدربه العجي علي العواضي، عن عمر ناهز السبعين تقريبا، مخلفا وراءه سمعة وعددا من الابناء أكبرهم الشيخ أحمد عبدربه.