وهو يباشر عمله محافظاً لمحافظة لحج يكون العميد/عبدالوهاب الدرة المحافظ السابق لذمار قد أنجز دوره الوطني ومهمته الادارية على أكمل وأتم وجه تاركاً بصماته حيةً وراسخة في غير مجال وموقع ،تشهد له بالكفاءة والاقتدار. «الدرة» كان مُشعاً ولم ينضب عنفوانه الوطني حتى اللحظة الأخيرة في حياته الادارية بمحافظة ذمار وكان مكمن الروعة فيه ،إلمامه الواسع بتاريخ وجغرافية المحافظة وقدرته على ادارة دقائق الأمور بروح يافعة، والكل يعرف مدى ماتحمله محافظة ذمار من وعورة ومشاق طبيعية ،وقرى نائية ومتناثرة في مديرياتها وهذا لم يقف عائقاً مرةً واحدةً أمام عزم الرجل الذي أنجز وعده وكان عند حسن ظن القيادة السياسية والمواطنين الذين رأوا في مغادرته خسارة خفف من وطأتها السمعة الطيبة لمحافظهم الجديد منصور عبدالجليل. ومما يحسب تاريخياً لهذا الرجل الشاب/عبدالوهاب الدرة احياؤه لرميم المحافظة الثقافي والتاريخي عبر عشرات الندوات والفعاليات والمهرجانات الأدبية والثقافية التي شكل مجملها حراكاً ثقافياً وطفرة ابداعية لم تشهد لها ذمار علي مثيلاً قبل.. وهذا مانتوقعه في محافظنا الجديد الذي سيرقى بهذا الواقع الثقافي إلى ذروته.. لقد انجز الدرة الكثير من الأمل وبقي الكثير على عاتق المحافظ الجديد ،الذي سيواصل حتماً مسيرة البناء التنموي على مختلف أصعدته كما تبشرنا به نسائمه البواكير. وعلى الرغم من كوابح الجغرافيا وعوازل الطبيعة الذمارية ،استطاع الدرة التواصل الجيد مع الناس والنزول الميداني إلى الأرياف ،تلمساً لحاجاتها دون ركون إلى سعادة البريد وتكنولوجيا الهاتف والفاكس كما يفعل الكسالى المرفهون في الطيرمانات من أهل المناصب العليا والرفيعة. صدور القرارات الجمهورية التي قضت بتغيير محافظين عشية يوم الديمقراطية 27ابريل 2006م والتي كان الدرة ضمنهم، هذه القرارات بقدر ما أحدثته من صدمات نفسية في المحافظات المتعلقة وجدانياً بمحافظيها ،بقدر ماكشفت عن روعة مصدر القرار الكامنة في تحريه عدالة توزيع الخبرات والعقليات الادارية على كل المحافظات ،فحيثما وقع الغيث نفع. وبالتأكيد فإن محافظة ذمار لم تخسر شيئاً مادام محافظها الجديد منصور عبدالجليل وأن محافظة لحج لم تخسر مادام الدرة محافظها الجديد. ولأنني أحد أبناء محافظة ذمار يغازلني الآن أمل كبير في المحافظ الجديد الذي أكد في تصريحه لصحيفة الجمهورية في الأيام الأولى من تسنمه ادارة المحافظة على عزمه مواصلة الخطى استرشاداً بتوجيهات فخامة الرئيس حفظه الله وتعزيزاً لواقع التنمية الشاملة ،خاصة فيما يتعلق بخدمات الريف واحتياجات المناطق المحرومة. ونتمنى ألا يغادر عبدالجليل ذمار إلا وقد تحقق في عهده حلمان كبيران هما: طريق الحسينية ذمار وإذاعة ذمار المحلية، فالوقت كافٍ أمامه لترسيخ بصماته في سجل التاريخ وذاكرة الأجيال والزمن