نداء لبعض أحزاب المعارضة اليمنية : أوقفوا إشاعاتكم وتحريضاتكم ضد حملة مكافحة فيروس شلل الأطفال .. ولا تزجو بفلذات أكبادنا في ساحة المعترك السياسي فليس من الإسلام الانتقام من طفل! رسالة نوجهها إلى كل الآباء والأمهات بتوخي الحذر من الحرب الفيروسية التي تشنها بعض أحزاب المعارضة بقصد التشفي من السياسات الحكومية عبر تحريض الناس البسطاء على مقاطعة الحملة الوطنية لمكافحة فيروس شلل الأطفال، وتخويفهم من اللقاحات بهدف تفشي الوباء بين أطفال اليمن ومونَ أعداد كبيرة منهم، وبالتالي استخدام هذه الأرواح البريئة الطاهرة كورقة حزبية للضغط على الحكومة واتهامها بالعجز والفشل، وتأليب الشارع عليها.لقد بلغت أنانية وأحقاد البعض درجة تبيح لهم انتهاك المحرمات الشرعية والتجرد من أي قيمة انسانية ببث الشائعات حول لقاح شلل الأطفال على غرار الفتاوى التي أصدرها رجال الدين في «كينيا» عام 1993م بتحريم لقاح الأطفال والادعاء انه مرسل من أمريكا لنشر الإيدز، والعقم بين الأجيال المسلمة .. فكانت النتيجة موت آلاف الأطفال، وإصابة أضعافهم بالشلل، والإعاقة الدائمية، ومن ثم انتقال العدوى إلى الدول المجاورة وفي مقدمتها اليمن.اليوم لدينا أحزاب تكرس وسائلها الإعلامية، وامكاناتها المادية لتقليد نفس الدور الكيني، ببث القصص والأخبار الكاذبة، التي تخوف بها الآباء والأمهات من تلقيح أطفالهم، معتبرين في قناعة أنفسهم ذلك أسلوباً للعمل السياسي الديمقراطي الذي يواجهون به نفوذ الحزب الحاكم بوضعه امام تحديات يعجز عن قهرها نظراً لضعف موارد الدولة التي من شأنها القضاء على وباء فيروس ينتقل بين الأطفال من بيت لآخر كما ينتقل الهواء في الفراغ.وحتماً إن هذه القوى السياسية اللئيمة لن تخاف على أطفالها لأنها تمتلك من الأموال ما يكفل لأسرها العيش بأمان في أي بلد أوروبي أو عربي ويومها سيقفون أمام الشاشات يذرفون الدموع على أطفال اليمن الصرعى والمعاقين وينصبون على جثثهم المنابر التي سيخطبون منها ويدعون الناس لتغيير الحكم.هذه الحرب القذرة والمجردة من الرحمة والإيمان تؤكد خطورة ما يمكن ان يؤول إليه مستقبل الشعب اليمني فيما إذا تمكنت تلك القوى من تولي السلطة .. إذ أن من لا يرأف قلبه بطفل بريء ماذا عساه ان يفعل برجل بالغ قد ينتقد سياسة، أو يشكو من فساد في ظلهم ! لا أظن إلا ان تعود اليمن إلى تعليق الرؤوس على باب اليمن ومداخل العاصمة !فأي ديمقراطية هذه التي تعطي الحق لصاحبها للتصدي لحملة صحية وطنية ودولية تهدف إلى تعزيز سلامة الأجيال وضمان رسم الابتسامة على وجوهم !؟ وأي حقوق انسانية هذه التي تتحدث عنها الشخصيات السياسية في هذه القوى المعارضة التي لا تتردد لحظة في التضحية بأرواح ملايين الأطفال مقابل الجلوس على كرسي الحكم!؟ وأي وطنية هذه التي يتجرد أصحابها من أي مشاعر طيبة تجاه أبناء شعبهم!؟.أمس وصف وزير الصحة الذين يبثون الشائعات ضد لقاح شلل الأطفال بأنهم «أقلام مأجورة»، لكنني أؤكد لمعالي الدكتور/عبدالكريم راصع ان هؤلاء «أقلام مباعة في أسواق الرقيق» بوسعنا جميعاً شراؤها بأبخس الأثمان لو شئنا .. ولكننا نرفض العودة إلى العصر الجاهلي بعد ان أكرمنا الله بالإسلام دين المودة والرحمة والسلام، فقد علمنا القرآن « من أحيا نفساً كأنما أحيا الناس جميعاً» .. ومن شذ عن حكم الله هذا فإلى جهنم وبئس المصير!