كان الانتصار لإرادة الجماهير .. الجماهير التي خرجت في حشود كبيرة في عموم محافظات الجمهورية .. لتفرض قرارها ، وتواجه علي عبدالله صالح، وجهاً لوجه.. لتقول له : نحن الشعب، نحن الذين نقرر، نحن الذين نملي إرادتنا، وعليك أن تسمع لصوتنا ، الصوت الذي لا يعلو عليه صوت، وتنزل عند إرادتنا .. التي لا تعلوها سوى إرادة الله، وإرادتنا من إرادة الله .. نحن الشعب مصدر كل السلطات «دستورياً» نحن الصوت الهادر في كل أرجاء اليمن، ليسمعك القول الفصل .. فهل تسمع يا «علي» ؟! فسمع الرئيس الصالح صوت الأمة .. فلم يستطع أن يتجاهل الصوت المدوي في سماء الوطن، ولم يسعه إلا أن ينهض خاضعاً طائعاً، ويخرج من منزله ليتوجه إلى ميدان السبعين، حيث الاعتصام الجماهيري الهائل .. ليعلن لهم أنه لا يستطيع إلا أن يكون معهم على السفينة الوطنية الواحدة، وعلى الدرب اليماني الأوحد للمضي نحو المستقبل المنشود والمأمول. لقد كان السبت ال24 من يونيو حزيران يوم الإرادة الشعبية، يوم القرار الجماهيري الذي لم يستطع علي عبدالله صالح، أمامه يقول «لا» ولم يستطع أن يتمسك بقراره وتنازل عن إرادته، ورغبته أمام إرادة ورغبة الشعب الذي خرج هاتفاً «ياعلي يامغوار ..معك نكمل المشوار» .. فأجاب علي ملبياً «معكم وبكم سنكمل المشوار». لذا .. فمن اليوم سيبدأ مشوار الشعب وراء خياره «الصالح» الذي بادل الشعب الحب بالحب والوفاء بالوفاء وحمل هموم وتطلعات وأحلام الجماهير على كاهله.. وانحاز لقضاياها وانتصر لأمانيها.. كيف لا .. وهو ذلك القادم من أعماق الشعب ومن طبقاته الفلاحية البسيطة الواسعة .. ليقود البلاد من حافة الانهيار والتمزق والاندثار إلى مرحلة الوجود والتوحد والديمقراطية وسلطة الجماهير. إن الفترة القادمة ستكون وفاء القائد مع الجماهير وستكون الجماهير هي سلاحه ومعوله في هدم وإزالة المعوقات والموانع التي وقفت أمام مسيرات الإصلاحات الاقتصادية والإدارية والمالية وستكون يد الجماهير هي اليد التي سيبطش بها الفساد والمفسدين والفاسدين .. والقوة التي سيستمد منها العون والسند والدعم لاستكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة القانون والنظام ، دولة المؤسسات .. الدولة المدنية.. التي ينشدها شعبنا في المستقبل القريب. ولنعد إلى السبت ال24 من يونيو حزيران وكلمته التي قالها في الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام السابع .. والتي أشار إلى أن الفترة القادمة يجب أن تكون من أجل الشعب ومصلحة الأمة .. مشيراً إلى أن هناك ملفات كثيرة لابد من فتحها وتصفيتها وتنقيتها وإقفالها .. وهي ملفات لا تقبل المعالجة في ظل استمرار المصالح الضيقة والشخصية .. لكنها لا تعالج إلا لصالح الشعب والوطن .. وكأنه يقول للجميع من يقبل المسؤولية معنا من أجل الشعب والوطن فأهلاً .. ومن يرد غير ذلك فعليه أن يرحل ويتركنا نعمل لهذا الوطن.