إن ما يجرى اليوم على الأراضي اللبنانية وبالذات في جنوبها المقاتل لايترك مجالاً للشك بأن حزب الله يصنع واقعاً جديداً ويبلور أفكاراً عظيمة ستؤدي حتماً إلى تغيير وجه التاريخ المعاصر الشرق أوسطي والأوروبي بدرجات متفاوتة طبعاً. على الصعيد العسكري ثبت عجز وهزيمة الجيش الذي لايقهر وذلك من خلال المواجهة الاسطورية في مثلث الرعب للجنوب اللبناني مارون الراس عيترون بنت جبيل وما تكبده هذا الجيش من خسائر فادحة على المستويات كافة وعدم استطاعته تحقيق أهدافه السريعة كما كان يتوقع قادته وأركانه، بل حدث العكس تماماً والجميع يرى ويسمع عن كثب ما يحدث الآن وماو قع بالأمس والأول من أمس خلال المواجهات البرية العاصفة والطاحنة التي أخذت موضعها على الأرض. على الصعيد العربي إن نظرية لعبة «الدومينو الأمريكية» لتدمير الأنظمة وإعادة صياغتها من جديد ستحدث ولكن ليس على الطريقة الأمريكية بل عن طريق الجماهير والمقاومة الخلاقة والفاعلة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، فها هي الجماهير العربية بدأت تنهض وتستعيد قوتها ووعيها من جديد. على الصعيد الدولي نرى ما يجرى في مجلس الأمن وأروقة الأممالمتحدة وأخيراً في مؤتمر روما الذي قادته وهيمنت عليه السيدة رايس وزيرة خارجية أمريكا كيف أن العالم بدأ ينقسم إلى قسمين مما سيؤدي لاحقاً إذا بقي الحال على ماهو عليه من تناقضات ومفارقات إلى تشكيل وتكوين قطبين متنافرين على غرار ماكان سائداً في القرن الفائت ناهيك عن الارهاصات والمؤشرات الآخذة مجراها في العالم برمته لتدلل على أن حزب الله هو العالم الجديد وليست «لعبة الدومينو» الأمريكية .