الأربعاء , 16 أغسطس 2006 م انتصار المقاومة وصمود الشعب اللبناني في وجه آلة الدمار الاسرائيلية حقق معادلة جديدة في الصراع العربي الاسرائيلي، بل وقلب موازينه وأعاد الاعتبار للأمة. كما أكد ذلك فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح وهو يتحدث عن دلالات هذا الانتصار الذي شكل تحولاً جذرياً في المعادلات القائمة التي دوماً ما كانت تؤكد أن اسرائىل لا تقهر. وما أحوجنا أن نصون هذا الانتصار بتعزيز وحدة المواقف والطاقات والانتماءات داخل لبنان من قبل النخب السياسية اقتداءً بالشعب اللبناني، الذي جسد التماسك الوطني في أروع الصور، وهو يتصدى للعدوان الاسرائىلي الغاشم. إن صيانة هذه اللحمة الوطنية بعد الانتصار تتطلب تعزيز الحوار اللبناني الداخلي، وعدم إتاحة الفرصة لأية تجنحات بأن تظهر في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان لتضميد جراحه، وتوظيف الطاقات والإمكانات لإعادة ما دمرته آلة الحرب الاسرائىلية. ولا يمكن أن يتأتى ذلك إلا بدعم عربي فاعل وسريع لهذه الجهود وتخصيص الأموال والجهد لإعادة هذا الإعمار، وقبل كل ذلك إزالة أية مخاوف من تبعات انتصار فريق في تلك الحرب.. ذلك أن هذا الانتصار هو لكامل الشعب اللبناني وقواه دون تمييز أو تخصيص! إن الرهان الاسرائيلي القادم يقوم على حسابات تفتيت وحدة التماسك اللبناني. ولا شك بأن اللبنانيين الذين صمدوا في وجه العدوان العسكري الاسرائيلي سيثبتون أيضاً بأن وحدتهم الداخلية ستسقط تلك الرهانات والحسابات الخاسرة.