سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مجلس النواب يؤكد ضرورة تجميد كافة المبادرات ودعم المقاومة كخيار وحيد لتحرير الأراضي المحتلة في جلسة استثنائية للوقوف أمام العدوان الصهيوني الغاشم على غزة
عقد مجلس النواب أمس جلسة استثنائية، برئاسة نائب رئيس المجلس حمير بن عبدالله الأحمر، للوقوف أمام العدوان الصهيوني الغاشم ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة، وكذا المأساة التي يعيشها سكان غزة جراء هذا العدوان الهمجي. صنعاء سبأ واستهل المجلس جلسته بالوقوف دقيقة حداد لقراءة الفاتحة ترحماً على أرواح شهداء المجازر الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وعلى إثر ذلك ألقى نائب رئيس مجلس النواب حمير بن عبدالله الأحمر كلمة أشار فيها إلى أن هذه الفعالية البرلمانية لنواب الشعب تكتسب أكثر من بُعدٍ ودلالة، إذ أنها في بُعدها الرمزي تعكس مجمل الفعاليات الشعبية المعبرة عن إدانة وغضب الشعب اليمني تجاه العدوان الإسرائيلي البربري، وتضامناً مع شعبنا الفلسطيني، ومؤازرةً لصموده وتصديه البطولي للعدوان الوحشي الإسرائيلي وسياسته الاستيطانية التي يفرضها بإقامة المذابح والمجازر الوحشية لأبناء فلسطين بما فيهم الأطفال النساء والشيوخ، وتدمير البنية التحتية لحياة الشعب الفلسطيني في غزة. ولفت إلى أن التعبيرات الغاضبة لشعبنا اليمني والمنددة بالعدوان الصهيوني تجلَّت بتنظيم وإقامة المسيرات والمهرجانات والاعتصامات الشعبية، وإصدار البيانات الصادرة عن مختلف فئات الشعب، وبتقديم الدعم المعنوي والمادي الطوعي المعبِّر عن ضمير الأمة ونخوتها الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية. ونوه إلى أن هذه الفعالية البرلمانية تكتسب بُعداً سياسياً كذلك لكون مجلس النواب يمثل إرادة وضمير هذا الشعب الوفي المناصر للقضية الفلسطينية منذ نشأتها، وسيظل كذلك حتى دحر الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني وعاصمتها القدس الشريف. وأشار حمير الأحمر إلى أن القضية الفلسطينية ظلَّت حاضرة في وعي وثقافة وسلوك ومواقف الشعب اليمني وقيادته السياسية، الأمر الذي عكس وحدة الموقف الرسمي والشعبي لأبناء شعبنا اليمني بجميع أجهزته وأحزابه ومنظماته الجماهيرية وشرائحه الاجتماعية، جنباً إلى جنب مع القيادة السياسية، بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - الذي يشارك حالياً في قمة الكويت العربية لنصرة القضية الفلسطينية. وأفاد نائب رئيس مجلس النواب أن البرلمان اليمني بأجياله المتعاقبة ظل حريصاً على القضية الفلسطينية، حيث شكل لجنة خاصة بها سميت (لجنة القدسوفلسطين)، وتعاطى مع كل مجرياتها وأحداثها وتطوراتها على المستويين الداخلي والخارجي.. واعتبر القضية الفلسطينية همه الرئيسي في تحركه الخارجي وفي كل المحافل البرلمانية الإقليمية والقارية والدولية، باعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية، وأن حلها يمثل المدخل الأساس لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام الدائم في منطقة الشرق الأوسط. وقال: لقد أكد مجلس النواب في الجمهورية اليمنية إدانة ما اقترفته وتقترفه إسرائيل من عدوان وجرائم حرب إبادة شاملة ضد الشعب الفلسطيني، وذلك تارة منفرداً وتارة أخرى من خلال وفوده المشاركة في المحافل والمؤتمرات البرلمانية العربية والإسلامية والقارية والدولية، والتي كان انعقاد آخرها في كل من: (لبنان ومصر وتركيا). ونوه إلى أن مجلس النواب طالب من خلال تلك المحافل الوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي الهمجي على إخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، وانسحاب جميع القوات الإسرائيلية، ورفع الحصار، وفتح جميع المعابر.. ودعا كذلك إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لإخواننا الفلسطينيين.. كما طالب بشدة تحميل إسرائيل إعادة إعمار ما دمره عدوانها الهمجي وتحميلها المسؤولية كاملة تجاه ما ترتكبه من مذابح لأطفال ونساء وشيوخ فلسطين. ولفت حمير الأحمر إلى أنه من خلال تلك المواقف حث مجلس النواب اليمني الحكومات على ضرورة تنسيق جهودها لتعزيز قدرات الشعب الفلسطيني لمواصلة نضاله العادل، لكي يستعيد حريته وأرضه وكامل حقوقه الوطنية المغتصبة.. مفيداً أن المجلس وجَّه تحيته لصمود أبناء الشعب الفلسطيني لتصديهم للآلة العسكرية الصهيونية.. وناشد الفصائل الفلسطينية توحيد صفوفها لضمان تمتين اللُحمة الفلسطينية، وأكد حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال الصهيوني بالوسائل التي يراها مناسبة. وقال: قمنا مع أشقائنا في البرلمانات الأخرى بمخاطبة المجالس البرلمانية للدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي والاتحاد البرلماني العربي والبرلمان العربي الانتقالي بما في ذلك الدول الأعضاء في الاتحاد البرلماني الأوربي والدولي لتحمل مسئولياتهم تجاه العدوان الإسرائيلي الغاشم ضد الشعب الفلسطيني. واختتم نائب رئيس مجلس النواب كلمته قائلاً: نحن معنيون في مجلس النواب بالجمهورية اليمنية كجزء من الأسرة البرلمانية العربية والإسلامية والدولية، بمتابعة تنفيذ القرارات التي تخدم القضية الفلسطينية ونصرتها.. مشيراً إلى أن هذه الجلسة يأتي انعقادها لتصب في هذا المجرى. وفي ضوء أحاديث ونقاشات أعضاء المجلس حول العدوان الإسرائيلي النازي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وما ترتب عليه من آثار مأساوية أودت بحياة الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، وتدمير واسع لمقومات الحياة من مساجد ومستشفيات ومدارس ومنشآت حكومية ومساكن خاصة بالسكان، وفقدان لممتلكاتهم الخاصة.. توَّج المجلس نقاشه بإصدار البيان الآتي نصه: الحمد لله القائل: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» الحج (39) صدق الله العظيم. تابع مجلس النواب ويتابع بقلق بالغ ما يتعرض له شعبنا الفلسطيني المرابط في قطاع غزة من عدوان صهيوني همجي ظالم، مدعوماً بآلة الحرب الأمريكية المدمرة، وبموقفها السياسي المساند لهذا العدوان السافر. إن هذا العدوان الصهيوني، وما يرتكبه من مجازر وجرائم ضد الإنسانية، لا يستهدف فقط الأطفال والنساء والشيوخ في غزة بقدر ما يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، ويسانده في ذلك دعم الإدارة الأمريكية، وصمت دول الاتحاد الأوروبي، وتخاذل وتواطؤ بعض الأنظمة العربية. إن مجلس النواب اليمني يقف وقفة إجلال وإكبار لشعبنا المرابط في غزة، الذي سطَّر ويسطِّر أروع ملاحم البطولة والصمود أمام هذا العدوان الصهيوني المجرم الذي يستخدم جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة المحرمة دولياً ضد شعب أعزل. كما أن مجلس النواب يثمن تثميناً عالياً الدور الذي يقوم به شعبنا اليمني العظيم وشعوب أمتنا العربية والإسلامية وكافة شعوب العالم الحر، التي عبَّرت عن مساندتها للمقاومة الباسلة للشعب الفلسطيني من خلال المسيرات المتواصلة وتقديم الدعم الإنساني المتاح.. ويدعوهم مجلس النواب لمواصلة المساندة حتى ينتهي العدوان على شعبنا الفلسطيني، ويزول الاحتلال. إن مجلس النواب يستغرب من موقف المجتمع الدولي ممثلاً بمنظمة الأممالمتحدة ومجلس أمنها الأسير بيد الولاياتالمتحدةالأمريكية، تجاه ما يحدث من جرائم بشعة وحرب إبادة ضد شعبنا الفلسطيني، وتحيزه الواضح مع الكيان الصهيوني الغاصب، ويتضح ذلك من خلال قراراته التي تكيل بمكيالين، وتساوي بين الضحية والجلاد. إن مجلس النواب اليمني ليقف مذهولاً تجاه موقف النظام العربي الرسمي المتخاذل المنقسم، الذي كان بمقدوره ليس إيقاف العدوان فحسب وإنما منع حدوثه لو توافرت الإرادة السياسية لصنَّاع القرار فيه بتفعيل ما يملكونه من أوراق ضغط سياسية واقتصادية مسنودة بالدعم الشعبي اللامتناهي للقضية الفلسطينية. إن المجلس يقدر تقديراً عالياً الموقف المتميز للدول التي كان لها دور إيجابي تجاه ما يحدث من عدوان على غزة، وفي مقدمتها تركيا، وفنزويلا، وبوليفيا. كما يثمن تثميناً عالياً موقف القيادة السياسية بزعامة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - على مواقفه المساندة دائماً لقضية الشعب الفلسطيني قولاً وفعلاً، وحرصه على وحدة الصف الفلسطيني، ورأب الصدع العربي. كما أن المجلس يرحب بما صدر من قرارات عن قمة غزة في الدوحة التي تمثل الحد الأدنى من مطالب الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. إن مجلس النواب اليمني وهو يعقد جلسته غير العادية والخاصة بمناقشة الأوضاع في قطاع غزة يدين بشدة العدوان الصهيوني الذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية ومحرقة جماعية ضد شعبنا الأعزل في قطاع غزة، ويؤكد وقوفه الداعم والمساند لمطالب الشعب الفلسطيني المتمثلة في وقف العدوان والانسحاب الفوري الكامل من قطاع غزة وفتح كافة المعابر بصورة دائمة ولاسيما معبر رفح ورفع الحصار بكافة أشكاله عن قطاع غزة. كما يؤكد مطالبته القمة العربية المنعقدة في الكويت برفع سقف القرارات الصادرة عن قمة غزة الطارئة المنعقدة في الدوحة، وإنشاء صندوق لإعادة إعمار غزة، وتخصيص المبالغ الكفيلة بإعادة ما دمرته القوى الإسرائيلية الغاصبة والمعتدية على أبنائنا وإخواننا في قطاع غزة، وتخصيص صندوق رعاية أسر الشهداء، وتعويض المتضررين من أبناء الشعب الفلسطيني جراء العدوان الصهيوني الغاصب، وتشكيل فريق قانوني (رسمي عربي) لمقاضاة قيادات الكيان الصهيوني السياسية والعسكرية وفقاً للقوانين الدولية ذات الصلة بالمجازر الجماعية وجرائم الحرب. كما يؤكد ضرورة تجميد كافة المبادرات والمفاوضات، ودعم خيار المقاومة المسلحة كخيار وحيد لاستعادة وتحرير الأراضي المحتلة، ودعوة الشعب اليمني وكافة الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحر للاستمرار إلى تقديم الدعم المادي والمعنوي من خلال المسيرات وإقامة الفعاليات المساندة للقضية الفلسطينية لجميع أبناء الشعب الفلسطيني بكافة فئاته ومكوناته، وكذا مقاطعة البضائع الإسرائيلية والأمريكية بجميع أنواعها وأشكالها المختلفة، ودعوة البرلمانات العربية لوضع تشريعات تحرم كافة أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب، وتجرِّم التعامل مع أية دولة تدعم التعاون مع ذلك الكيان ضد أية دولة عربية أو إسلامية. ودعا المجلس في بيانه كافة الفصائل الفلسطينية إلى لمّ الشمل والتوحد على قاعدة مقاومة الاحتلال، وقطع الطريق على كل المتربصين بالشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. كما دعا الحكومات العربية إلى ترسيخ مبدأ ثقافة مقاومة الاحتلال في نفوس الشعوب وذلك من خلال تسخير كافة الوسائل التعليمية والتربوية والإعلامية الرسمية والشعبية المختلفة. وحيَّا المجلس المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة الصامدة في وجه الاحتلال. كما حيَّا أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين في كل أرض فلسطين، خاصةً في قطاع غزة. وصدق الله القائل: «وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ» يوسف (21) صدق الله العظيم.