نقترب، ونواصل المسير نحو ال«26» من أيلول «سبتمبر» وكلنا يعلم ماذا يعني لنا هذا اليوم.. إنه يوم انبلاج فجر الثورة اليمنية الخالدة ضد الاستبداد، والاستعمار، واستعادة الشعب للكرامة والحرية، وإعلان تحرره من النظم الكهنوتية، والامبريالية، وانضمامه إلى حركة التحرر العالمية، وحركة الثورة العربية الوحدوية ليزيد فيهما زخماً، واندفاعاً نحو الحرية والوحدة والإنسانية.. فثورة اليمن ثورة إنسانية بكل المقاييس، لأنها ضد الظلم والجهل والمرض والاستبداد والاستعمار والانعزالية، والمناطقية، والمذهبية، والطائفية، والتشطير.. إنها ثورة الإخاء، والمساواة بين أبناء الشعب.. إنها ثورة ضد القطرية العربية، وضد العنصرية العراقية، وضد التمييز على أساس اللون أو الغنى والفقر، أو على أساس طبقي، أو فئوي.. إنها ثورة العدل والحق، والحياة، والنور، ثورة العطاء، والبذل، ثورة ضد التعصب والتطرف، ثورة ضد العبودية.. ثورة ضد الجمود والرتابة، والدجل والشعوذة.. إنها ثورة ضد الظلام والظلاميين. وها هي الثورة بعد أن انتصر لها الشعب، وانتصر لأهدافها الستة الخالدة في التحرر وإقامة الحكم الجمهوري العادل، وإزالة الفوارق والامتيازات بين الطبقات، ورفع مستوى الشعب سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وبناء جيش قوي وإنشاء مجتمع ديمقراطي تعاوني عادل وإعادة تحقيق الوحدة اليمنية على طريق الوحدة العربية الشاملة، والحياد وعدم الانحياز في السياسة الدولية، والعمل مع شعوب العالم على تحقيق وحماية الأمن والسلام الدوليين.. هكذا هي الثورة اليمنية وطنية قومية إنسانية.. التف حولها الشعب وحمل السلاح لحمايتها والانتصار لها، لأنها كانت انتصاراً له ولطموحاته وتطلعاته.. وكان الجندي الجسور والقوي الذي حمل مشعل أهدافها من الحالة النظرية إلى التطبيق، ومن مرحلة الشعار، والحلم إلى مرحلة الحقيقة والواقع.. وما زال الشعب وسيظل الحارس القوي الأمين، والحامي الصلب، والصخرة الصلدة الذي ستتحطم عليه كل المؤامرات الهادفة إلى المساس بالثورة معنى، وأهدافاً، واستمراراً، وتحولات.. ولن تنجح أي من القوى التي ما زالت تتربص بالثورة ديمقراطية ووحدة واستقلالاً وسيادة.. مهما تربصت، ومهما تآمرت، ومهما استقوت بالخارج.. فالثورة باقية مستمرة في حماية الشعب.