هذه الأيام نعيش أشهر الثورة اليمنية «سبتمبر ،اكتوبر، نوفمبر» ذات الأبعاد الوطنية الاستراتيجية يمنياً وإقليمياً،وقومياً، وإنسانياً..وهو مالم تدركه القوى المتخلفة، والانعزالية والمتعصبة..التي مازالت تعيش في شرنقة ضيقة لاترى منها سوى أحلامها الظلامية المحدودة غير قادرة على التطور، ومواكبة مسيرة الثورة حتى صارت المسافة بين هذه القوى وبين الثورة نحو سبعة وأربعين عاماً، وهي مسافة لا يمكن لقوى التخلف والظلام والتعصب أن تلغي هذه المسافة وتعيد عجلة التاريخ إلى الوراء، وتعيد شعبنا اليمني أو جزءاً منه إلى عهود ما قبل الثورة «الإمامة والسلطنات» ..ومع ذلك ما يزال هؤلاء يكابرون ويقدمون على حماقات بين الحين والآخر،وينهزمون ويندحرون في كل مرة ،دون أن يأخذوا عبرة أو عظة. الثورة كانت للتحرر من الاستبداد الإمامي في شمال اليمن، وللتحرر من الاستعمار الانجليزي في جنوب الوطن،جنباً إلى جنب مع التحرر من النظم السلاطينية في كثير من مناطق اليمنالجنوبية..لاستبدادها وتخلفها وعمالتها مع الاستعمار الغاصب .. إن هذه النظم الثلاثة استهدفتها الثورة اليمنية لأنها سبب تشرذم ،وتمزق، وضعف اليمن، وكونها السبب في تخلف البلاد،وانعزاله عن أشقائه، وعن العالم..وعليه فإن الثورة قد استهدفت هذه القوى التي حكمت اليمن مفتتة ممزقة..حتى تعبد الطريق وتتوافر الظروف لإعادة توحيد اليمن أرضاً وشعباً كهدف وطني يحقق القوة والمنعة، ويحقق الظروف والمناخات والإمكانات الكافية لتحقيق التنمية والتطور ،ويجعل من اليمن قوة إقليمية قادرة على التعاطي والتعاون مع القوى الشقيقة في الجوار لإنجاز الأمن والاستقرار وتحقيق المنعة والقوة لأقطار الإقليم الشقيق على طريق الوحدة الإقليمية، سيراً صوب الوحدة العربية.. لإنجاز الوجود العربي القادر على لعب دور قوي في السياسة الدولية من أجل السلام والعدل والمساواة، وحق الشعوب في الحرية والسيادة وتقرير مصيرها..وإنهاء هيمنة واحتكار القوى الكبيرة واستغلالها وابتزازها للعالم. لهذا لاغرابة أن تعود المؤامرات والدسائس على الثورة والوحدة وما قوى الحراك السلاطينية في المحافظات الجنوبية، وجماعات التمرد الحوثية في شمال الوطن سوى أدوات، وآليات لتنفيذ المؤامرات ضد الثورة والوحدة...للتخلص من اليمن كقوة اقليمية وقوة عربية خيرة، انسانية تمثل عقبة كأداء أمام تحقيق المشاريع الطغيانية الصهيونية العالمية.