الاحتفال بالثورة اليمنية الخالدة.. صار احتفالاً بانجازات وطنية عملاقة لاينكرها إلا جاحد.. فالثورة رغم ماعانته خلال فترات عمرها الأولى من حروب استهدفتها في المهد ،وحرصت على وأدها في سنينها السبع الأولى.. ثم ماواجهته من غزو واندساس استهدفها من الداخل بعد أن فشلت الحرب العسكرية الشرسة في وأدها.. بدأ التآمر على الثورة من داخلها عبر تسلل القوى المضادة لها إلى داخل صفوفها لضربها من داخلها وذلك بالانحراف بها عن أهدافها ،أوافراغها من مضامينها الوطنية القومية الانسانية ،وممارسة الافساد ،والفساد في أجهزتها ،وتحويلها إلى مصالح شخصية ،وأسرية ،وقبلية ،وحزبية.. وذلك لتشويه صورة الثورة ،وخاصة لدى الاجيال التي لم تعرف الماضي الكئيب والبائس والمظلم ،وذلك للانقلاب على الثورة بأجياله التي تحاول القوى الظلامية أن تشربها لجيل الثورة ،الذي نلحظ كثيراً منهم صاروا يشحذون أقلامهم ضد الثورة ،والتحولات الثورية بخبث ولؤم ،وعلى مستوى الصحف ،خاصة منذ اعلان التعددية والديمقراطية الاعلامية. لكن الثور ظلت مستمرة بفضل صمود ووعي شعبنا ،وبفضل القوى الوطنية الثورية التي وقفت بشدة وحماس وصلابة أمام قوى التآمر والاندساس ،والتخريب والفساد والافساد ،رغم قوة وشراسة الهجمات التآمرية على الثورة في مراحل كثيرة.. الى حد كادت قوى الشر والتآمر أن تعصف بالثورة وتطيح بها في السنتين الأخيرتين من سبعينيات القرن الماضي.. لولا عناية الله ،ورعايته ،وتقييضه لفارس من أبناء الثورة اليمنية الذين تلقوا نبأ قيامها ،والتآمر علىها فانخرطوا في جيش الثورة للدفاع عنها وحمايتها والانتصار لها.. هذا الفارس ظل يحمل سلاحه على ظهر جواده ،ولم يترجل.. فما أن وجد الثورة في خطر داهم ،وتكاد أن تسقط بأيدي القوى الظلامية والمناطقية لتمزق البلد إلى أوصال ،وكانتونات قبلية ،وحزبية حتى انبرى الفارس على صهوة جواده ليمسك بزمام المبادرة بشجاعة وإقدام وتضحية ،وبساله ،وصمود ،وصلابة ،وحنكة ،وحكمة.. وكأن الله كان قد أعده مسبقاً ،وأهله ليكون المنقذ والقائد للثورة.. وهو الاخ الرئيس علي عبد الله صالح ..هذا الجندي الذي قيضه للثورة ليواصل المسيرة الوطنية الثورية التحولية التغييرية ،ويعيد للثورة زخمها ،وحيويتها ،ويجدد انطلاقتها في ال«17» من تموز يوليو عام1978م. وهكذا تجددت الانطلاقة الثورية وأمسك بمشعلها ابن اليمن البار علي عبدالله صالح وهو صاحب التجربة الحية والمعاشة.. منذ أن حمل البندقية جندياً في صفوف الثورة ،وحتى ألقت المقادير على كاهله مسئولية النهوض بالثورة من عثرتها بعد أن كادت تسقط صريعة في العام1978م. ومنذ العام 1978م بدأ الرئيس/علي عبدالله صالح يعمل على جبهات عديدة.. كل جبهة أعقد من شقيقتها جبهة تأمين الثورة وتحصينها ،جبهة تحقيق الأمن والاستقرار ،جبهة تحقيق الاهداف التنموية والسياسية ،جبهة الديمقراطية والعمل السياسي الحر ،جبهة الوحدة الوطنية واليمنية ،جبهة العلاقات الاقليمية والقومية والدولية ،وقبل هذا وذاك إعادة بناء القوات المسلحة والأمن وكذا بناء وتطوير الجهاز الاداري وتحديثه ،التأسيس لصياغة فكر يمني وآلية ديمقراطية للحكم.. وعبر«28»عاماً.. انجز الكثير من الاهداف العملاقة على المستوى الوطني ،وعلى المستوى الاقليمي ،والقومي ،والدولي. وها نحن اليوم ،وعبر انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة قد جددنا كشعب الولاية الرئاسية لفترة جديدة «ثانية» للرئىس الصالح.. ثقة بامكانياته وقدراته على مواصلة قيادة الثورة ،وضمان استمرارها ،وطموحاً في استكمال بناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة والعصرية.. كهدف يطمح إليه الرئيس الصالح ،ويصر على انجازه.. ونحن خبرناه ،وجربناه ،وعرفنا ما طمح إلى مشروع عملاق إلا وأنجزه وحققه. وستمضي مسيرة الثورة قدماً نحو مستقبل أفضل ويمن جديد بقيادة «الصالح» وعناية ورعاية الله سبحانه وتعالى.