مازلنا نعيش في شهر رمضان الكريم.. وهو شهر عبادة وتعبد، وروحانية، وقراءة لكتاب الله الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم قراءة متدبرة متأنية، تؤدي الى تفقه وتعلم، وتفيد في تغيير الممارسة والسلوك والأخلاق السيئة الى حسنة، وتعيد المنحرف والمعوج الى سواء السبيل وتقوده الى دوحة الرحمة الإلهية، وتضعه تحت مظلة المغفرة الربانية، وتعتقه بإذن الله من النار، وتكتبه في كشف من سيدخلون الجنة من باب الريان. شهر رمضان فرضه الله على عباده حتى يكون فرصة يعودون فيها الى ذاتهم، والى ربهم.. إن كانوا قد جانبوا طريق وسبيل الرحمن، مالم فالاستمرار على هذا الطريق الرباني إن كانوا سائرين فيه رغبة وطمعاً في المزيد من رحمة الله، ومغفرته وضمان دخول جنته. فالمؤمن أمين.. وفي ضوء هذا المعيار على كل واحد منا أن يعود الى ذاته في رمضان، ويضع أمامه الحساب الختامي للسنة، ويرى أين هو من المؤمن الأمين.. وذلك من خلال ما يأتي: 1- يسأل نفسه هل كان أميناً على نفسه عقلاً ونفساً، وحواساً وفرجاً، وجسداً.. وهل أحسن التصرف بهذه النعم.. 2- يسأل نفسه عن تصرفاته وعلاقاته بأسرته «أبوين» وزوجه، وأولاده.. وهل كان أميناً محسناً الى والديه، كريماً عطوفاً حنوناً إنساناً مع زوجته وأبنائه، وعادلاً معهم.. أم غير ذلك. 3- يسأل نفسه عن أدائه في عمله ووظيفته وإنتاجه وبيعه، وشرائه هل كان أميناً في ذلك، ومقسطاً أميناً في إنتاجه وتجارته، وإسعاده لا يحتكر ولا يستغل إن كان تاجراً أو يغش في الكيل والوزن ويخسرهما إن كان صانعاً وتاجراً.. أما إن كان موظفاً ليسأل نفسه هل كان أميناً لا يفسد ولا يرتشي في وظيفته، ولا يتلاعب بمصالح الناس وقضاياهم إن كان قاضياً و...و... الخ.. 4- يسأل نفسه هل كان أميناً مع جيرانه ناصحاً لهم عائداً مريضهم، مواسياً في الموت مشاركاً في الأفراح والمسرات.. وهل كان يصل أرحامه وأقاربه وما الى ذلك من فعل الخيرات والحسنات، والانتصار للضعيف أم أنه كان عكس ذلك.. 5- ليسأل كل منا نفسه.. هل اهتم يوماً ما بأمر إخوانه المسلمين وفرح لأفراحهم وتألم لآلامهم، واستغل فرصة للانتصار لهم بالنفس، أو المال، أو الكلمة، أو ما شابه ذلك.. لا أريد الإطالة.. وما أردته مما سبق سوى أمثلة للبنود التي يجب أن يشملها كشف الحساب السنوي الذي يجب أن يفتحه المؤمن الأمين، ويناقشه ويطابقه مع نفسه، وسلوكه ومعاملاته وعلاقاته على مدار السنة.. ويقيم نفسه بأمانة المؤمن.. وفي ضوء ذلك يقوم ذاته حسب ما تتبدى له من جوانب قصور وانحراف واعوجاج، ويعيد نفسه الى الصواب والرشاد.. ليبدأ حياة إيمانية جديدة مستقيمة نظيفة، طاهرة.. فيسعد دنياه وآخرته.