4 / 10 / 2006 م هل سنندم ذات يوم على ما نفعل؟ في حالة مراجعة ما قدمنا من الأعمال نكتشف أننا أخطأنا أكثر مما أصبنا عندما تصورنا أننا وحدنا مصيبون لا غيرنا.. ولماذا نندم؟.. وهل كل ما دُوِّن في سجل أعمالنا يستحق الندم؟ بالطبع.. لا.. لكننا نندم عندما نكتشف أننا أخطأنا بسبب جهلنا لأخطائنا.. من جهلنا نخطئ ومن أخطائنا نتعلم.. وجهلنا الفادح يتمثل في عدم تعلمنا من تلك الأخطاء، وإصرارنا على التمادي فيها. ومن الأخطاء الفادحة التي يندم عليها المرء: - الارتجال والعشوائية في القول والعمل. - عدم التقيد بنظام وقانون يسير الأمور ويحقق المساواة. - التمسك بذات العناصر التي تسيء إلى أي تجربة تكاد تقترب من النجاح لكنها تفشل وتبتعد ويذهب ريحها بسبب التمسك بهؤلاء وأولئك المسيئين. الندم بعد فوات الأوان لا يفيد، ولا يحفظ الدم المراق ولا اللبن المسكوب.. فمتى نفهم؟ ومتى نتعلم؟. بعضنا يبرر "أن نندم على ما فعلنا خير من أن نتحسر على ما لم نفعل".. غير أن الندم ليس خيراً، وعض الشفاة أو اللسان كذلك.. وإن أفاد الندم في المراجعة التي تستهدف تجاوز السلبيات بمحاولات متكررة لعلاجها كما تكرار السلبيات. حفظ الأعصاب وماء الوجه أفضل من حريق الأعصاب وسيل العرق.. ليتنا نفهم.. ليتنا نتعلم.. ولكن العربي «لا اليمني وحده» لم يبلغ من الذكاء مستوى الانتفاع بتجارب نفسه وليس بتجارب غيره. فتضيع الفرصة تلو الفرصة.. تنمو الغصة فوق الغصة.. ويفقد لونه ولقبه: عروبة اليوم أخرى لا ينم على وجودها اسم ولا لون ولا لقب قبل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نضج العناقيد، لكن قبلها التهبوا. والتاريخ والحاضر والمستقبل سيظلون جميعاً يشهدون علينا وندمنا. ويستمر الندم حتى يوم لا ينفع فيه الندم.