اليوم.. تتحدث رايس، وهي تعبر عن رأي الإدارة الأمريكية.. حول مصداقية الأممالمتحدة، وعن فقدان هذه المصداقية في حالة عدم إصدار قرارات بعقوبات ترغب «رايس» وإدارتها برئاسة «بوش» فرضها على هذا البلد أو ذاك. وحين تتحدث رايس «الوزيرة الأمريكية» عن مصداقية الهيئة الدولية.. كأنها تريد أن تقول للعالم إن هذه الهيئة كانت صادقة في قراراتها منذ ولادتها.. بينما الحقيقة أن هيئة الأممالمتحدة، كهيئة دولية، يجب أن تعبر عن المجتمع الدولي في قراراتها تجاه الفزاعات الدولية، وبالعدل، والمساواة، والحق بين بلدان العالم.. لكن هذه الهيئة منذ ولادتها كفكرة، ثم مشروع، ثم ولادتها لم تكن ذات مصداقية في قراراتها البتة، فلم تكن عادلة، وحقانية، في قراراتها منذ أول قرار أصدرته، وحتى آخر قرار.. ولم يكن هناك أي قرار صدر عنها معبراً عن إرادة المجتمع الدولي.. بقدر ماهي قرارات تمثل إرادة ورغبة، وأطماع القوى الكبرى التي أنشأتها بعد الحرب الكونية الثانية، وهي القوى المنتصرة في الحرب «الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وفرنسا، والاتحاد السوفيتي» هذه القوى التي أرادت من هذه الهيئة أن تكون هيئة دولية شكلياً، وعملياً هيئة تعطي المشروعية، وتصدر القرارات التي تلبي أطماع القوى الكبرى في العالم وباسم المجتمع الدولي البريء من قرارات هذه الهيئة، براءة الذئب من دم يوسف. لقد نشأت هذه الهيئة، وأحكمت السيطرة والهيمنة على قرارها الخمس القوى الكبرى في العالم، التي خرجت منتصرة من الحرب العالمية الثانية.. بل أحكمت هذه القوى السيطرة والهيمنة على مجلس الأمن.. حين شرعت لنفسها أن تكون هي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، وشرعت أيضاً لنفسها حق النقض «الفيتو» أي حق إصدار القرار من مجلس الأمن، أو الغائه، وشرعت لنفسها، التعبير عن الإرادة الدولية من خلال أن أي قرار يصدر من مجلس الأمن، «أي منها» يصبح نافذاً وذا مشروعية دولية، وينفذ طوعياً، أو بقوتها.. لذا فهذه الخمس القوى التي تتحكم بالقرار الدولي، وتوجهه لتحقيق أطماعها، الأمر الذي تصبح معه القرارات الدولية الصادرة عن الهيئة الدولية «مجلس الأمن» لاتعبر عن المجتمع الدولي ولاهي قرارات عادلة، ولا فيها مصداقية مع المجتمع الدولي.. بقدر ما هي قرارات ظالمة، وانتقائية، وعنصرية، واستعمارية.. وفي المرات التي تكون هناك مصداقية في القرار الدولي، وتعبير عن إرادة العالم.. نجد أنه يفشل في التنفيذ.. كما هو الحال في القرارات الصادرة ضد العصابات الصهيونية والتي رفضت كلها ولم تنفذ بتواطؤ وسكوت وغض النظر من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية.. التي تأخذها الغيرة على الشرعية الدولية وتنفيذ قراراتها وتتحمس جداً لذلك حين تكون القرارات ضد شعوب غير متفقة مع أمريكا.. وحين تكون القرارات ضد الصهاينة تسكت وتفتر، بل وتغير تفسير القرارات ضد الصهاينة لصالح الصهاينة.. فأي مصداقية بعد ذلك تبحث عنها رايس؟