لقد بدا لنا جلياً ما يحدث للشعب الفلسطيني من هتك لمبادئ الإنسانية من سفك للدماء البريئة التي لم يكتف الصهاينة فيها بالشباب فقط بل تعدى ذلك حتى طال النساء والأطفال والشيوخ العزل الذين ليس لهم حيلة. إن الماثل أمام المشهد الفلسطيني الراهن أن الشعب الفلسطيني يتعرض بلا أدنى شك إلى هجوم إسرائيلي شامل عسكري تدميري إعلامي سياسي بكل ما تحويه هذه المصطلحات ، بل والأكثر من ذلك أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني عبارة عن حرب تطهيرعرقي بكل ما تعنيه هذه العبارة من معان ، فهو شعبٌ يمارس ضده كل أساليب القمع والتنكيل من اجتياح وقتل جماعي وفردي وتدمير شامل لكافة أشكال البنية التحتية الخدماتية وغيرها ، كما يتعرض الشعب الفلسطيني في الوقت ذاته الى حرب إبادة سياسية تتزامن مع التطهير العرقي وتستهدف إنهاء كل الطموحات والتطلعات الوطنية الفلسطينية الاستقلالية وعلى كافة المطالب التاريخية والحقوقية المشروعة في فلسطين . إن دولة الاحتلال الصهيونية قد ارتكبت وبدون شك كل الانتهاكات والجرائم التي تتخطى كافة الخطوط والمواثيق والقوانين والأعراف الدولية والبشرية ، فهي تصول وتجول على امتداد مساحة الأراضي المحتلة وتمارس كل أشكال القتل والهدم والتدمير والاعتقالات والعقوبات الجماعية وتقوم بسرقة ونهب الأراضي وتهويدها في وضح النهار ، فالحقيقة التي يجب أن نعلمها أن الشعب الفلسطيني هو الذي يتعرض لإرهاب الدولة الإسرائيلية وبعد كل ذلك يزعمون أن الفلسطينيين هم الإرهابيون والقتلة والمختطفون ، فإذا كان الإرهابي هو كل من يُدافع عن أرضه ودينه ومقدساته فعلى الدنيا السلام ، كيف يمكن للعالم والمجتمع الدولي أن يتجاهل كل هذه الحقائق والموثقة حتى في القرارات الدولية ؟ وكيف يمكن للعالم العربي من جهته أن يلتزم كل الصمت وان يكتفي بكل هذه الفرجة المذهلة على ما يجرى في فلسطين ؟ فقمة المهزلة أن يُختطف بعض أعضاء مجلس الوزراء وثلث أعضاء المجلس التشريعي المنتخبين من قبل الشعب بل ويختطفُ المواطنون الفلسطينيون من بيوتهم على مدار اليوم ويُختطف الشعب الفلسطيني كله والوطن الفلسطيني بكامله والحقوق العربية الفلسطينية كلها ، فقد اختطفوا كل شيء بل قد ارتكبوا العديد من المجازر منذ أن بدأ الاحتلال وآخرها مجزرة بيت حانون التي راح ضحيتها النساء والأطفال الأبرياء . إن الشعب الفلسطيني هو الأولى والأحق وفق كافة المواثيق والقوانين الدولية والبشرية بالدفاع عن نفسه وعن وطنه وحقوقه أمام الصهاينة المستبدين. ومن الواجب على المجتمع الدولي أن يراجع حساباته تجاه كل ما يحدث وأن يخرج عن صمته ولو من باب الشفقة والإنسانية من اجل وقف هذه الإبادة التي لا يرضى بها دين أو ضمير حي . [email protected]