لا أحد يستطيع أن يشكّك في جهود الدولة لتوفير التطبيب والعلاج للمواطن في المدينة والريف على حد سواء.. فكثير من المستشفيات، والمراكز الصحية قد بُنيت وأُهلت لاستقبال الحالات الاسعافية، والمرضية، وقد كلفت هذه المنشآت الاستشفائية والصحية الأموال الكثيرة التي أنشئت، وصرفت اموال طائلة ايضاً على تأثيثها وتجهيزها، وتأهيلها للعمل. لكن تظل هناك احتياجات اخرى للتشغيل.. ودون توفير احتياجات التشغيل، وإفادة المواطن منها، من هذه الاحتياجات:. 1 توفير الكادر الإداري والفني اللازم والضروري لإدارة المنشآت الصحية إدارياً وفنياً، واستغلالها لما أنشئت له 2 توفير الكادر الطبي اللازم لأداء هذه المنشآت ودورها في الاسعاف والتطبيب والعلاج. 3 توفير الكادر الطبي المساعد «الممرضين» و «مساعدي الاطباء» في المستوصفات، والوحدات الصحية. 4 توفير اللوازم الطبية الإسعافية والعلاجية اللازمة، والضرورية لكل وحدة صحية، ومستوصف.. وخاصة للحالات الإسعافية. 5 توفير كوادر ولوازم التوليد وما تتطلبه حالات الولادة من اسعافات وعلاجات سريعة وأولية. 6 توفير العلاجات الخاصة بالأمراض الخطيرة والتي تتطلب إجراءات اسعافية سريعة، ولا تحتمل التأخير.. خاصة لمرضى السكر، والضغط، وداء الكلب. 7 توفير وسائط نقل سريعة لنقل الحالات الخطرة من المستوصفات والوحدات الصحية بعد اجراء الاسعافات الأولية واللازمة إلى المستشفيات المؤهلة لاستقبالها في المدن. هذا بالنسبة للمستوصفات والوحدات الصحية في الريف.. وبدون توفير هذه المستلزمات والمتطلبات ، تعد هذه المنشآت هدراً للمال العام ،ويزداد الهدر للمال العام عندما تكون هذه الوحدات ،والمستوصفات قد أثثت ومُولت بكل اللوازم الطبية كالاجهزة مثلاً لأنها تتعرض للتلف إذا لم تستغل وتشغل. أما بالنسبة للمستشفيات في المدن ،وهي منشآت كبيرة ،وتوجد عليها ضغوط كبيرة جداً ،وخاصة في أقسامها الاسعافية وأقسام الرقود.. فإذا لم تفتقر للادارة والكادر الطبي.. فإنها تفتقر جداً إلى العلاجات الاسعافية ،والاجهزة الطبية الحديثة وامكانيات العمليات ،والعلاجات الضرورية والأساسية.. وإن وجدت فإنها لاتفي بمواجهة الضغط الكبير الواقع عليها.. بل إنها في الغالب لاتتوافر فيها العلاجات الخاصة بالامراض الخطيرة والقاتلة بالكم الكافي.. ناهيك عن افتقارها للنفقات التشغيلية إلا في حدود يسيرة جداً لاتفي بمتطلبات الاجهزة الطبية المتوافرة ،ولاصيانتها ،ولالقطع غيارها ،ولا لصيانة المبنى ولا للنظافة ،واستبدال الاثاث التالف و... و... إلخ. مما يجعل مثل هذه المنشآت أيضاً مهدورة .. الأمر الذي يتطلب من الحكومة أن تعمل على استغلال المنشآت الصحية الاستغلال الأمثل ،والمفيد للمواطن.