لم تتوان الجمهورية اليمنية لحظة واحدة في دعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق المصالحة الصومالية والتواصل مع كل أطراف المشكلة لإيجاد المخارج الكفيلة بإقامة السلام وتوفير ضمانات الأمن والاستقرار والتنمية.. وكل ذلك من أجل معالجة مشكلة مزمنة لم تقتصر آثارها على الصومال فحسب، بل تمتد آثارها إلى منطقة أوسع. ولا شك بأن اليمن واحدة من الدول التي لاتزال تعاني من تداعيات الأوضاع الأمنية في الصومال تحديداً ودول القرن الأفريقي عموماً جراء ظاهرة اللاجئين القادمين من هذه المنطقة وما تسببه من أعباء اقتصادية واجتماعية وسكانية. الآن يعيش الصومال أوضاعاً جديدة تتطلب تضافر جهود الأسرة الدولية لاستكمال مسيرة الاستقرار في هذا البلد الذي عانى كثيراً جراء غياب الدولة المركزية القوية، وهو ما تدعو إليه اليمن باستمرار؛ لأنه لا حل بدون توافق كل الصوماليين، وتوحيد طاقاتهم وقدراتهم في الإطار الذي يحفظ وحدة واستقرار الصومال. وهذا الأمر يستدعي أيضاً ضرورة إزالة آثار الحروب والاقتتال وتقديم المساعدات الإنسانية والإنمائية السريعة لاستكمال بناء مؤسسات الدولة ووضع برنامج متكامل للإعمار والبناء تشارك فيه الأسرة الدولية وفي مقدمتها الدول العربية، والعمل على تأمين الظروف الملائمة لحوار يشمل جميع الأطراف الصومالية، وتوجيه كافة طاقات المجتمع فيما يحافظ على أمن واستقرار هذا البلد الذي لم يعد يتحمل المزيد من الاقتتال والأزمات. إن خطوات إعلان أثيوبيا سحب قواتها من الصومال خلال الاسبوعين القادمين، والاتجاه القائم لانتشار قوات حفظ السلام أفريقية واحدة من الخطوات المهمة في إرساء دعائم الاستقرار في هذا البلد الذي أنهكته الحروب والاقتتال، فضلاً عن كونها من الخطوات التي توفر خيارات أفضل للصومال في ظل المتطلبات الملحة لإقامة منظومة سياسية مستقرة وآمنة تمثل الصومال ركناً رئىساً فيها.. وهو ما يستدعي تضافر تلك الجهود لتحقيق هذه التطلعات واستبعاد كل احتمالات عودة الصومال إلى فترة جديدة من الحروب والاقتتال!.