يفترض أن يستوعب المواطن دوره في كثير مما يحصل له،وبالذات في أمنه المعيشي ،وفقدانه لهذا الأمن بين الحين والآخر.. على شكل اختفاء بعض السلع أو المواد الغذائية،أو مايتعلق بالغذاء كالوقود و«كالقمح، والدقيق، والغاز» أو النقص فيها، وقلة عرضها في السوق، وارتفاع أسعارها.. ومايتبع ذلك من زحام ولهث وراء الحصول على هذه المواد وبكميات كبيرة.. أي يحدث عليها هلع لالزوم له.. مثل هذه الأوضاع لاتحدث عبطاً ولكن تبدأ بإشاعة يطلقها مواطن قمح معدوم، دقيق غير موجود وتسري الشائعة.. فيهرع الناس إلى الأسواق من يحتاج ومن لايحتاج.. لطلب القمح والدقيق فيستغل التجار «الفجار» الحكاية، وهلع الناس.. ويزيدون في إخافة الناس، فينكرون وجود المادتين إلاّ بكمية محدودة، وبسعر عال.. فيتهالك الناس على المادتين، ويزدحمون ويشكلون طوابير وكل يطلب أضعاف حاجته.. وهكذا تحدث الازمات في معظم الأحيان. قبل عيد الأضحى تأخر الغاز الخاص بمدينة أو محافظة تعز، بل جاءت الكمية الخاصة بتعز ناقصة لأسباب تتعلق بإجراءات الشركات والوكلاء المعهودة كل سنة من تصفية وغلق الحسابات، وعمليات الجرد، وهكذا بالنسبة للسجائر.. فشاع الخبر أن الغاز معدوم والسجائر معدومة فهرع الناس مرة واحدة يجمعون دباب الغاز الفارغة«دبتين ثلاث و أربع» ويتقاطرون في وقت واحد على محلات توزيع الغاز لينتج عن زحامهم طوابير طويلة .. ليراهم الآخرون فيهرعون إلى بيوتهم وحمل ما لديهم من دباب فارغة مرة واحدة والالتحاق بالطوابير، الأمر الذي أدى إلى إحداث أزمة، وانتشار القلق في كل المدينة.. لأن الناس خرجوا دفعة واحدة وفي وقت واحد يريدون الغاز.. المحتاج وغير المحتاج، والذي يحتاج دبة، أخرج الثلاث الدبات التي يملكها مع أن دبة واحدة تكفيه إضافة إلى الدبة التي مازالت في البيت.. لكن الناس لايعقلون أنهم يخلقون الأزمات بأنفسهم،وحتى الأسعار يبدأ الناس في الشارع ،في الوظيفة ،في المقيل يتناقلون الأخبار أن السلعة الفلانية، والمادة العلانية، وتلك وهاتيك سيرتفع سعرها، وهي تبدأ شائعة.. لم تكن في ذهن التجار.. الناس بتناقلهم لهذه الشائعة يزرعونها في عقلية السوق.. وتناقلها يعني أن الناس تهيأوا لها.. وفعلاً يقوم السوق برفع الأسعار حسب الناس .. دون أن يكون لأنظمة السوق أي دخل في ذلك. إذن المسألة ترتبط بوعي المواطن،ومدى قدرته على التصرف بمسؤولية عندما يجد إطلاق الشائعات التي تسري كما تسري النار في الهشيم.. إن المواطن يجب أن يتحلى بالهدوء، ويعمل على مواجهة الشائعات، ويرشد الناس إلى التصرف الصحيح.. فمن لديه دبة غاز في البيت لاداعي أن يهلع، ومن هو محتاج يكتفي بدبة بدلاً من أن يسعى للحصول على ثلاث وأربع دبات.. وهكذا نواجه الشائعات والأزمات إن وجدت أزمات فعلاً، وفي أي سلعة، أو مادة من المواد والسلع الضرورية اليومية.